العربية.نت
عام 1864، ضربت الولايات المتحدة الأميركية موعداً مع واحدة من أغرب وأصعب الانتخابات الرئاسية على مر تاريخها. ففي خضم فترة الحرب الأهلية التي استمرت لأكثر من 4 سنوات وأسفرت عن وفاة حوالي 600 ألف شخص، اضطر الرئيس الجمهوري أبراهام لنكولن لمواجهة المرشح الديمقراطي وبطل معركة أنتيتام (Antietam) جورج برينتون ماكليلان.
إلى ذلك، تخوّف الجميع من مستقبل الحرب الأهلية وإعلان تحرير العبيد في حال عدم انتخاب أبراهام لنكولن لولاية ثانية، حيث عاش قسم هام من الأميركيين على وقع حالة من التخبط بسبب طول مدة الحرب وأعداد الضحايا. وقد جاء تصويت الجنود حينها ليعيد الأمل للجميع حيث ساهم ذلك في صناعة نصر لنكولن بانتخابات 1864.
أثناء فترة الحرب الأهلية، لقي العديد من سياسات لنكولن معارضة شديدة من قبل قسم كبير من الأميركيين. فبينما حبّذ البعض البدء بمفاوضات مع الجنوبيين لإنهاء الاقتتال ووضع حد للحرب، أعرب آخرون عن غضبهم الشديد من سياسة التجنيد المعتمدة التي سمحت للأثرياء بدفع مبالغ مالية هامة مقابل إعفائهم من الخدمة العسكرية. كما عبّر قسم هام من الأميركيين بالولايات الشمالية عن عدم ارتياحهم من إعلان تحرير العبيد، حيث تخوّف هؤلاء من الدور المستقبلي لذوي البشرة السمراء بالبلاد.
وقبيل الانتخابات، روّج الديمقراطيون، الذين سعوا بشتى السبل لإنهاء الحرب، لأفكار معادية للمرشح الجمهوري أبراهام لنكولن فنعتوه بصانع الأرامل وتحدثوا عن سعي إدارته لإقرار الزيجات مختلطة الأعراق. إلى ذلك نقد الحزب الديمقراطي على لسان مرشحه ماكليلان سياسة وزير الحرب بحكومة لنكولن، إدوين ستانتون، واتهموه بسوء إدارة الحرب، مثيرين بذلك استياء ستانتون الذي اتجه بدوره لفعل كل ما بوسعه لمساعدة لنكولن في تحقيق النصر.
كما أيد ستانتون فكرة الاقتراع الغيابي أملاً في تمكين الجنود المتواجدين على جبهات القتال من الانتخاب على الرغم من تواجدهم بأماكن بعيدة عن مراكز الانتخاب المخصصة لهم بولاياتهم لتجد بذلك أزمة عملية التصويت عبر البريد، التي تعيش على وقعها الولايات المتحدة حالياً، جذورها بالحرب الأهلية.
فمطلع ستينيات القرن التاسع عشر، سنت ولاية بنسلفانيا فقط قوانين يعود تاريخ ظهورها لعام 1812، سمحت بعملية الاقتراع الغيابي أملاً في تمكين الأشخاص المسافرين والعاملين بمناطق بعيدة عن مراكز الاقتراع من حقهم في الانتخاب. وما بين عامي 1862 و1865، غيّرت نحو 20 ولاية من الولايات الشمالية قوانينها المتعلقة بالتصويت الشخصي والتواجد بمراكز الاقتراع لتسمح بذلك للجنود المتواجدين على الجبهة بممارسة حقهم الانتخابي واختيار رئيس للبلاد.
وأمام هذا الوضع، أثارت مسألة الاقتراع الغيابي جدلاً واسعاً بين الأميركيين. فبينما ساند الجمهوريون تمكين الجنود من حقهم في الانتخاب بجبهات القتال، رفض الديمقراطيون ذلك وتحدثوا عن إمكانية تأثير القادة العسكريين، الموالين في غالبهم للجمهوريين، على جنودهم وإجبارهم للتصويت للنكولن. وبسبب هذا الموقف، كسب الديمقراطيون صورة سيئة واتُهموا بمعاداة الجيش والتنكر لتضحياته لتنهار بذلك شعبيتهم وتمهد طريق الفوز للنكولن.
وبالانتخابات الرئاسية لعام 1864، فاز لنكولن بولاية رئاسية ثانية، حيث حصد أكثر من 2.2 مليون صوت بالتصويت الشعبي ونال أصوات 212 ناخب بالمجمع الانتخابي، متفوقاً بذلك على ماكليلان الذي حصد نحو 1.8 مليون صوت بالتصويت الشعبي و21 صوتاً بالمجمع الانتخابي.
{{ article.visit_count }}
عام 1864، ضربت الولايات المتحدة الأميركية موعداً مع واحدة من أغرب وأصعب الانتخابات الرئاسية على مر تاريخها. ففي خضم فترة الحرب الأهلية التي استمرت لأكثر من 4 سنوات وأسفرت عن وفاة حوالي 600 ألف شخص، اضطر الرئيس الجمهوري أبراهام لنكولن لمواجهة المرشح الديمقراطي وبطل معركة أنتيتام (Antietam) جورج برينتون ماكليلان.
إلى ذلك، تخوّف الجميع من مستقبل الحرب الأهلية وإعلان تحرير العبيد في حال عدم انتخاب أبراهام لنكولن لولاية ثانية، حيث عاش قسم هام من الأميركيين على وقع حالة من التخبط بسبب طول مدة الحرب وأعداد الضحايا. وقد جاء تصويت الجنود حينها ليعيد الأمل للجميع حيث ساهم ذلك في صناعة نصر لنكولن بانتخابات 1864.
أثناء فترة الحرب الأهلية، لقي العديد من سياسات لنكولن معارضة شديدة من قبل قسم كبير من الأميركيين. فبينما حبّذ البعض البدء بمفاوضات مع الجنوبيين لإنهاء الاقتتال ووضع حد للحرب، أعرب آخرون عن غضبهم الشديد من سياسة التجنيد المعتمدة التي سمحت للأثرياء بدفع مبالغ مالية هامة مقابل إعفائهم من الخدمة العسكرية. كما عبّر قسم هام من الأميركيين بالولايات الشمالية عن عدم ارتياحهم من إعلان تحرير العبيد، حيث تخوّف هؤلاء من الدور المستقبلي لذوي البشرة السمراء بالبلاد.
وقبيل الانتخابات، روّج الديمقراطيون، الذين سعوا بشتى السبل لإنهاء الحرب، لأفكار معادية للمرشح الجمهوري أبراهام لنكولن فنعتوه بصانع الأرامل وتحدثوا عن سعي إدارته لإقرار الزيجات مختلطة الأعراق. إلى ذلك نقد الحزب الديمقراطي على لسان مرشحه ماكليلان سياسة وزير الحرب بحكومة لنكولن، إدوين ستانتون، واتهموه بسوء إدارة الحرب، مثيرين بذلك استياء ستانتون الذي اتجه بدوره لفعل كل ما بوسعه لمساعدة لنكولن في تحقيق النصر.
كما أيد ستانتون فكرة الاقتراع الغيابي أملاً في تمكين الجنود المتواجدين على جبهات القتال من الانتخاب على الرغم من تواجدهم بأماكن بعيدة عن مراكز الانتخاب المخصصة لهم بولاياتهم لتجد بذلك أزمة عملية التصويت عبر البريد، التي تعيش على وقعها الولايات المتحدة حالياً، جذورها بالحرب الأهلية.
فمطلع ستينيات القرن التاسع عشر، سنت ولاية بنسلفانيا فقط قوانين يعود تاريخ ظهورها لعام 1812، سمحت بعملية الاقتراع الغيابي أملاً في تمكين الأشخاص المسافرين والعاملين بمناطق بعيدة عن مراكز الاقتراع من حقهم في الانتخاب. وما بين عامي 1862 و1865، غيّرت نحو 20 ولاية من الولايات الشمالية قوانينها المتعلقة بالتصويت الشخصي والتواجد بمراكز الاقتراع لتسمح بذلك للجنود المتواجدين على الجبهة بممارسة حقهم الانتخابي واختيار رئيس للبلاد.
وأمام هذا الوضع، أثارت مسألة الاقتراع الغيابي جدلاً واسعاً بين الأميركيين. فبينما ساند الجمهوريون تمكين الجنود من حقهم في الانتخاب بجبهات القتال، رفض الديمقراطيون ذلك وتحدثوا عن إمكانية تأثير القادة العسكريين، الموالين في غالبهم للجمهوريين، على جنودهم وإجبارهم للتصويت للنكولن. وبسبب هذا الموقف، كسب الديمقراطيون صورة سيئة واتُهموا بمعاداة الجيش والتنكر لتضحياته لتنهار بذلك شعبيتهم وتمهد طريق الفوز للنكولن.
وبالانتخابات الرئاسية لعام 1864، فاز لنكولن بولاية رئاسية ثانية، حيث حصد أكثر من 2.2 مليون صوت بالتصويت الشعبي ونال أصوات 212 ناخب بالمجمع الانتخابي، متفوقاً بذلك على ماكليلان الذي حصد نحو 1.8 مليون صوت بالتصويت الشعبي و21 صوتاً بالمجمع الانتخابي.