وكالات

على الرغم من مرور 25 عاماً على مجزرة "سربرنيتسا" التي وقعت خلال الحرب البوسنية وراح ضحيتها 8 آلاف مدني، فإن فصول محاكمة المتورطين لا تزال مستمرة، إذ وجّهت هيئة الادعاء مطالبات للقضاة في المحكمة الدولية، بإدانة القائد العسكري السابق راتكو ملاديتش لإشرافه شخصياً على عمليات الإبادة.

وكان ملاديتش (78 عاماً)، استأنف عام 2017 ضد قرار إدانته، بعد صدور أحكام بالسجن بحقه مدى الحياة في "لاهاي"، على خلفية اتهامات بالمسؤولية عن عمليات إبادة في مجزرة "سربرنيتسا" واتهامات أخرى بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب خلال الحرب البوسنية بين 1992 و1995.

وقالت المدعية لوريل بيغ إن الجنرال السابق الملقب بـ"جزار البلقان" لجأ إلى الإبادة الجماعية والقتل، لإفراغ المنطقة الخاضعة لحماية الأمم المتحدة، من مواطني كرواتيا والمسلمين، وذلك في إطار مسعى أكبر لإقامة دولة للصرب فقط.

وأضافت بيغ للمحكمة أنّ ملاديتش "استخدم القوات المنضوية تحت قيادته لإعدام آلاف الرجال والفتيان على نحو لم يُشهد له مثيل على أرض أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، والمحكمة كانت محقة في الاستنتاج بأنه كان مسؤولاً عن تلك الجرائم".

وطالب محامو الدفاع عن ملاديتش، الثلاثاء، المحكمة بإلغاء الإدانة، معتبرين أن "تهمة الإبادة لا أساس لها"، ومن المتوقع السماح لملاديتش بالتحدث 10 دقائق أمام "الآلية الدولية لتصريف قضايا المحاكم الجنائية"، والتي تتولى القضايا المتبقية عن المحكمة الدولية التي أُغلقت بعد إدانته.

واعتُبرت مجزرة سربرنيتسا بمثابة الفصل الأكثر دموية في الحرب البوسنية التي اندلعت بعد تفكك يوغوسلافيا في أعقاب انهيار الاتحاد السوفييتي، وقد تسبب النزاع آنذاك في مصرع نحو 100 ألف شخص ونزوح أكثر من مليوني مواطن.

وفي 2011، ألقت الشرطة الصربية القبض على ملاديتش، بعد فراره من العدالة لسنوات، وأدين في محاكمة استمرت 3 سنوات، وخلال الفترة الماضية رفعت هيئة الادعاء استئنافاً للمطالبة بإلغاء تبرئته من إبادات ارتكبت في قرى أخرى.