دبي - العربية.نت
لا تزال قضية إعدام المصارع الإيراني نويد أفكاري، التي تداعت العديد من المنظمات الحقوقية حول العالم، والدول لإدانتها، تتفاعل وسط كشف ناشطين إيرانيين ووسائل إعلام محلية معلومات جديدة عنها.
فقد أفادت وسائل إعلام إيرانية، مساء السبت، أن السلطات الإيرانية سمحت بدفن جثمان المصارع الشاب في قرية "سنجر" التابعة لمحافظة فارس جنوب البلاد، على عجل وسط إجراءات مشددة.
وأكد موقع "سحام نيوز" الإصلاحي، بأن دفن جثمان نافيد تم مساء السبت في ظل إجراءات أمنية مشددة في القرية.
في حين كشف حسن يونسي محامي الشاب بحسب ما نقل "سحام نيوز" أيضا بأنه حرم من آخر زيارة لعائلته، وقال:" كانوا في عجلة من أمرهم لتنفيذ الحكم لدرجة أنهم حرموه حتى من الزيارة الأخيرة لعائلته".
كما أضاف أنه بناء على القوانين الإيرانية "للمدان الحق برؤية عائلته مرة أخيرة قبل إعدامه"، سائلا عما إذا كانت السلطات المعنية "مستعجلة لتنفيذ الحكم لدرجة حرمان نويد من تلك الزيارة الأخيرة؟".
صدمة دولية
يذكر أن إيران أعلنت السبت تنفيذ حكم الإعدام بحق نويد أفكاري، المصارع الذي أدين بقتل موظف حكومي على هامش "أعمال شغب" في صيف العام 2018، رغم مناشدات لتجنب ذلك، في خطوة أثارت "صدمة" اللجنة الأولمبية الدولية.
وأوقف أفكاري البالغ من العمر 27 عاما، في أيلول/سبتمبر من العام 2018، لاتهامه بالقيام في الشهر السابق، بقتل مسؤول حكومي طعنا بالسكين في مدينة شيراز (جنوب) في محافظة فارس الإيرانية.
وتسلطت الأضواء على قضيته مطلع الشهر الحالي، مع تأكيد صدور حكم إعدام بحقه لإدانته بالقتل العمد.
والسبت، أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني أن السلطات نفذت الحكم.
كما نقل الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء والتلفزيون "إيريب نيوز"، عن المدعي العام لمحافظة فارس كاظم موسوي، قوله إنه تم تنفيذ حكم "القصاص" بحق أفكاري صباح السبت في سجن عادل آباد بمدينة شيراز.
وكان موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية، أفاد سابقا عن إدانة أفكاري "بالقتل العمد" لحسن تركمان، المسؤول في الهيئة العامة للمياه في شيراز، من خلال طعنه في الثاني من آب/أغسطس 2018.
وعلى غرار مدن عدة أخرى، كانت شيراز في ذلك اليوم مسرحاً لتظاهرات مناهضة للسلطات احتجاجاً على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي.
"مناشدات" لم تثمر
وفي تعليق على إعدام أفكاري، أكدت اللجنة الأولمبية أنها "حزينة جدا" و"مصدومة من هذا الإعلان".
وأضافت في بيان "يؤسفنا أن تكون نداءات رياضيي العالم بأكمله، جميع الأعمال في كواليس اللجنة الأولمبية الدولية، مع اللجنة الأولمبية الإيرانية، الاتحاد الدولي للمصارعة والاتحاد الإيراني للمصارعة، لم تحقق هدفها".
كما كشفت اللجنة أن رئيسها الألماني توماس باخ كان وجه "مناشدات مباشرة شخصية إلى المرشد الأعلى (آية الله علي خامنئي) والرئيس الإيراني (حسن روحاني) هذا الأسبوع طالبا الرحمة لنويد أفكاري، مع احترام سيادة جمهورية إيران".
وكان "اتحاد اللاعبين العالميين" ومقره سويسرا، طالب الأولمبية الدولية الثلاثاء بتحذير إيران من احتمال "إقصائها" من الحركة الأولمبية بحال تنفيذ الحكم.
بدوره، ندد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بهذا الإعدام "الوحشي". وكتب على تويتر "إنه اعتداء فاضح على كرامة الإنسان حتى بالمعايير الدنيئة لهذا النظام".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب من أبرز الداعين الى عدم تنفيذ الحكم. وكتب عبر "تويتر" هذا الشهر "علمت أنّ إيران تستعدّ لإعدام نجم كبير في المصارعة هو نويد أفكاري (27 عاماً) وكلّ ما فعله هو أنّه شارك فحسب في تظاهرة مناهضة للحكومة"، مضيفا "أقول للقيادة الإيرانية، سأكون ممتنّاً حقّاً لو أنقذتم حياة هذا الشاب ولم تعدموه. شكراً لكم".
إلى ذلك، أعربت وزيرة الخارجية السويدية آن لينده عن "صدمتها"، مضيفة عبر "تويتر" أن "السويد وبقية دول الاتحاد الأوروبي تؤكد بشكل دائم على الحق في الإجراء (القضائي) الملائم وتعارض تطبيق العقوبة القصوى (الإعدام) تحت أي ظرف كان وفي كل الحالات دون استثناء".
إيران.. الثانية عالميا في الإعدامات
يشار إلى أن قضية أفكاري شغلت الشارع الإيراني ومئات الناشطين خلال الأيام الماضية، وغصّت مواقع التواصل الاجتماعي برسائل تناشد السلطات الإيرانية عدم تنفيذ حكم الإعدام، لا سيّما بعد أن أفادت معلومات صحافية نشرت في الخارج، أن إدانة أفكاري تمّت بناء على اعترافات انتزعت تحت التعذيب.
كما حصدت قضيته على إنستغرام دعم شخصيات إيرانية وأجنبية عدة طالبت بإلغاء العقوبة التي صدرت بحقه.
وانتشر وسم #نويد_أفكاري على مواقع التواصل مؤخرا مرفقا مع دعوات للعفو أو أقله تعليق تنفيذ الحكم.
يذكر أنه بحسب منظمة العفو الدولية الحقوقية، تعد إيران الدولة الثانية في العالم بعد الصين، في قائمة البلدان الأكثر تنفيذا لعقوبة الإعدام.
فقد نفذت السلطات الإيرانية العام الماضي حكم الإعدام بحق 251 مدانا على الأقل.