أعلنت جائزة "لودوفيك تراريو" الدولية لحقوق الإنسان، أمس الخميس، في مدينة جنيف السويسرية، عن منح جائزتها الدورية هذا العام مناصفة لمحاميتين شقيقتين من تركيا.

ومُنِحت الجائزة المرموقة، التي حصل عليها رئيس جنوب إفريقيا الأسبق نيلسون مانديلا عام 1985، للمحامية الكردية الراحلة إبرو تيمتك التي فقدت حياتها نهاية شهر أغسطس الماضي بعد 238 يوماً من إضرابٍ مفتوح عن الطعام، وشقيقتها المحامية باركين تيمتك القابعة حالياً خلف القضبان وتواجه عقوبة بالسجن لمدة 18 عاماً.

وأكدت مؤسسة "محامي الشعب" التي كانت تدافع عن الراحلة تيمتك، أنها حصلت على جائزة "لودوفيك تراريو"، الدولية لحقوق الإنسان مناصفة مع شقيقتها، وفق ما كُتِب على حساب المؤسسة في موقع "تويتر".

وتعدّ هذه الجائزة من أشهر الجوائز القانونية في أوروبا، وتأسست قبل أكثر من قرن ونيّف. وقال رئيس لجنة التحكيم الخاص بها من جنيف خلال حفل الإعلان عن الفائزين أمس: "أردنا إسقاط الضوء على عالم المحامين المعتم والمرير في تركيا".

وفقدت المحامية الكردية حياتها يوم 27 أغسطس الماضي بعد 238 يوماً من إضرابٍ مفتوح مع زميلها التركي آيتاج أونسال الذي أُفرِج عنه بعد أيام من وفاة زميلته تيمتك.

واعتُقِلت المحامية الراحلة وزميلها أونسال في سبتمبر من العام 2017، وواجهت الأولى عقوبة السجن لمدة 13 عاماً و6 أشهر، والثاني 10 سنوات ونصف بتهمٍ تتعلق بـ"الإرهاب". وعلى إثر ذلك أضرب كلاهما عن الطعام طلباً لمحاكمة "عادلة".

وحمّلت مؤسسات حقوقية وأحزاب سياسية معارضة، الشهر الماضي، حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مسؤولية النهاية المأساوية للمحامية الكردية.

واعتبر حزب "الشعوب الديمقراطي" المؤيد للأكراد وجماعات مدافعة عن حقوق الإنسان في تركيا، منها نقابة المحامين، أن وفاة زميلتهم الكردية كانت نتيجة حتمية لما وصفوه بالإهمال الحكومي لظروفها الصحية في السجن الذي كانت تقبع فيه منذ سبتمبر من عام 2017 مع أونسال.

وعلى خلفية موت تيمتك، دعت فرنسا والاتحاد الأوروبي، أواخر الشهر الماضي، أنقرة لاحترام حقوق الإنسان.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية حينها في بيان إن "باريس تدعو تركيا مرة جديدة إلى احترام تعهداتها الدولية، خصوصاً الاتفاقية الأوروبية لحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية".

لكن الرئيس التركي، أعلن بعد ذلك بأيام أن بلاده تخطط لإجراء تعديلاتٍ تتيح وقف المحامين المشتبه في صلتهم بجماعات "إرهابية" عن العمل، ما أثار الجدل من جديد بعد وفاة المحامية الكردية.

وقال أردوغان حينها: "سنفعل ما هو ضروري لوضع حد للمسار الدموي لاستغلال القانون في دعم الإرهاب".

كما انتقد نقابة المحامين في إسطنبول "لدعمها الإرهاب"، في إشارة صريحة إلى تضامنها مع المحامية إبرو تيمتك بعد رفع صورة كبيرة لها على مبنى النقابة في يوم وفاتها.