مع استمرار القتال منذ الأحد الماضي وسقوط عشرات القتلى في المنطقة المتنازع عليها بين أذربيجان وأرمينيا، أعلنت وزارة الخارجية الأرمينية، الجمعة، استعدادها للتعاون مع منظمة الأمن الأوروبية (OSCE) لفرض وقف إطلاق النار في ناغورنو كاراباخ.

في حين ذكرت وكالة أنباء إنترفاكس الروسية في تقرير، أن وزارة الدفاع في منطقة ناغورنو كاراباخ الانفصالية أبلغت عن سقوط 54 جنديا آخرين قتلى اليوم، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 158.

وكانت فرنسا وروسيا والولايات المتحدة، المشاركة في مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبية، التي تأسست عام 1992 للتوسط في الصراع بين أذربيجان والأرمن في جنوب القوقاز، دعت مساء أمس الخميس إلى وقف فوري لإطلاق النار، لكن تركيا قالت إن القوى الكبرى الثلاث لا ينبغي أن يكون لها دور في هذا الملف.

يذكر أن القتال اندلع يوم الأحد بين القوات الأذربيجانية وقوات منحدرة من أصل أرميني في تلك المنطقة الانفصالية، وهي جزء من أذربيجان ولكن يديرها الأرمن الذين يشكلون غالبية السكان، ووصل إلى أخطر مستوياته منذ الحرب بين الجانبين في التسعينيات.

وفي وقت سابق اليوم، أكد رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في مقابلة مع صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، أن بلاده لديها "أدلة" على أن تركيا تدعم عسكريًا القوات الأذربيجانية المشاركة في المعارك في ناغورني كاراباخ.

كما اتهم باشينيان تركيا بدعم الجيش الأذربيجاني بطائرات مقاتلة وطائرات بدون طيار ومعدات عسكرية أخرى، وبإرسال مستشارين عسكريين و"مرتزقة وإرهابيين" إلى المنطقة التي تنشد الانفصال عن أذربيجان.

في حين أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي ندّد بتدخّل جماعات متطرفة في النزاع، سابقا أنه سيتّصل بنظيره التركي رجب طيب أردوغان ليُطالبه بـ"تفسيرات"، داعياً حلف شمال الأطلسي إلى مواجهة تصرّفات أنقرة العضو في الحلف.

وأوضح للصحافة خلال قمة الاتّحاد الأوروبي في بروكسل مساء أمس "حسب استخباراتنا، فقد غادر 300 مقاتل من سوريا للتوجه إلى باكو عبر غازي عنتاب (تركيا). إنهم معروفون ويتم تعقّبهم". وأضاف أنهم ينتمون إلى "مجموعات متطرفة تنشط في منطقة حلب".