دفن جثمان الموسيقار والمغني الإيراني المعارض محمد رضا شجريان بمدينة طوس بالقرب من مشهد عاصمة محافظة خراسان رضوي في شمال شرق إيران.

وتم نقل جثمانه من مسقط رأسه العاصمة الإيرانية طهران إلى طوس ليدفن إلى جوار مقبرة الشاعر الملحمي الايراني وأحد أبرز رموز القومية الفارسية أبو القاسم فردوسي، صاحب ملحمة الشاهنامه (القرن الرابع الهجري)، بقرار من أسرة شجريان، حسب ما أعلنه نجله همايون شجريان.

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) اليوم السبت، أن جثمان محمد رضا شجريان، الذي توفي يوم الخميس، دُفن صباح اليوم في مدينة طوس بمشهد بالقرب من قبر فردوسي.

وبحسب التقرير لم تسمح السلطات بحضور الجنازة إلا لعدد محدود من الفنانين ومحبي محمد رضا شجريان إلى جانب أسرته خوفا من أن تتحول المراسم إلى مظاهرة ضد السلطات، حيث سبق أن تجمعت الجماهير مساء الخميس أمام المستشفى الذي توفي فيه شجريان، وأطلقت شعارات ضد المرشد والنظام، أبرزها "الموت للديكتاتور".

وعلى الرغم من عدم السماح للناس بالاقتراب من مكان الدفن إلا أن جموعا غفيرة من الناس تجمهروا بالقرب من مقبرة الشاعر فردوسي حيث كانت مراسم الدفن مستمرة، حسب ما أظهرته الصور ومقاطع الفيديو المنشورة في الفضاء الإلكتروني.

وقامت السلطات بفرض أجواء أمنية مشددة في المنطقة المحيطة بالمقبرة من خلال نشر عناصر الشرطة وقوات مكافحة الشغب، وأغلقت الطرق المؤدية إلى المقبرة للحيلولة دون مشاركة الجماهير في مراسم الدفن.

وغنت الجماهير التي تجمعت في محيط المقبرة من مساء البارحة إلى صباح اليوم، بشكل جماعي أشهر أغاني شجريان، مثل "طير السحر" و"يا إيران يا أرض الكنونة بالثمين".

وتوفي محمد رضا شجريان، وهو أستاذ ومغني الموسيقى الإيرانية البارز، عن عمر يناهز الثمانين عاما، بعد أن عانى لسنوات من سرطان الكلى.

وزادت شعبية المطرب بشكل كبير بعد الانتخابات الرئاسية لعام 2009 بسبب تأييده للاحتجاجات الشعبية التي عرفت باسم الحركة الخضراء ضد تزوير نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها محمود أحمدي نجاد، وخلال قمع تلك الاحتجاجات قتل العشرات، وتم اعتقال آلاف المعارضين، قام حينها شجربان بتوزيع أغنيتين مناهضتين للسلطات، وبعد ذلك منعت أغانيه من البث عبر وسائل الإعلام الرسمية الحكومية.