الشرق
أفادت مصادر "رويترز" بسقوط مئات الضحايا في القتال الدائر في إقليم تيغاري الإثيوبي، بالتزامن مع تأكيد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أن بلاده لا تنزلق إلى الفوضى، في وقت أفادت مصادر "الشرق" في الحكومة الانتقالية السودانية، بأن اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن والدفاع سيعقد اليوم لمناقشة أزمة الدولة المتاخمة للحدود، متوقعة طرح مبادرة للحل.

وقالت المصادر لـ"الشرق"، إن رئيس المجلس السيادي الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان سيترأس الاجتماع الذي سيبحث القتال الدائر بين الحكومة الاتحادية في إثيوبيا، وإقليم تيغراي، وتأثيره في السودان، متوقعة طرح مبادرة لرأب الصدع بين الحكومة وقادة الإقليم.

إغلاق حدودي

ويأتي الاجتماع الأمني، بعدما قررت حكومة ولاية القضارف، شرقي السودان، إغلاق حدودها مع إقليمي الأمهرا والتيغراي الإثيوبيين حتى إشعار آخر.

وكانت مصادر في الحكومة الانتقالية كشفت لـ"الشرق"، عن بدء نشر قوات عسكرية سودانية على الحدود بين مع إثيوبيا.

لا ننزلق إلى الفوضى

وفي الإطار، أكدت مصادر عسكرية لوكالة "رويترز" سقوط مئات الضحايا في الصراع الدائر في إقليم تيغراي، تزامناً مع تأكيد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أن بلاده لا تنزلق إلى الفوضى بسبب العملية العسكرية التي شنتها الحكومة في منطقة تيغراي الشمالية، وسط مخاوف من اندلاع حرب أهلية، في ثاني أكبر دولة إفريقية في عدد السكان.

وكتب آبي أحمد، عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، إن "إثيوبيا ممتنة للأصدقاء الذين عبروا عن قلقهم... المخاوف من انزلاق إثيوبيا إلى الفوضى لا أساس لها، وتأتي نتيجة لعدم فهم أوضاعنا".

وتابع، إن "عمليتنا الرامية لفرض سيادة القانون، كدولة ذات سيادة لديها القدرة على إدارة شؤونها الداخلية، ستنتهي قريباً بإنهاء الإفلات من العقاب".

وتأتي تصريحات رئيس الوزراء، بعدما دعت الأمم المتحدة وحلفاء في المنطقة، إلى التفاوض مع القادة المحليين في المنطقة، في وقت أجرى الأحد تغييرات شملت قادة عسكريين كباراً وهي تغييرات يقول محللون إنها جمعت حلفاء مقربين في مناصب عليا، ويواصل الجيش حملته العسكرية على الإقليم.

وفي الإطار، قال رئيس إقليم تيغراي الإثيوبي، دبرصيون جبراميكائيل، الأحد، إن الحكومة الاتحادية فقدت سلطتها في الإقليم الذي يقع شمالي البلاد، مشيراً إلى أن أديس أبابا، ما زالت تقصف بعض الأهداف بالطائرات.

وأضاف جبراميكائيل: "سنواصل الدفاع عن أنفسنا إلى أن توافق السلطات الاتحادية على التفاوض".

وأقال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الأحد، قائد الجيش ورئيس المخابرات ووزير الخارجية، في حين واصل الجيش هجوماً بدأ قبل 5 أيام على إقليم تيغراي، بتوجيه ضربات جوية جديدة.

ووفقاً لوكالة الأنباء الإثيوبية، تم تعيين ديميكي ميكونين نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للخارجية، خلفاً لغيدو أندارغاتشو الذي أصبح مستشاراً للأمن القومي لرئيس الوزراء، في وقت عيّن الجنرال برانو غولا، رئيس أركان للجيش الإثيوبي، والجنرال أبيباو تاديسي، نائباً له.

وعيّن آبي أحمد، تميسغين تيرونه، مديراً عاماً لجهاز الأمن والمخابرات، إضافة إلى ديميلاش جبريمايشيل، مفوضاً عاماً للجنة الشرطة الاتحادية.

وتأتي التغييرات في وقت يهدد النزاع في الإقليم، بنزوح 9 ملايين شخص، وفقاً للأمم المتحدة، محذرة من أن إعلان الحكومة الاتحادية حالة الطوارئ يحول دون تقديم الغذاء ومساعدات أخرى.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر، أن نحو 6 مقاتلين سقطوا، فيما أصيب 60 في اشتباكات على الحدود بين تيغراي ومحافظات إقليم أمهرا، الأحد.

وأضاف المصدر، أن كلا الطرفين سجل خسائر بشرية، لافتاً إلى أن بعض المصابين نُقلوا إلى مستشفيات قرب بلدة غوندر.

ويرى محللون، أن قوات "جبهة تحرير شعب تيغراي"، وهي الجبهة التي تحكم المنطقة، هي قوات متمرسة على القتال في المعارك، وتمتلك مخازن ضخمة من المعدات العسكرية.

وبحسب المجموعة الدولية للأزمات، يصل عددهم مع حلفاء آخرين في المنطقة إلى 250 ألف مقاتل.