ترجمات

تزامنا مع ظهور لقاح واعد مضاد لفيروس كورونا المستجد من إنتاج "فايزر" و"بيونتك"، يبدو أن هناك حيوانا قد يقوض هذه الجهود ويفسد تفاؤل العالم بقرب نهاية الأزمة.

فقد شهدت الأشهر الأخيرة إقدام السلطات الصحية في الدنمارك على إعدام الملايين من حيوان المنك، بسبب مخاوف بشأن طفرة طرأت على فيروس كورونا المستجد بداخله، وانتقلت منه إلى البشر.

وتم اتخاذ إجراءات صارمة بعد اكتشاف "نوع فريد" من فيروس كورونا لدى 12 مريضا، تلقوا العدوى من حيوان المنك.

وأعرب علماء عن مخاوفهم بشأن التأثير المحتمل للفيروس المتحور على محاولة تطوير لقاح لفيروس كورونا، وفق ما ذكرت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية.

لكن هل قلق الخبراء في محله؟ وكيف يمكن للفيروس المتحور أن يؤثر على البحث عن لقاح؟ وما الإجراء الذي يتم اتخاذه لحماية البشر؟

بدأت القصة عندما أصيب أكثر من 200 شخص بسلالات فيروس كورونا المتحورة في حيوان المنك في الدنمارك منذ يونيو الماضي، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

ومن بين المصابين 12 حالة وصفت بأنها من "نوع فريد" من الفيروس، وذلك في منطقة غوتلاند شمالي البلاد.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن الاختبارات أظهرت أن المصابين الـ12 تتراوح أعمارهم بين 7 و79 عاما، وذكر الأطباء أن هؤلاء المرضى كانت لديهم معدلات قليلة وحساسة من الأجسام المضادة، مما يثير مخاوف من أنها قد تقوض تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا.

قلق العلماء

قال هانز كولموس، أستاذ علم الأحياء الدقيقة السريرية في جامعة جنوب الدنمارك، لشبكة "سكاي نيوز" إن الوضع "متقلب للغاية".

وأضاف: "نحن قلقون وهذا هو سبب اتخاذنا لبعض الاحتياطات الصارمة للغاية، وأهمها القضاء على جميع حيوانات المنك، لأننا لا نستطيع السيطرة على انتقال العدوى".

وتابع: "عليك أن تتذكر أن قطعان المنك هذه هائلة العدد. هناك الآلاف منها مجتمعة في مساحة صغيرة جدا جدا، وهذا يزيد احتمالية انتقال العدوى من حيوان إلى آخر. هذا وضع خطير".

وحسب كولوموس، فإن حوالي نصف حالات الإصابة بمرض "كوفيد 19" البشرية في شمال غوتلاند "يرجع أصلها إلى سلالات حيوان المنك"، الذي يربى بسبب قيمة فرائه.

وأضاف: "هذا لا يعني أن الجميع أصيبوا بالعدوى من الحيوان، لكن المشكلة هي أن فيروسات كورونا المتحورة داخل سلالات المنك تنتقل إلى البشر، ثم تنتقل من إنسان إلى إنسان".

وقالت منظمة الصحة العالمية إن حيوانات المنك أصيبت بفيروس كورونا "بعد اختلاطها ببشر مصابين" بالفيروس، ويمكن للحيوانات أن تعمل "كخزان" للمرض، حيث تنقل الفيروس بينها وبين البشر.

كيف يمكن أن يؤثر ذلك على تطوير اللقاح؟

قال البروفيسور كولموس إن اكتشاف الفيروس المتحور يمكن أن يكون تطورا غير مرغوب به في محاولة تطوير لقاح لمرض "كوفيد 19"، لأنه "يمكن أن يعقد بروتين الفيروس".

وأوضح: "إذا حدثت طفرة أو تغيير في البروتين الموجود على سطح الفيروس الذي يستخدمه للارتباط بخلايا مجرى الهواء البشري، وكذلك في المنك، فإن أي لقاح مستقبلي قد لا يعمل بشكل كاف".

وأضاف: "جميع اللقاحات التي تم إنتاجها حتى الآن تم تطويرها من بروتينات سلالات كورونا التقليدية".

ومضى يقول: "هذا هو مصدر القلق، وقد قررت الحكومة من مبدأ احترازي القضاء على جميع قطعان المنك ببساطة، لأننا لا نستطيع التحكم في انتقال العدوى ولا يمكننا التأكد من أن هذا لن يحدث في المستقبل أيضا".

وأكد البروفيسور كولموس: "هناك 12 مثالا فقط لأشخاص يحملون هذه السلالة المتحورة، لكن لا يمكننا التأكد من أننا رأينا جميع الحالات، ولا يمكننا التأكد من أن شيئا أكثر إثارة لن يظهر في المستقبل من الطفرات".