توقعت جامعة واشنطن أن يجمع الزوجان ميشال وباراك أوباما ثروة بقيمة 242 مليون دولار على المدى الطويل، بعد انخراطهما في تأليف الكتب وإنتاج الأفلام الوثائقية والمدونات الصوتية وتنظيم الندوات والمؤتمرات وتوقيعهما عقوداً مع أكبر ثلاث شركات رائدة في العالم في مجال النشر وبث الفيديوهات والموسيقى.
ولفت تقرير نشرته صحيفة لوفيغارو الفرنسية إلى أن الشركة الصغيرة لعائلة أوباما لا يبدو أنها تعاني من أزمة، بينما تغرق معظم الشركات في مشاكل مالية خانقة بسبب تداعيات وباء «كورونا»، خصوصاً بعد أن تحول الجزء الأول من مذكرات الرئيس الأميركي الأسبق، التي صدرت في 23 دولة بطريقة هوليودية، إلى ظاهرة، إذ بيعت منها 890 ألف نسخة في الولايات المتحدة وكندا خلال اليوم الأول من صدورها، لتتجاوز بذلك كتاب زوجته ميشال، والذي بيع منه 724 ألف نسخة بعد 24 ساعة من صدوره في 2018، لكنه باع 14 مليون نسخة في المجموع.
وأصبح ميشال وباراك علامة مسجلة لها عدة منتجات، فالزوجان تمكنا من جني 65 مليون دولار بفضل العقد الذي وقعاه مع عملاق النشر العالمي Penguin Random House وأكثر من 50 مليون دولار إضافية بفضل العقد الذي أبرمته شركتهما للإنتاج Higher Ground مع «نتفليكس».
ويضاف إلى ذلك صك من «سبوتيفاي» تقدر قيمته بنحو 20 مليون دولار نظير تسجيل مدونات صوتية حصرية، والقائمة طويلة، إذ علينا أن نضيف إليها الندوات التي ينظمانها مقابل 400 ألف دولار لكل ندوة، وهو ما يساوي الراتب السنوي لرئيس الولايات المتحدة، والأكواب التي تحمل عبارات ملهمة وتباع في المتوسط مقابل 20 دولاراً للكوب الواحد.
عائلة الأباطرة مرحباً بكم في عائلة الأباطرة، مثلما تفضل مجلة فانيتي فير تسميتها، فهذان الزوجان القويان تمكنا في وقت قياسي، بعد نهاية الولاية الثانية للرئيس، من إقامة إمبراطورية إعلامية خاصة بهما.
ويعد إدلاء الرئيس بشهادته عن سنوات حكمه في الولايات المتحدة وإطلاقه مؤسسة خاصة به من التقاليد في ما وراء الأطلسي، فآل غور وبوش وكلينتون اتبعوا جميعهم هذا الطقس، لكن الزوجين أوباما هما أول من ذهب بعيداً، بحسب لوي موراليز شانار مدير الإستراتيجيات لدى شركة الإعلانات اليابانية دانتسو.
والتفسير هو أنهما أول زوج رئاسي في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، وتزامن بروزهما مع التوسع العالمي لمنصات مثل «فيسبوك» و«تويتر» و«يوتيوب»، التي أدركا كيف يستخدمانها مبكراً.
واندمج توسع القوة الناعمة التكنولوجية الأميركية في السنوات ما بين 2000 و2010، بحسب مواليز شانار، مع توسع القوة الناعمة الثقافية للبلاد من خلال هذين الزوجين الشابين والمتصلين بالمجتمع بكل ما تحمل الكلمة من معنى. علامة.. تثير الحماس علامة أوباما أثارت في يومها مشاركة الناخبين، واليوم تثير حماس المستهلكين، والدليل على ذلك وثائقي American Factory الذي أنتجته «نتفليكس» وروت فيه قصة إغلاق مصنع جنرال موتورز في أوهايو واستحواذ مستثمر صيني عليه.
ويقول صحافي في «فانيتي فير» إن مثل هذه المشاريع عادة ما تكون شهية مثل صحن بروكلي، لكن قوة الزوجين أوباما هي أنهما يستطيعان نظرياً إقناع عدد كبير من البشر بتناول هذا البروكلي كما يمكن لهما أن يحولا الوثائقي إلى أفضل وثائقي ينال جائزة الأوسكار.
إلى الآن تمكن الرئيس الـ 44 وزوجته من تحويل كل ما يلمسانه إلى ذهب، فحين وصلا إلى البيت الأبيض كانت قيمة ثروتهما المعلنة تصل إلى 1.3 مليون دولار، لكنها ارتفعت إلى 40 مليون دولار في 2018، وتقدر جامعة واشنطن أنها ستصل إلى 242 مليون دولار.
ويقول مؤسس مجموعة ستوري مايند إن علامة أوباما ستبقى علامة مرغوبة ما دام المجتمع الأميركي ممزقاً في العمق، ومن المحتمل أن تواجه لاحقاً ماركة ترامب.
ويعتقد لوي موراليز شانار أن لدى ترامب رغبة في إنشاء مجموعة إعلامية محافظة جداً، وبهذا الشكل سيكون لكل فئة بطلها.
لكن التهديد الحقيقي يواجهه معسكر الديموقراطيين، بحسب دولا سوسي، لأن كامالا هاريس هي نسخة ثانية من أوباما، ويمكن أن تكون منافسة جدية لصناعة أوباما، وفي انتظار ذلك اليوم تواصل شركة باراك وميشال العمل بكل طاقتها.
ونظام أوباما فعال تماماً، فإبرام شراكة مع الشركة الرائدة عالمياً في النشر Penguin وشركة نتفليكس لبث الفيديوهات المدفوعة، و«سبوتيفاي» الرائدة في بث الموسيقى، هو ضمان الولوج إلى منصات يمكن أن توصل الصوت إلى أي مكان وبشكل أقوى.
كما عزز الزوجان نفوذهما وتمكنا من تحقيق مداخيل للعائلة، وأما شركاؤهما فيستفيدون من دعاية رائعة ومضاعفة، وبهذا الشكل فإن الإستراتيجية مربحة بالنسبة إلى الجميع.
إن كان أوباما مديناً لمواقع التواصل الاجتماعي بقوة انتشاره وشهرته الكونية، إلا أن قوة جاذبيته تعود إلى أسباب أخرى:
1 - قدرة فائقة على السرد السبب الأول يعود حتماً إلى قدرته الفائقة على السرد.
ويرى جان إيمانويل كورتاد دولا سوسي (مؤسس وكالة ستوري مايند للدراسات المتخصصة في محتوى الماركات ووسائل الإعلام والثقافة الشعبية) أن باراك أوباما بدأ كأيقونة منذ وصوله إلى البيت الأبيض وليس كفاعل سياسي، فهو أول رئيس من أصول أفريقية. ويضيف «منذ ذلك الحين، لم يعد أوباما شخصاً، وإنما شخصية ورمز، والدليل هو أنه حصل على جائزة نوبل للسلام بعد فترة قصيرة من انتخابه».
2 - أزمة الرهن العقاري
يؤكد مؤسس «ستوري مايند» أن الهالة التي تميزت بها عائلة أوباما تعود إلى عامل آخر هو أنها وصلت إلى البيت الأبيض بعد عام واحد من أزمة الرهن العقاري، وكانت حينها الولايات المتحدة ساحة خراب.
ولدعم هذه الفكرة، اعتنى أوباما بصورته كرئيس رقيق وطيب، وأما تصرفاته وسلوكياته فكانت كلها مدروسة وليست محض صدفة مثل دموعه التي ذرفها في حفل المطربة أريثا فلانكليس، وتشمير كُمَي قميصه، وظهوره عدة مرات في البرامج المسائية التي كان يحرص خلالها على إبراز دوره كأب لعائلة وأيضاً بروفايله على مواقع التواصل الاجتماعي وتركيزه على الظهور كأب وزوج ورئيس ومواطن أمام 126 مليون متابع على «تويتر» و34 مليوناً آخرين .على «انستغرام».
3 - تجارة الحنين
وهناك عامل ثالث يستند إليه الرئيس الأسبق، وهو عامل الحنين إلى الماضي، فمع انهيار القيم وغياب المعايير وانقسام المجتمع إلى أقطاب، أصبح أوباما يجسد الأمان في الماضي، حيث كان بإمكان الناس الحديث بعضهم مع بعض ومن وجهة النظر هذه يعد دونالد ترامب وقوداً جيداً لشركة أوباما، بحسب إيمانويل كورتاد دولا سوسي.
{{ article.visit_count }}
ولفت تقرير نشرته صحيفة لوفيغارو الفرنسية إلى أن الشركة الصغيرة لعائلة أوباما لا يبدو أنها تعاني من أزمة، بينما تغرق معظم الشركات في مشاكل مالية خانقة بسبب تداعيات وباء «كورونا»، خصوصاً بعد أن تحول الجزء الأول من مذكرات الرئيس الأميركي الأسبق، التي صدرت في 23 دولة بطريقة هوليودية، إلى ظاهرة، إذ بيعت منها 890 ألف نسخة في الولايات المتحدة وكندا خلال اليوم الأول من صدورها، لتتجاوز بذلك كتاب زوجته ميشال، والذي بيع منه 724 ألف نسخة بعد 24 ساعة من صدوره في 2018، لكنه باع 14 مليون نسخة في المجموع.
وأصبح ميشال وباراك علامة مسجلة لها عدة منتجات، فالزوجان تمكنا من جني 65 مليون دولار بفضل العقد الذي وقعاه مع عملاق النشر العالمي Penguin Random House وأكثر من 50 مليون دولار إضافية بفضل العقد الذي أبرمته شركتهما للإنتاج Higher Ground مع «نتفليكس».
ويضاف إلى ذلك صك من «سبوتيفاي» تقدر قيمته بنحو 20 مليون دولار نظير تسجيل مدونات صوتية حصرية، والقائمة طويلة، إذ علينا أن نضيف إليها الندوات التي ينظمانها مقابل 400 ألف دولار لكل ندوة، وهو ما يساوي الراتب السنوي لرئيس الولايات المتحدة، والأكواب التي تحمل عبارات ملهمة وتباع في المتوسط مقابل 20 دولاراً للكوب الواحد.
عائلة الأباطرة مرحباً بكم في عائلة الأباطرة، مثلما تفضل مجلة فانيتي فير تسميتها، فهذان الزوجان القويان تمكنا في وقت قياسي، بعد نهاية الولاية الثانية للرئيس، من إقامة إمبراطورية إعلامية خاصة بهما.
ويعد إدلاء الرئيس بشهادته عن سنوات حكمه في الولايات المتحدة وإطلاقه مؤسسة خاصة به من التقاليد في ما وراء الأطلسي، فآل غور وبوش وكلينتون اتبعوا جميعهم هذا الطقس، لكن الزوجين أوباما هما أول من ذهب بعيداً، بحسب لوي موراليز شانار مدير الإستراتيجيات لدى شركة الإعلانات اليابانية دانتسو.
والتفسير هو أنهما أول زوج رئاسي في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، وتزامن بروزهما مع التوسع العالمي لمنصات مثل «فيسبوك» و«تويتر» و«يوتيوب»، التي أدركا كيف يستخدمانها مبكراً.
واندمج توسع القوة الناعمة التكنولوجية الأميركية في السنوات ما بين 2000 و2010، بحسب مواليز شانار، مع توسع القوة الناعمة الثقافية للبلاد من خلال هذين الزوجين الشابين والمتصلين بالمجتمع بكل ما تحمل الكلمة من معنى. علامة.. تثير الحماس علامة أوباما أثارت في يومها مشاركة الناخبين، واليوم تثير حماس المستهلكين، والدليل على ذلك وثائقي American Factory الذي أنتجته «نتفليكس» وروت فيه قصة إغلاق مصنع جنرال موتورز في أوهايو واستحواذ مستثمر صيني عليه.
ويقول صحافي في «فانيتي فير» إن مثل هذه المشاريع عادة ما تكون شهية مثل صحن بروكلي، لكن قوة الزوجين أوباما هي أنهما يستطيعان نظرياً إقناع عدد كبير من البشر بتناول هذا البروكلي كما يمكن لهما أن يحولا الوثائقي إلى أفضل وثائقي ينال جائزة الأوسكار.
إلى الآن تمكن الرئيس الـ 44 وزوجته من تحويل كل ما يلمسانه إلى ذهب، فحين وصلا إلى البيت الأبيض كانت قيمة ثروتهما المعلنة تصل إلى 1.3 مليون دولار، لكنها ارتفعت إلى 40 مليون دولار في 2018، وتقدر جامعة واشنطن أنها ستصل إلى 242 مليون دولار.
ويقول مؤسس مجموعة ستوري مايند إن علامة أوباما ستبقى علامة مرغوبة ما دام المجتمع الأميركي ممزقاً في العمق، ومن المحتمل أن تواجه لاحقاً ماركة ترامب.
ويعتقد لوي موراليز شانار أن لدى ترامب رغبة في إنشاء مجموعة إعلامية محافظة جداً، وبهذا الشكل سيكون لكل فئة بطلها.
لكن التهديد الحقيقي يواجهه معسكر الديموقراطيين، بحسب دولا سوسي، لأن كامالا هاريس هي نسخة ثانية من أوباما، ويمكن أن تكون منافسة جدية لصناعة أوباما، وفي انتظار ذلك اليوم تواصل شركة باراك وميشال العمل بكل طاقتها.
ونظام أوباما فعال تماماً، فإبرام شراكة مع الشركة الرائدة عالمياً في النشر Penguin وشركة نتفليكس لبث الفيديوهات المدفوعة، و«سبوتيفاي» الرائدة في بث الموسيقى، هو ضمان الولوج إلى منصات يمكن أن توصل الصوت إلى أي مكان وبشكل أقوى.
كما عزز الزوجان نفوذهما وتمكنا من تحقيق مداخيل للعائلة، وأما شركاؤهما فيستفيدون من دعاية رائعة ومضاعفة، وبهذا الشكل فإن الإستراتيجية مربحة بالنسبة إلى الجميع.
إن كان أوباما مديناً لمواقع التواصل الاجتماعي بقوة انتشاره وشهرته الكونية، إلا أن قوة جاذبيته تعود إلى أسباب أخرى:
1 - قدرة فائقة على السرد السبب الأول يعود حتماً إلى قدرته الفائقة على السرد.
ويرى جان إيمانويل كورتاد دولا سوسي (مؤسس وكالة ستوري مايند للدراسات المتخصصة في محتوى الماركات ووسائل الإعلام والثقافة الشعبية) أن باراك أوباما بدأ كأيقونة منذ وصوله إلى البيت الأبيض وليس كفاعل سياسي، فهو أول رئيس من أصول أفريقية. ويضيف «منذ ذلك الحين، لم يعد أوباما شخصاً، وإنما شخصية ورمز، والدليل هو أنه حصل على جائزة نوبل للسلام بعد فترة قصيرة من انتخابه».
2 - أزمة الرهن العقاري
يؤكد مؤسس «ستوري مايند» أن الهالة التي تميزت بها عائلة أوباما تعود إلى عامل آخر هو أنها وصلت إلى البيت الأبيض بعد عام واحد من أزمة الرهن العقاري، وكانت حينها الولايات المتحدة ساحة خراب.
ولدعم هذه الفكرة، اعتنى أوباما بصورته كرئيس رقيق وطيب، وأما تصرفاته وسلوكياته فكانت كلها مدروسة وليست محض صدفة مثل دموعه التي ذرفها في حفل المطربة أريثا فلانكليس، وتشمير كُمَي قميصه، وظهوره عدة مرات في البرامج المسائية التي كان يحرص خلالها على إبراز دوره كأب لعائلة وأيضاً بروفايله على مواقع التواصل الاجتماعي وتركيزه على الظهور كأب وزوج ورئيس ومواطن أمام 126 مليون متابع على «تويتر» و34 مليوناً آخرين .على «انستغرام».
3 - تجارة الحنين
وهناك عامل ثالث يستند إليه الرئيس الأسبق، وهو عامل الحنين إلى الماضي، فمع انهيار القيم وغياب المعايير وانقسام المجتمع إلى أقطاب، أصبح أوباما يجسد الأمان في الماضي، حيث كان بإمكان الناس الحديث بعضهم مع بعض ومن وجهة النظر هذه يعد دونالد ترامب وقوداً جيداً لشركة أوباما، بحسب إيمانويل كورتاد دولا سوسي.