وكالات
قال مسؤولون أميركيون، الاثنين، إن ضابطاً سابقاً في مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI احتُجز كرهينة في إيران منذ أكثر من 13 عاماً، توفي على الأرجح في الأسر، فيما فرضت واشنطن عقوبات على مسؤولين إيرانيين لتسبب بلادهم في ذلك.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان إن"مسؤولين إيرانيين كباراً سمحوا باختطاف روبرت ليفنسون واحتجازه، وشنّوا حملة تضليل لإبعاد اللوم عن النظام الإيراني".

وكان ليفنسون قد فُقِد في جزيرة كيش 9 مارس 2007، ولمدة ثلاثة عشر عاماً أنكرت الحكومة الإيرانية علمها بمكانه أو حالته، لكن الإدارة الأميركية تعتقد أن إيران وراء اختفائه، متهمة طهران بالاستمرار في "أخذ الأجانب ومزدوجي الجنسية رهائن كأداة ضغط سياسي".

من جهته، لفت كريستوفر راي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، إلى أن "الحكومة الإيرانية تعهدت بتقديم المساعدة في إعادة بوب ليفنسون إلى وطنه، لكنها لم تفعل ذلك قط".

وفرضت واشنطن، الاثنين، عقوبات على مسؤولين من وزارة الاستخبارات الإيرانية وهما محمد بصيري وأحمد خزاعي، إذ يأتي البيان، في وقت كثفت فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، جهودها لتشديد العقوبات على إيران، قبل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن الشهر المقبل، وفق ما أوردته وكالة "رويترز".

خزاعي وبصيري.. من هما؟

وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان إن بصيري وخزاعي مسؤولان عن اختطاف "ليفنسون" واحتجازه ووفاته المحتملة.

وبحسب واشنطن، شارك محمد بصيري، وهو ضابط رفيع المستوى في وزارة الداخلية، في أنشطة مكافحة التجسس داخل وخارج إيران، بالإضافة لمشاركته في تحقيقات حساسة تتعلق بقضايا الأمن القومي الإيراني.

وعمل بشكل مباشر مع مسؤولي استخبارات من دول أخرى من أجل الإضرار بمصالح الولايات المتحدة.

وقاد أحمد خزاعي، بصفته مسؤولاً رفيعاً، وفوداً من وزارة الداخلية إلى دول أخرى لتقييم الوضع الأمني. ولفتت الوزارة إلى أنها ستحظر ممتلكات ومصالح بصيري وخزاعي، الموجودة في الولايات المتحدة أو تلك التي في حوزة أشخاص أميركيين، وستبلغ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بها.

اختفاء ليفنسون

واختفى "ليفنسون" في إيران، بعد اعتقاله في جزيرة كيش في الخليج العربي مارس عام 2007.

وأعلنت أسرته في مارس الماضي أنّه "توفي في إيران حيث كان محتجزاً".

ولم يؤكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب وفاته رسمياً آنذاك، لكنه ألمح إلى أنه يرجح ذلك. وأكد ترمب: "لم يقولوا لنا إنه توفي لكن كثيرين يعتقدون أن الأمر كذلك"، معبراً عن "أسفه".

واعترف الرئيس الأميركي بأن المعلومات "ليست مشجعة". وبعدما أشار إلى أنه "كان مريضاً منذ سنوات"، أقر بأنه أخفق في إعادته إلى الولايات المتحدة.

وكانت عائلة ليفنسون قد أعلنت في بيان أنها تلقت "مؤخراً معلومات من مسؤولين أميركيين دفعتهم ودفعتنا نحن أيضاً إلى استنتاج أنّ الزوج والأب الرائع توفي في إيران، حيث كان محتجزاً من قبل السلطات الإيرانية".

وشدّدت الأسرة على أنّها لم تعلم متى أو كيف توفي ليفنسون المولود في 1948، لكنها أوضحت أنّه توفي قبل تفشّي وباء كوفيد-19 في إيران.

عميل لـ"سي آي إيه"؟

وقبل ذلك في مطلع 2016، ذكرت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما أنّها تعتقد أنّ روبرت ليفنسون لم يعد موجوداً في إيران.

ورصدت السلطات الأميركية مكافأة قدرها 20 مليون دولار لمن يزوّدها بمعلومات تقودها إلى تحديد مكانه وإعادته إلى الولايات المتحدة.

وأكد المسؤولون الإيرانيون مراراً أن ليفنسون غادر البلاد وأن طهران لا تملك أي معلومات عنه.

وكانت صورة للرجل وهو ملتحٍ ومكبل ويرتدي بزة برتقالية خاصة بالسجناء قد نشرت في 2013 وتعود إلى قبل عامين من ذلك على ما يبدو. لكن لم يعرف في أي ظروف التقطت ولا أين ولا من التقط الصورة.

واتّهمت الأسرة في بيانها السلطات الإيرانية "بالكذب على العالم كل هذا الوقت" بإعلانها باستمرار أنّها لا تعرف ما الذي حدث لهذا العميل السابق في مكتب التحقيقات الفدرالي. وقالت في بيانها إن الإيرانيين "خطفوا مواطناً أجنبياً وحرموه من حقوقه الأساسية، وأيديهم ملطّخة بدمائه".

كما شنّت الأسرة هجوماً على المسؤولين "في الحكومة الأميركية الذين تخلّوا عنه لسنوات عدة". لكنها شكرت الرئيس ترامب على جهوده.

وأكدت واشنطن باستمرار أن بوب ليفنسون لم يكن يعمل لحساب الحكومة الأميركية عند اختفائه في مارس 2007 في جزيرة كيش في الخليج. وكان حينذاك قد تقاعد من مكتب التحقيقات الفدرالي منذ أكثر من عشر سنوات.

لكن صحيفة واشنطن بوست ووسائل إعلام أميركية أخرى ذكرت أنه كان يعمل لحساب وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) وكان سيلتقي مخبراً بشأن البرنامج النووي الإيراني.