العربية
شهدت العاصمة الإيرانية طهران وعدة مدن في مختلف محافظات البلاد، انقطاعا متواصلا للكهرباء خلال الأيام الماضية، وصل ذروته، أمس الثلاثاء، واستمر حتى ساعات الصباح الأولى من الأربعاء.
وفيما قالت السلطات إن السبب نقص الوقود، أفادت وسائل إعلام محلية، أن استهلاك الكهرباء من قبل مستثمرين إيرانيين وصينيين في مجال العملة الرقمية "البتكوين"، أدى إلى تلك المشكلة.
من جهتها، أعلنت شركة توزيع الكهرباء في طهران الكبرى، في بيان أمس أن توقف إنتاج الكهرباء ببعض المحطات كان سبب "الانقطاعات المتفرقة" في طهران. وطالبت بتخفيض استهلاك الكهرباء بنسبة 10٪ من قبل المشتركين.
هذا وأفاد موقع " تجارت نيوز" أن الانقطاع المتكرر للكهرباء عائد إلى أن الصينيين قاموا بإنشاء وتوسيع مصانع تعدين للعملات الرقمية في رفسنجان بمحافظة كرمان.
وجاء في التقرير أن من يقوم بهذا العمل هي "مجموعة تنمية الاستثمار الإيرانية الصينية" التي تعمل في منطقة رفسنجان الاقتصادية الخاصة منذ أكثر من عام.
وتعتبر بتكوين العملة الرقمية الأكثر شيوعًا ويتم استخراجها من خلال التعدين بواسطة أجهزة كمبيوتر خاصة ذات استهلاك طاقة مرتفع للغاية.
وردا على سؤال حول النشاط الصيني، قال وزير الطاقة الإيراني رضا أردكانيان، إنه "يمكن لأي شخص لديه ترخيص العمل على استخراج العملات المشفرة".
ووفقا لوكالة الطلبة الإيرانية "إيسنا"، فقد أكد أردكانيان أن الكهرباء في إيران يتم إنتاجها بدعم حكومي كبير، لكنه قال إن استهلاك الكهرباء لإنتاج العملات المشفرة يخضع لموافقة مجلس الوزراء.
بدوره، أكد مصطفى رجبي مشهدي، المتحدث باسم شركة الكهرباء الإيرانية أن استخراج العملات الرقمية من بين العوامل التي تزيد من استهلاك الكهرباء في البلاد.
أما مسعود نوري، الصحافي في جريدة "همشهري" ووكالة الأنباء الحكومية الرسمية (إرنا)، فكتب على حسابه عبر تويتر، أن "الصينيين يقومون بالتعاون مع كيان عسكري إيراني بإنشاء منجم لتعدين البتكوين في منطقة رفسنجان الاقتصادية الخاصة".
وأضاف: "أنهم يستهلكون الكثير من الكهرباء الرخيصة مقابل تعريفات منخفضة".
يشار إلى أن سعر كل عملة بتكوين وصل إلى ما يقارب 36000 دولار أمس، ما دفع محللين إلى ترجيح قيام قيام الحرس الثوري باستخراج العملات الرقمية بالتعاون مع الصين، وذلك في عملية التفاف على الحظر المالي المفروض على إيران.
يذكر أنه خلال الأسابيع الأخيرة، أظهرت التقارير الرسمية زيادة في استهلاك الكهرباء في البلاد وانقطاع التيار الكهربائي المفاجئ في منازل المواطنين بشكل مكثف، فضلا عن الطرق العامة في العديد من المناطق الحضرية والريفية.