العربية
قال الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، إنه يشعر بالأمان قبيل مراسم تنصيبه رئيساً الأسبوع المقبل.
وشدد بايدن على أهميةِ وحدةِ الصف الأميركي تجاه الوضع السياسي وكورونا، معلناً خطةً من خمس نقاطٍ في المائةِ يومٍ الأولى من حكمِه.
وواصل بايدن، الجمعة، طرح البرنامج الذي ينوي تنفيذه في البيت الأبيض، موضحًا بالتفصيل إجراءاته لتسريع تطعيم الأميركيين ضد كوفيد-19، مع تسجيل الكوكب أكثر من مليوني وفاة من جرائه.
وقبل خمسة أيام من أداء اليمين في واشنطن، العاصمة التي تبدو كأنها معسكر محصن بسبب الكتل الخرسانية والأسلاك الشائكة والدوريات العسكرية، تحدث بايدن من معقله في ويلمنغتون بولاية ديلاوير، قائلا إنه يعتزم فتح "آلاف" مراكز التطعيم لتسريع حملة التلقيح ضدّ كوفيد-19 في الولايات المتّحدة.
وأوضح بايدن خلال مؤتمر صحافي "سنستخدم كلّ موارد الحكومة الفدراليّة لإنشاء آلاف مراكز التطعيم" المحلية، في الصالات الرياضية أو الملاعب. وتشمل خطّة الرئيس المنتخب أيضا حشد مئة ألف فرد من مقدّمي الرعاية الصحية من أجل إجراء اللقاحات.
وأضاف "أعدكم، سنتعامل مع هذا الوضع كما لم يحدث من قبل".ورغبة منه في الظهور بصفته الرجل المسؤول بعد ثاني لائحة اتهام تمثل سابقة تاريخية وجهت لدونالد ترمب، كشف بايدن الخميس خطة تحفيز اقتصادي عملاقة بقيمة 1,9 مليار دولار.
ويريد بايدن الآن إظهار قدرته على التغلب على منشأ هذه الأزمة ألا وهو الوباء الذي خلف في المتوسط منذ بداية يناير أكثر من ثلاثة آلاف وفاة يوميًا في الولايات المتحدة مع تسجيل أكثر من 238 ألف إصابة كل يوم.
وهذه الحصيلة المروعة قال مسؤولو الصحة إنهم توقعوها إثر عطلة نهاية العام ولم يخفف منها بدء حملة التطعيم على نحو بطيء. فقد تلقى نحو 9,7 ملايين أميركي الجرعة الأولى من اللقاح حتى الجمعة، و1,3 مليون جرعة ثانية. وهذا العدد أدنى بكثير مما وعدت به إدارة ترمب التي قالت إنها ستعطي اللقاح لعشرين مليون شخص قبل نهاية عام 2020.
وبدأت اللقاحات في سياق صعب، وفق رئيس الأطباء الأميركيين جيروم آدامز مع ارتفاع شديد في عدد الحالات ومع عطلة نهاية العام، الأمر الذي وضع الفرق الطبية أمام مهمة صعبة.
100 مليون جرعة في 100 يوم؟
أما الرئيس المنتخب فتعهد بحقن 100 مليون جرعة لقاح خلال أول 100 يوم له في البيت الأبيض.
فبايدن الذي انتقد إدارة ترمب وكرس جزءًا كبيرًا من هجماته للموضوع خلال المناظرتين الرئاسيتين، سيكون أداؤه في هذه المسألة تحت التدقيق المستمر.
لقد تم بالفعل تطبيق أحد إجراءاته، إذ أعلن نيته توزيع جميع جرعات اللقاح المتاحة بمجرد وصوله إلى السلطة بدلاً من الاحتفاظ بالنصف لمواعيد الجرعة الثانية. لكن إدارة ترمب قامت بالأمر في هذه الأثناء.
ومع ذلك، فإن أداء الولايات المتحدة أفضل من العديد من البلدان الأخرى، بما في ذلك فرنسا، ولكنها أسوأ من المملكة المتحدة، وفقًا لموقع تحليل البيانات "أوَر وورد إن داتا".فمن خلال عدم الاحتفاظ بنصف الاحتياطي من جرعات اللقاح، تأمل السلطات الصحية في زيادة عدد الأشخاص الذين يمكنهم تلقي اللقاح خلال فترة قصيرة.
وتم في المجموع توزيع أكثر من 30,6 مليون جرعة على مختلف الولايات الأميركية، وفقًا للمعلومات الصادرة الجمعة من مراكز الوقاية من الأمراض ومكافحتها، وهي هيئة الصحة العامة الفدرالية الرئيسية في الولايات المتحدة. لكن تنظيم توزيع الجرعات يجري بشكل متفاوت.
فمع تلقيح حوالي 3% من سكانها، ما زالت أميركا بعيدة جدًا عن عتبة 75% التي يقول الخبراء إن الدولة تطور بعدها مناعة جماعية.
مع تسجيل أكثر من 388 ألف وفاة مرتبطة بكوفيد-19، تعد الولايات المتحدة الدولة الأكثر تضررًا في العالم. وكان ما زال لديها نحو 129 ألف مريض في المستشفى الجمعة، وفق موقع "مشروع تعقب كوفيد".