العين الإخباريةبلكنة مصطنعة، مع اللطم، يأمر معلم حوثي تلاميذه الصغار شمالي اليمن بترديد قصيدة تكرّس الإثنا عشرية، المعتمدة كمذهب رسمي لإيران.تسجيل مرئي تداول بشكل واسع على منصات التواصل، يظهر مشرف اجتماعي حوثي يقوم بتلقين الطلاب النشء مبادئ الإثنا عشرية عبر أهازيج تُعرف في إيران والعراق باسم "القصائد الولائية" أو "القصائد الكربلائية"، والتي يحاول المعلم الحوثي تقليدها بلكنة غريبة عن اليمنيين.وفي التسجيل الذي يبدو أن المشرف الاجتماعي الحوثي هو من قام بتصويره، يطلب المعلم من تلاميذه توحيد اللطمة بشكل دقيق، وترديد الأهازيج هو تقليد عقائدي إيراني، يؤكد أن ما تقوم الملشيات الإرهابية أمر ممنهج يستهدف تغير بنية المجتمع اليمني.وتخوض مليشيا الحوثي الإرهابية سباقاً محموماً غير مسبوق لتجريف الهوية اليمنية من بوابة التعليم حيث كثفت المليشيا أنشطتها الطائفية في المؤسسات التعليمية بمناطق سيطرتها لتزييف وعي الأطفال.وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات مرئية صادمة توثق إحياء مليشيا الحوثي الإرهابية لما تسمى لدى الشيعة الإثنا عشرية بـ "الأيام الفاطمية" وذكرى مولد "الإمام الباقر" في مدرسة ابتدائية يُعتقد أنها في محافظة صعدة شمال اليمن.ويتنافى إحياء المناسبتين مع التقاليد اليمنية والمذهب الزيدي المنتشر في صعدة، والذي يختلف شكلاً ومضموناً -بحسب باحثين- عن مذهب الجعفرية أو الإثنا عشرية الذي جلبه الحوثيون من إيران.وينص المذهب الإثنا عشري على مبدأ ولاية الفقيه بالتبعية المطلقة للولي الفقيه في طهران والذي يمثله علي خامنئي، حيث تهدف التعبئة الحوثية إلى دفع الجيل الناشئ للتخلي عن الانتماء اليمني والعربي، وتهيئتهم للولاء لإيران بمعتقداتها وأفكارها الملغومة.حرب المدارسوقالت نقابة المعلمين اليمنيين إن الحرب مع إيران أصبحت حرب هوية ساحتها المدارس، محذرة من خطر تجريف الهوية عبر بوابة التعليم والذي سوف يطول مجتمعات ومدنا يمنية بأكملها.وأوضحت، في بيان على لسان مسؤولها الإعلامي، يحيى اليناعي، أن إيران تعمل على خلق حاضنة للمليشيا في المناطق الأكثر كثافة سكانية من خلال إحداث تغيير اجتماعي وفكري.وأشارت النقابة إلى أن مليشيا الحوثي الإرهابية تلقن طلاب المدارس معتقدات المذهب الديني للسلطة الحاكمة في إيران (الإثنا عشرية) بصورة علنية منذ العام 2016، وليس من لحظة توثيق التسجيلات سابقة الذكر.وذكر البيان رقماً مفزعاً لعدد المدارس التي تقيم فيها مليشيا الحوثي أنشطتها لتشمل 8 آلاف مدرسة، تعمل خلالها على تكريس مفاهيم المذهب الإثنا عشري، في تضاعف مخيف للعدد منذ نشر "العين الإخبارية"، في ديسمبر الماضي أن الانقلابيين حولوا أكثر من 2000 مدرسة حكومية في 7 محافظات حوزات ومراكز للتطرف.وكانت مليشيا الحوثي قد ارتكبت انتهاكات خطيرة بحق العملية التعليمية شملت تعديلات طائفية على المنهج الدراسي وإجبار الطلاب على ترديد شعار الصرخة الحوثية في الطابور المدرسي.كما شرعت مليشيا الحوثي في تعميم قسم الولاء الطائفي لزعيم الحوثيين في الطابور الصباحي للمدارس في عدة محافظات بدلاً من النشيد الوطني.خمينية خالصةرئيس مركز نشوان اليمني للدراسات، عادل الأحمدي، قال إن مليشيات الحوثي ليست مرتهناً سياسياً ومذهبياً لإيران فحسب، بل صارت مرتهناً في جزئية مذهبية داخل التشيع بحيث صارت اثنى عشرياً خمينياً خالصاً.وعلق الأحمدي في تصريح لـ"العين الإخبارية"، على التسجيلات المرئية المتداولة بأن ما وثق يعطي صورة مصغرة عما يدور في أروقة التعبئة الطائفية للمليشيات الحوثية والتي تحاول من خلالها تفخيخ عقول أطفال وشباب اليمن بأفكار مسمومة.وتعكس تلك الممارسات، وفق الأحمدي، صورة عن أهمية الإسراع بتحرير المدن المحتلة من مليشيات الحوثي الإرهابية، ووجوب أن تعمل الحكومة المعترف بها دوليا وكل الأطراف الوطنية، على التحرك باتجاه التعليم.وحمّل الباحث جميع اليمنيين المسؤولية عن الأطفال الذين تحاول مليشيات الحوثي الانقلابية تفخيخ عقولهم، مشدداً على أنه لا يجب تركهم فريسة لهذه الجماعة الإرهابية وأفكارها الدخيلة.وأكد على أنه مهم إزاء ذلك أن يقوم المجتمع بكل أفراده وفئاته وشرائحه، بالدور المناط بكل حسب مقدرته، حفظا لليمن هوية وعقيدة وعروبة وإسلاماً وسيادةً ودولةً وتراباً.وأكد خبراء يمنيون أن الهيمنة على التعليم وتطييفه، سياسة إيرانية طويلة الأمد وتستخدم أساليب ممنهجة لإخضاع الشعوب العربية، ففي اليمن أوكلت طهران لشقيق زعيم المليشيات "يحيى بدر الدين الحوثي" مهمة غسل أدمغة الصغار وتزييف هوية أطفال اليمن وصناعة جيل يدين لها بالولاء المطلق.