غادر الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، البيت الأبيض، مصطحبا معه "الحقيبة النووية"، دون تسليمها كما جرت العادة.
وعرضت شبكة "سي إن إن" الأمريكية الإخبارية، مقطعا مصورا للرئيس المنتهية ولايته وعناصر من الجيش الأمريكي ينقلون الحقيبة النووية إلى الطائرة الرئاسية التي ستقل ترامب إلى منتجعه في ولاية فلوريدا.
اصطحاب ترامب للحقيبة التي تعرف باسم "كرة القدم النووية"، يعني أنه سيكون هناك على الأقل حقيبتين صغيرتين في مواقع مختلفة، مما يمثل تحديًا فريدًا يتمثل في ضمان نقل السلطة بسلاسة.
وعادة ما يحمل الحقيبة، التي تضم معدات ومستندات يستخدمها رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية لتوثيق أوامرهم وشن ضربة نووية.
وفي يوم التنصيب، يتم تسليم الحقيبة عادة إلى مساعد عسكري آخر يقف على المنصة أو بالقرب منها أثناء تأدية الرئيس الأمريكي المنتخب اليمين الدستورية.
لكن غياب ترامب عن حفل التنصيب لن يؤثر على عملية تسليم الحقيبة، نظرا لوجود ضمانات مطبقة لضمان انتقال سلس للسيطرة النووية من رئيس إلى آخر، بغض النظر عن الظروف التي تتم فيها عملية التنصيب.
وخلافا للاعتقاد الشائع لدى الجميع، فإن الحقيبة النووية لا تحتوي على أزرار أو رموز يمكنها من إطلاق سلاح نووي تلقائيا، ولكن بها معدات ومستندات يستخدمها الرئيس لإصدار أمر بضربة نووية.
وأشار التقرير إلى هناك ما لا يقل عن 3 إلى 4 حقائب متطابقة: واحدة تتبع الرئيس، وأخرى تتبع نائب الرئيس، وواحدة يتم تخصيصها لشخص محدد في الأحداث والمناسبات مثل مراسم التنصيب وخطابات حالة الاتحاد".
وقال الخبير النووي الأمريكي ستيفن شوارتز، إن ترامب سيسافر إلى فلوريدا على متن طائرة الرئاسة صباح الأربعاء، يرافقه مساعد عسكري يحمل الحقيبة النووية، لكن المساعد سيغادر عند منتصف النهار عائدا إلى العاصمة واشنطن برفقة الحقيبة.
ويتلقى الرئيس الأمريكي جو بايدن البطاقة البلاستيكية النووية صباح الأربعاء، عندما يتم إطلاعه ونائبة الرئيس المنتخبة كامالا هاريس، على عملية بدء ضربة نووية، لكن رموزهما لن تكون فعالة حتى ظهر الأربعاء.
وتتكون الحقيبة من هيكل صلب من الألومنيوم، مغطى بالجلد الأسود، وتحتوي على جهاز اتصال على صلة بوزارة الدفاع الأمريكية، يستخدمه الرئيس للاتصال وإثبات شخصيته عندما يرى ضرورة لشن هجوم نووي.
إضافة إلى ذلك، يمتلك الرئيس بطاقة بلاستيكية ترافقه أينما ذهب، وتحتوي على رموز تُستخدم لتأكيد هويته، فهو الشخص الذي يتمتع بالسلطة القانونية الوحيدة لإصدار أوامر بشن هجوم نووي.
ورافقت الحقيبة النووية كل رؤساء الولايات المتحدة في حال تنقلهم من البيت الأبيض منذ أزمة الصواريخ الكوبية في عام 1962.
وجاء اسم الحقيبة من خطة الحرب النووية في عهد أيزنهاور، والتي قامت بالتهديد باستخدام الأسلحة النووية لإنهاء الحرب الكورية، ومنح "الردع النووي" الأولوية مع خفض تمويل القوات العسكرية التقليدية.