وكالات
حضّ ديبرتسيون جبريميكايل، الزعيم الفارّ لإقليم تيغراي الإثيوبي، المجتمع الدولي على التحقيق في "إبادة جماعية" وانتهاكات أخرى، اتهم القوات الحكومية، وأخرى من إريتريا المجاورة، بارتكابها في الإقليم.
جاء ذلك بعدما أبلغت الحكومة الإثيوبية موظفين في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بعودة الحياة "إلى طبيعتها" في تيغراي. لكن وكالة "أسوشيتد برس" أفادت بأن ثمة سكاناً مذعورين مختبئين، في منازل تحمل أثاراً لرصاص، مضيفة أن تداعيات المعارك ونقص الغذاء ليست معروفة بعد في المنطقة.
وتصريحات جبريميكايل، التي بثّتها السبت مجموعة "Dimtsi Weyane" الإعلامية المتحالفة مع تيغراي، هي الأولى منذ 3 أشهر، علماً أن "أسوشيتد برس" أفادت بأن التحقق منها لم يكن ممكناً.
وأمر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الجيش بشنّ هجوم على تيغراي، في نوفمبر الماضي، بعدما اتهم الإقليم بمحاولة السيطرة على قاعدة عسكرية تابعة للحكومة المركزية. وأعلنت أديس أبابا سيطرتها على الإقليم، فيما أفادت معلومات بفرار قادة "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي"، بينهم ديبرتسيون جبريميكايل.
وكانت الجبهة أبرز فصيل في الحكومة الإثيوبية، لنحو 3 عقود، قبل تسلّم آبي أحمد الحكم في عام 2018 وإجرائه تغييرات، اعتبرتها الجبهة محاولة لإقصائها، بما في ذلك إبرام اتفاق سلام مع إريتريا المجاورة، بعد نزاع مرير بين الجانبين.
"مواصلة النضال"
وأفادت وكالة "رويترز"، بأن السلطات الإثيوبية أعلنت منتصف الشهر الجاري، أن الجيش قتل 3 من قياديّي الجبهة في تيغراي، بينهم وزير الخارجية السابق سيوم مسفين، بعد رفضهم الاستسلام للجيش، فيما اعتُقل 5 آخرون.
وقال ديبرتسيون جبريميكايل في هذا الصدد: "ضحّى كثيرون بحياتهم، وكثيرون (آخرون) ما زالوا (يدفعون هذا الثمن)". وحضّ سكان تيغراي على "مواصلة النضال"، متعهداً بفعل الأمر ذاته ضد الذين "يعملون بكل قوتهم لتدمير وجودنا وهويتنا".
وشكا من عمليات قتل واغتصاب وتعذيب وتجويع متعمد يشهدها الإقليم، وزاد: "إنهم يحملون ما في وسعهم، ويحرقون ما تبقى".
وأشارت "أسوشيتد برس" إلى قطع خطوط اتصالات مع الإقليم، مضيفة أن سكاناً يخشون إعطاء تفاصيل عن وضعهم، عبر الهاتف، كما حُظر دخول جميع الصحافيين تقريباً، علماً أن آلافاً توفوا في تيغراي.
وأفادت شبكة "فانا" المملوكة للدولة في إثيوبيا، بأن نائب رئيس الوزراء الإثيوبي، ديميكي ميكونين، وزملاء له، أطلعوا اجتماعاً خاصاً استضافه معهد "أتلانتيك كاونسل" الجمعة، على التطورات في الإقليم.
وذكر هؤلاء أن حوالى 1.5 مليون شخص في تيغراي تلقوا مساعدات إنسانية، منددين بـ "مزاعم كاذبة ودوافعها سياسية" بشأن تعرّض لاجئين لسوء معاملة من إريتريا. وأشارت الشبكة إلى أن موظفين من إدارة بايدن حضروا الاجتماع.
الموت جوعاً
لكن "أسوشيتد برس" أشارت إلى استهداف لاجئين، من جنود إريتريين يقاتلون مع القوات الإثيوبية ضد قوات تيغراي. وأضافت أن إدارة بايدن ضغطت على إريتريا لسحب هؤلاء الجنود "فوراً"، مستشهدة بروايات موثوقة عن نهب واعتداءات جنسية وانتهاكات أخرى.
وأفادت وثائق، سُرّبت من اجتماع أزمة عقدته الحكومة وعمال إغاثة في مطلع الشهر الجاري، بأن مسؤولين إداريين عيّنتهم أديس أبابا في تيغراي أخيراً، قدّروا بأن أكثر من 4.5 مليون شخص، أو نحو جميع سكان الإقليم، يحتاجون إلى مساعدات غذائية طارئة، فيما بدأ أفراد يموتون جوعاً.
ووَرَدَ في منشور على موقع "فيسبوك"، أعدّه ألبرت فيناس، منسق الطوارئ في منظمة "أطباء بلا حدود" بتيغراي: "نحن قلقون جداً بشأن ما قد يحدث في المناطق الريفية"، حيث يتعذر الوصول إلى أماكن كثيرة، بسبب القتال أو صعوبات في نيل إذن بذلك. وأضاف: "لكننا نعلم أن الوضع في هذه الأماكن سيء جداً، لأن زعماء محليين وسلطات تقليدية أبلغونا" بذلك.
وأشار فيناس إلى أن سكاناً في تيغراي سلّموا زملاء له أوراقاً تتضمّن أرقام هواتف، طالبين المساعدة في التواصل مع عائلاتهم، التي لم يعرفوا شيئاً عنها منذ أسابيع. وكتب بعد زيارته مدينة أديغرات وبلدتَي أكسوم وعدوة، منذ أواخر ديسمبر الماضي: "رأينا سكاناً محبوسين في منازلهم، ويعيشون في خوف شديد"، وفق "أسوشيتد برس".
وأضاف أنه في أديغرات، وهي إحدى أكبر مدن تيغراي، "كان الوضع متوتراً جداً والمستشفى في حالة مروّعة"، حيث "لا طعام ولا ماء ولا مال. وبعض المرضى... يعانون من سوء تغذية".
"أزمة إنسانية هائلة"
ولفت فيناس إلى تعطّل نحو 90% من المراكز الصحية، الواقعة بين ميكيلي، عاصمة تيغراي، وأكسوم شمالاً في اتجاه إريتريا.
وأضاف: "يعاني عدد كبير من السكان، بما يؤدي إلى عواقب وخيمة بالتأكيد... لم تكن هناك لقاحات منذ نحو 3 أشهر، لذلك نخشى انتشار أوبئة قريباً".
وفي منشور منفصل، نشرته "مؤسسة السلام العالمي" الجمعة، قال المسؤول الإثيوبي البارز السابق مولوغيتا غبريهيووت بيرهي، في مقابلة هاتفية من ريف تيغراي، مع مدير المؤسسة أليكس دي وال، إن "الجوع يشلّ الفلاحين" في المناطق المتاخمة لإريتريا، بعدما أحرقت قوات الأخيرة، أو نهبت، محاصيل قبل حصادها، علماً أن إثيوبيا تنفي وجودها.
وأضاف: "قريباً، قد نشهد أزمة إنسانية هائلة". واعتبر أن "الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا، والقوات الإريترية والإثيوبية دمّرت تيغراي".
ونقلت "أسوشيتد برس" عن مدير منظمة "أوكسفام" في إثيوبيا، غيزاهيغن كيبيدي غيبريهانا، قوله إن الوضع الغذائي في تيغراي كان "سيئاً جداً" قبل اندلاع المعارك في الإقليم، نتيجة تفشّي الجراد وفيروس كورونا.
وتابع بعد معاينته جنوب تيغراي: "عندما اندلع القتال، فرّ كثيرون إلى الأدغال. ولدى عودتهم، وجد معظمهم منازلهم مدمرة أو كل ممتلكاتهم منهوبة. الغذاء هو ضرورة بارزة جداً، وفق ما رأيناه".
ومع استمرار ضغط دولي على إثيوبيا، للسماح بوصول مساعدات إنسانية من دون قيود إلى تيغراي، حذر غيزاهيغن من تجميد المساعدات المقدّمة للحكومة، كما فعل الاتحاد الأوروبي أخيراً.
وأضاف: "قد يعتقد المانحون أنهم بذلك يضغطون على الحكومة الإثيوبية، لكنها لن تستسلم أبداً". وأقرّ بأن الأمر يندرج في إطار "النيات الحسنة"، مستدركاً أن "الناس هم الذين يعانون".
{{ article.visit_count }}
حضّ ديبرتسيون جبريميكايل، الزعيم الفارّ لإقليم تيغراي الإثيوبي، المجتمع الدولي على التحقيق في "إبادة جماعية" وانتهاكات أخرى، اتهم القوات الحكومية، وأخرى من إريتريا المجاورة، بارتكابها في الإقليم.
جاء ذلك بعدما أبلغت الحكومة الإثيوبية موظفين في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بعودة الحياة "إلى طبيعتها" في تيغراي. لكن وكالة "أسوشيتد برس" أفادت بأن ثمة سكاناً مذعورين مختبئين، في منازل تحمل أثاراً لرصاص، مضيفة أن تداعيات المعارك ونقص الغذاء ليست معروفة بعد في المنطقة.
وتصريحات جبريميكايل، التي بثّتها السبت مجموعة "Dimtsi Weyane" الإعلامية المتحالفة مع تيغراي، هي الأولى منذ 3 أشهر، علماً أن "أسوشيتد برس" أفادت بأن التحقق منها لم يكن ممكناً.
وأمر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الجيش بشنّ هجوم على تيغراي، في نوفمبر الماضي، بعدما اتهم الإقليم بمحاولة السيطرة على قاعدة عسكرية تابعة للحكومة المركزية. وأعلنت أديس أبابا سيطرتها على الإقليم، فيما أفادت معلومات بفرار قادة "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي"، بينهم ديبرتسيون جبريميكايل.
وكانت الجبهة أبرز فصيل في الحكومة الإثيوبية، لنحو 3 عقود، قبل تسلّم آبي أحمد الحكم في عام 2018 وإجرائه تغييرات، اعتبرتها الجبهة محاولة لإقصائها، بما في ذلك إبرام اتفاق سلام مع إريتريا المجاورة، بعد نزاع مرير بين الجانبين.
"مواصلة النضال"
وأفادت وكالة "رويترز"، بأن السلطات الإثيوبية أعلنت منتصف الشهر الجاري، أن الجيش قتل 3 من قياديّي الجبهة في تيغراي، بينهم وزير الخارجية السابق سيوم مسفين، بعد رفضهم الاستسلام للجيش، فيما اعتُقل 5 آخرون.
وقال ديبرتسيون جبريميكايل في هذا الصدد: "ضحّى كثيرون بحياتهم، وكثيرون (آخرون) ما زالوا (يدفعون هذا الثمن)". وحضّ سكان تيغراي على "مواصلة النضال"، متعهداً بفعل الأمر ذاته ضد الذين "يعملون بكل قوتهم لتدمير وجودنا وهويتنا".
وشكا من عمليات قتل واغتصاب وتعذيب وتجويع متعمد يشهدها الإقليم، وزاد: "إنهم يحملون ما في وسعهم، ويحرقون ما تبقى".
وأشارت "أسوشيتد برس" إلى قطع خطوط اتصالات مع الإقليم، مضيفة أن سكاناً يخشون إعطاء تفاصيل عن وضعهم، عبر الهاتف، كما حُظر دخول جميع الصحافيين تقريباً، علماً أن آلافاً توفوا في تيغراي.
وأفادت شبكة "فانا" المملوكة للدولة في إثيوبيا، بأن نائب رئيس الوزراء الإثيوبي، ديميكي ميكونين، وزملاء له، أطلعوا اجتماعاً خاصاً استضافه معهد "أتلانتيك كاونسل" الجمعة، على التطورات في الإقليم.
وذكر هؤلاء أن حوالى 1.5 مليون شخص في تيغراي تلقوا مساعدات إنسانية، منددين بـ "مزاعم كاذبة ودوافعها سياسية" بشأن تعرّض لاجئين لسوء معاملة من إريتريا. وأشارت الشبكة إلى أن موظفين من إدارة بايدن حضروا الاجتماع.
الموت جوعاً
لكن "أسوشيتد برس" أشارت إلى استهداف لاجئين، من جنود إريتريين يقاتلون مع القوات الإثيوبية ضد قوات تيغراي. وأضافت أن إدارة بايدن ضغطت على إريتريا لسحب هؤلاء الجنود "فوراً"، مستشهدة بروايات موثوقة عن نهب واعتداءات جنسية وانتهاكات أخرى.
وأفادت وثائق، سُرّبت من اجتماع أزمة عقدته الحكومة وعمال إغاثة في مطلع الشهر الجاري، بأن مسؤولين إداريين عيّنتهم أديس أبابا في تيغراي أخيراً، قدّروا بأن أكثر من 4.5 مليون شخص، أو نحو جميع سكان الإقليم، يحتاجون إلى مساعدات غذائية طارئة، فيما بدأ أفراد يموتون جوعاً.
ووَرَدَ في منشور على موقع "فيسبوك"، أعدّه ألبرت فيناس، منسق الطوارئ في منظمة "أطباء بلا حدود" بتيغراي: "نحن قلقون جداً بشأن ما قد يحدث في المناطق الريفية"، حيث يتعذر الوصول إلى أماكن كثيرة، بسبب القتال أو صعوبات في نيل إذن بذلك. وأضاف: "لكننا نعلم أن الوضع في هذه الأماكن سيء جداً، لأن زعماء محليين وسلطات تقليدية أبلغونا" بذلك.
وأشار فيناس إلى أن سكاناً في تيغراي سلّموا زملاء له أوراقاً تتضمّن أرقام هواتف، طالبين المساعدة في التواصل مع عائلاتهم، التي لم يعرفوا شيئاً عنها منذ أسابيع. وكتب بعد زيارته مدينة أديغرات وبلدتَي أكسوم وعدوة، منذ أواخر ديسمبر الماضي: "رأينا سكاناً محبوسين في منازلهم، ويعيشون في خوف شديد"، وفق "أسوشيتد برس".
وأضاف أنه في أديغرات، وهي إحدى أكبر مدن تيغراي، "كان الوضع متوتراً جداً والمستشفى في حالة مروّعة"، حيث "لا طعام ولا ماء ولا مال. وبعض المرضى... يعانون من سوء تغذية".
"أزمة إنسانية هائلة"
ولفت فيناس إلى تعطّل نحو 90% من المراكز الصحية، الواقعة بين ميكيلي، عاصمة تيغراي، وأكسوم شمالاً في اتجاه إريتريا.
وأضاف: "يعاني عدد كبير من السكان، بما يؤدي إلى عواقب وخيمة بالتأكيد... لم تكن هناك لقاحات منذ نحو 3 أشهر، لذلك نخشى انتشار أوبئة قريباً".
وفي منشور منفصل، نشرته "مؤسسة السلام العالمي" الجمعة، قال المسؤول الإثيوبي البارز السابق مولوغيتا غبريهيووت بيرهي، في مقابلة هاتفية من ريف تيغراي، مع مدير المؤسسة أليكس دي وال، إن "الجوع يشلّ الفلاحين" في المناطق المتاخمة لإريتريا، بعدما أحرقت قوات الأخيرة، أو نهبت، محاصيل قبل حصادها، علماً أن إثيوبيا تنفي وجودها.
وأضاف: "قريباً، قد نشهد أزمة إنسانية هائلة". واعتبر أن "الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا، والقوات الإريترية والإثيوبية دمّرت تيغراي".
ونقلت "أسوشيتد برس" عن مدير منظمة "أوكسفام" في إثيوبيا، غيزاهيغن كيبيدي غيبريهانا، قوله إن الوضع الغذائي في تيغراي كان "سيئاً جداً" قبل اندلاع المعارك في الإقليم، نتيجة تفشّي الجراد وفيروس كورونا.
وتابع بعد معاينته جنوب تيغراي: "عندما اندلع القتال، فرّ كثيرون إلى الأدغال. ولدى عودتهم، وجد معظمهم منازلهم مدمرة أو كل ممتلكاتهم منهوبة. الغذاء هو ضرورة بارزة جداً، وفق ما رأيناه".
ومع استمرار ضغط دولي على إثيوبيا، للسماح بوصول مساعدات إنسانية من دون قيود إلى تيغراي، حذر غيزاهيغن من تجميد المساعدات المقدّمة للحكومة، كما فعل الاتحاد الأوروبي أخيراً.
وأضاف: "قد يعتقد المانحون أنهم بذلك يضغطون على الحكومة الإثيوبية، لكنها لن تستسلم أبداً". وأقرّ بأن الأمر يندرج في إطار "النيات الحسنة"، مستدركاً أن "الناس هم الذين يعانون".