زار محققو منظمة الصحة العالمية اليوم الأربعاء معهد علوم الفيروسات في مدينة ووهان الصينية، والذي دارت حوله تكهنات حول أصول فيروس كورونا المستجد، حيث قال أحد الأعضاء إنهم يعتزمون مقابلة موظفين رئيسيين بالمعهد، والضغط عليهم بشأن القضايا الحرجة.

وتعد زيارة فريق منظمة الصحة العالمية إلى معهد ووهان بمثابة تسليط للضوء على مهمتهم في جمع البيانات، والبحث عن أدلة حول مكان نشأة الفيروس وكيفية انتشاره.

قال عالم الحيوان وعضو الفريق بيتر داسزا ، وفقًا لمقطع بثته قناة (تي بي أس) اليابانية "نتطلع إلى الاجتماع مع جميع الأشخاص الرئيسيين هنا وطرح جميع الأسئلة المهمة التي يجب طرحها".

وتبع المراسلون الفريق إلى المنشأة الخاضعة لإجراءات أمنية مشددة، ولكن كما هو الحال مع الزيارات السابقة، لم يكن هناك سوى القليل من سبل الوصول المباشر إلى أعضاء الفريق، الذين قدموا تفاصيل ضئيلة عن مناقشاتهم وزياراتهم حتى الآن.

وكان هناك انتشار أمني على طول المدخل الأمامي للمنشأة، لكن لم يكن هناك ما يشير إلى ارتداء بزات واقية كتلك التي ارتداها أعضاء الفريق أمس الثلاثاء خلال زيارة لمركز أبحاث أمراض الحيوان.

ويحتوي هذا المعهد على مختبرات عديدة محاطة بإجراءات أمنية مشدّدة ويجري فيها الباحثون اختبارات على فيروسات من سلالة كورونا.

نشر المعهد، وهو أكبر مختبرات أبحاث الفيروسات في الصين، أرشيفًا للمعلومات الجينية حول فيروسات الخفافيش التاجية بعد اندلاع متلازمة الجهاز التنفسي الحاد عام 2003. أدى ذلك إلى مزاعم غير مثبتة بأنه قد يكون له صلة بالانتشار الأصلي لكوفيد 19 في ووهان في أواخر عام 2019.

وأنكرت الصين بشدة هذا الاحتمال وروجت أيضًا لنظريات غير مثبتة بأن الفيروس قد يكون نشأ في مكان آخر أو حتى تم إحضاره إلى البلاد من الخارج مع واردات من المأكولات البحرية المجمدة الملوثة بالفيروس ، وهي فكرة رفضها العلماء ووكالات دولية.

ووصل المحققون إلى مدينة ووهان، عاصمة مقاطعة خبي، الشهر الماضي للبحث عن أدلة، وزاروا خلال اليومين الماضيين مستشفيات عالجت العديد من المصابين الأوائل، وسوقاً للمأكولات البحرية حيث ظهرت حالات الإصابة بالفيروس غير المعروف آنذاك في ديسمبر 2019.

ضوابط صينية صارمة

وأتت زيارة الفريق لمركز السيطرة على الأمراض في خبي وسط ضوابط صينية صارمة على الوصول لمعلومات حول الفيروس. وستضيف الأدلة التي يجمعها الفريق إلى ما يُتوقع أن تكون عملية بحث عن إجابات ستستمر لسنوات.

إلى ذلك يتطلب تحديد سبب ظهور المرض كميات هائلة من الأبحاث تتضمن أخذ عينات من حيوانات وتحليل جيني ودراسات وبائية.

وسيطرت الصين إلى حد كبير على انتقال العدوى محلياً من خلال الاختبارات الصارمة، وتتبع دوائر اتصال المصابين. كما فرضت ارتداء أقنعة الوجه في الأماكن العامة، وفرضت تدابير إغلاق بشكل روتيني على مجتمعات وحتى مدن بأكملها عقب اكتشاف حالات إصابة بها.

2000 حالة في يناير

يشار إلى أن معظم حالات التفشي وقعت مؤخراً في مناطق الشمال الشرقي المتجمد، مع الإبلاغ عن 33 حالة جديدة، الاثنين، على الصعيد الوطني في ثلاث مقاطعات.

وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب اتّهم هذا المعهد بأنّه مصدر فيروس كورونا، مؤكّداً أنّ الصين تسبّبت بانتشار الفيروس، إما عمداً أو خطأً، وأغرقت العالم تالياً في جائحة كوفيد-19.