تتواصل في تركيا وخارجها لأكثر من شهر الوقفات الاحتجاجية الرافضة لوصاية الرئيس رجب طيب أردوغان على الجامعات.
ولليوم الـ38 على التوالي، تستمر الفعاليات الاحتجاجية بجامعة "بوغاز ايتشي/البوسفور" بمدينة إسطنبول التركية، رفضًا لوصاية أردوغان على الجامعة بعد تعيين رئيسًا لها من خارج كادرها، ومن الموالين له ولنظامه.
وبحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "أفرنسال" التركية المعارضة، اليوم الأربعاء، وتابعته "العين الإخبارية" قام أعضاء هيئة التدريس داخل حرم الجامعة؛ بوقفة احتجاجية للتأكيد على رفضهم مليح بولو، المعين رئيسًا للجامعة من قبل أردوغان.
وتمثلت وقفة اليوم في قيام أعضاء هيئة التدريس، بالوقوف في حديقة الجامعة وقد أداروا ظهورهم لمبنى رئيسها للتعبير عن استمرار رفضهم لرجل أردوغان المعين مليح بولو.
تأتي هذه الوقفات في إطار دعم الأكاديميين للاحتجاجات التي أطلق الطلاب شرارتها قبل 38 يومًا، رفضًا لقرار اتخذه أردوغان آنذاك بتعيين بولو رئيسًا لجامعتهم رغم أنه من خارج كادرها، ومواليًا لحزب العدالة والتنمية الحاكم.
على الصعيد نفسه، أصدر طلاب جامعة إسطنبول التقنية، اليوم الأربعاء، بيانًا أعربوا من خلاله عن تضامنهم مع طلاب جامعة "البوسفور"، ضد وصاية أردوغان، وطريقة تعامله العنيفة مع الاحتجاجات.
وطالب البيان نظام أردوغان بالتراجع عن قرار تعيين بولو، وتلبية رغبات الطلاب، وإطلاق سراح المعتقلين على خلفية الاحتجاجات، واستقالة كافة رؤساء الجامعات المعينين، والعودة لنظام الانتخابات لاختيار أصحاب هذه المناصب.
كما طالب البيان بـ"وقف كافة أشكال العنف التي تمارس ضد الطلاب داخل الجامعات، ونشر الأجواء الديمقراطية والحرة داخل الجامعات بدلًا من أجواء القمع".
كما أصدر أعضاء هيئة التدريس بالجامعة نفسها بيانًا أعربوا من خلاله عن دعمهم "للمطالب المشروعة لطلاب جامعة البوسفور، فمن حقهم اختيار رئيس جامعتهم".
وشدد البيان على أنه "لا يمكن تحقيق الاستقلال الأكاديمي، وهو الأساس الذي تقوم عليه الجامعات لإنتاج العلوم، إلا من خلال أساليب الإدارة الشفافة التي تشارك فيها جميع مكونات الجامعات بفعالية".
وتابع "ويتعين على المسؤولين الأكاديميين مثل رئيس الجامعة والعميد ومدير المعهد ومدير المدرسة ورئيس القسم تولي المنصب على أساس الجدارة والانتخاب وليس التعيين".
الأكاديميون بجامعة "غلاطة سراي" بإسطنبول، أصدروا هم أيضًا بيانًا لدعم طلاب وأكاديميي جامعة البوسفور، وأنهم لن يتراجعوا عن الدفاع عن مطالبهم وحقهم في الدفاع عن جامعتهم.
الأكاديميون أصدروا بيانهم بعنوان "الجامعات لن تخضع"، حيث شدد فيه على أن "هذا التعيين(في إشارة لمليح بولو) غير شرعي. الجامعات هي مؤسسات تنتج العلوم وتقدم الخدمة العامة. فتح كلية / قسم / معهد جديد في الجامعة وتحديد موظفيها يجب أن يكون وفق معايير علمية لا سياسية".
بدورهم، أعلن طلاب جامعة "يلديز" التقنية بإسطنبول، دعمهم لتلك الوقفات الاحتجاجية، في بيان صادر عنهم شددوا فيه على أن "الحياة الأكاديمية يجب أن تكون ديمقراطية ومستقلة".
وأضاف البيان "نحن نقف إلى جانب نضال طلاب جامعة البوسفور رفضًا لتعيين وصي من قبل أردوغان على جامعتهم في خطوة تقضي على نموذج الجامعات الحرة الذي نصبو إليه جميعًا".
على نفس الشاكلة، ومن بريطانيا أصدر ما يقرب من 200 أكاديمي من جامعات مختلفة كليفربول، وكامبربدج، ومانشستر، وأكسفورد، بيانًا، طالبوا فيها بإزالة جميع العقبات التي تعترض الحرية الأكاديمية بتركيا.
وشددوا في بيانهم على ضرورة استقالة بولو المعين، وإطلاق سراح الطلاب الموقوفين.في سياق متصل دعم 147 كاتبًا وأديبًا في بيان صادر عنهم، الطلاب المحتجين، حيث أعربوا فيه عن رفضهم لفرض أردوغان وصايته على الجامعات.
وقالوا في بيانهم "نحن نراقب بأسف ورد الفعل على ما يتعرض له الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وموظفو الجامعة من ضغوط رغم أنهم يمارسون حقهم الديمقراطي الدستوري في الاحتجاج ضد الوصي المعين".
وتابع البيان "وطريقة مواجهة الشرطة للطلاب الذين يمارسون حقوقهم الديمقراطية، تكشف بوضوح كيف تريد الحكومة الجامعات في تركية، في ظل نظام لا يسمح بالحرية لإرادة الأمة".
وأردف مشددًا على أن "خطاب الكراهية الذي تستخدمه السلطات، ووصم الطلاب بالإرهابيين ، والاعتقالات غير القانونية وعنف الشرطة هي دليل جديد على أن بلدنا ابتعد منذ فترة طويلة عن كونه دولة قانون دستورية".
الاحتجاجات قابلها نظام أردوغان بحملة قمع، حيث تم اعتقال 159 طالبا في وقت سابق، وتعرض هؤلاء الطلاب للعنف في واحدة من أبرز الجامعات في تركيا.
كما امتدت الاحتجاجات إلى العديد من المدن والولايات التركية الأخرى، من بينها إزمير، والعاصمة أنقرة التي شهدت، الجمعة، استخدام عناصر الشرطة للرصاص المطاطي، وغاز الفلفل لتفريق وقفات احتجاجية أسفرت عن اعتقال 22 شخصًا معظمهم طلاب، والأمر نفسه بالنسبة لإزمير التي شهدت الخميس تجاوزات أمنية مشابهة.
ووصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، ما يحدث داخل البوسفور بـ"حرب" يهدف أردوغان من خلالها إلى السيطرة على الجامعة.
وغير أردوغان نظام رئاسة الجامعات في البلاد عقب مسرحية انقلاب عام 2016 حيث تحول من الانتخاب إلى التعيين.