وكالات
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، تيد برايس، إن بلاده لا تثق في جماعة الحوثي، وذلك بعد إعلان رفع الجماعة من القوائم الأمريكية الخاصة بالإرهاب، فيما أكد أن واشنطن تبحث مع حلفائها تحديد موعد لبدء المفاوضات مع إيران بشأن الاتفاق النووي.

وقال برايس، في مؤتمر صحافي مساء الجمعة، إن بلاده لا تضع ثقتها في "قيادة جماعة الحوثي، ولكنها تضعها في الدبلوماسية".

وأضاف أن المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، سيتحدث إلى الصحافيين يوم الثلاثاء المقبل، مشيراً إلى أنه يعمل على لقاء الدبلوماسيين و اليمنيين.

وأكد الناطق باسم الخارجية الأميركية أن "رفع جماعة الحوثي من قائمة الإرهاب يأتي ضمن جهود الولايات المتحدة لتخفيف المعاناة عن الشعب اليمني"، مضيفاً: "نبحث عن أساليب للضغط على قادة الحوثيين".

وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الجمعة، شطب جماعة الحوثي من قوائم الإرهاب، اعتباراً من 16 فبراير الجاري.

وبالمقابل، قال وزير الخارجية الأميركي إن قرار الإلغاء من قوائم الإرهاب لا يشمل قادة جماعة الحوثي، الذين أدرجتهم الإدارة الأميركية السابقة في لائحة الإرهابيين الدوليين، وهم عبدالملك الحوثي، وعبدالخالق بدر الدين الحوثي، وعبدالله يحيى الحكيم.

وكانت الخارجية الأميركية، أدرجت الجماعة اليمنية في قائمة "الجماعات الإرهابية" الرسمية في اليوم السابق لمغادرة الرئيس الأميركي دونالد ترمب منصبه، رغم اعتراض بعض المنظمات الدولية، التي قالت إن "القرار سيجعل من الصعب إيصال المساعدات الطبية والإنسانية، للمناطق التي تسيطر عليها الجماعة".

دعم السعودية

وجدد الناطق باسم الخارجية الأميركية برايس، الجمعة، التأكيد على التزام بلاده بـ"مساعدة السعودية في الدفاع عن أراضيها وردّ أي نشاط حوثي معادٍ".

وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الجمعة، أنه مقابل إلغاء تصنيف الحوثي في قوائم الإرهاب، فإن الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة شركائها في منطقة الخليج، للدفاع عن أنفسهم، ضد التهديدات القادمة من اليمن، والتي تُنفذ معظمها بدعم من إيران.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية، جيسيكا ماكنولتي لـ"الشرق"، الجمعة، إن "السعودية ركن من أركان الأمن الإقليمي، وتمثل عنصراً أساسياً في مكافحة الإرهاب وسياسات إيران" في المنطقة، مؤكدة أن واشنطن "ستواصل سياسة الردع الفعال تجاه إيران".

وأضافت المتحدثة أن "المملكة العربية السعودية هي ركيزة أساسية في بنية الأمن الإقليمي، وهي جهة أساسية في الحرب على الإرهاب، ومواجهة النشاطات الإيرانية المزعزعة للاستقرار"، مؤكدة التزام الولايات المتحدة بـ"مساعدة السعودية في الدفاع عن حدودها التي تتعرض للتهديدات. وفي إطار آلية العمل المشترك ما بين الوكالات، سوف نستمر بالعمل معاً للدفاع عن المملكة من أي تهديدات خارجية، كما سننعش المساعي الدبلوماسية، لإنهاء النزاع في اليمن".

المفاوضات مع إيران

وقال تيد برايس، خلال المؤتمر الصحافي، إن بلاده "لم تحدد موعداً بعينه لبدء المحادثات مع إيران"، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية "ستبحث عن توقيت للمحادثات يضعها وحلفاءها في أفضل موقف".

وأضاف برايس أن إيران اتخذت خطوات خلال الشهور و السنوات الأخيرة، ابتعدت فيها عن الاتفاق النووي لعام 2015. وتابع: "نتحرك بسرعة ولكن ما زلنا بعيدين عن تحقيق هدفنا بشأن التزامات إيران النووية".

ومن المرتقب أن تبحث الولايات المتحدة ملف الاتفاق النووي مع حلفائها من خلال مجموعة 5+1، التي تضم الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وروسيا، والصين، وألمانيا.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، أكد الأحد أن بلاده لن ترفع العقوبات المفروضة على إيران لإعادتها إلى طاولة المفاوضات، داعياً طهران إلى "وقف تخصيب اليورانيوم أولاً".

بالمقابل، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، مساء الخميس، في تغريدة على تويتر إنّ "مسؤولي الإدارة الأميركية يواصلون الحديث عن ضرورة امتثال إيران لخطة العمل الشاملة المشتركة. باسم ماذا يفعلون ذلك؟".

وتابع: "الولايات المتحدة كفّت عن المشاركة في هذه الاتفاقية منذ مايو 2018، وانتهكت خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، وعاقبت الذين امتثلوا لقرار الأمم المتحدة. حتى اليوم، لا تزال الولايات المتحدة على الموقف نفسه تماماً. قبل أن تعظوا الآخرين، امتثلوا".

من جهته، أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي، الأحد، اشتراط بلاده رفع العقوبات الاقتصادية التي أعادت الولايات المتحدة فرضها على طهران، بعد قرار واشنطن الانسحاب من الاتفاق النووي، أولاً، قبل استئناف إيران تنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاق.

وقال خامنئي في كلمة متلفزة أثناء استقباله قادة القوة الجوية للجيش: "إذا أرادوا عودة إيران إلى التزامات الاتفاق النووي، فعلى الولايات المتحدة أن ترفع العقوبات بشكل كامل، وليس فقط بالكلام أو على الورق".

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أفادت، مساء الأربعاء، بأنّها "تحققت في 8 فبراير من (وجود) 3.6 غرام من معدن اليورانيوم في مصنع أصفهان" وسط إيران، بحسب بيان أُرسل إلى وكالة الأنباء الفرنسية.

وجاء في البيان أن مدير الوكالة الدولية، رافايل غروسي، أبلغ الدول الأعضاء بأن إيران بدأت بإنتاج معدن اليورانيوم، وهي خطوة قالت طهران إنها تهدف إلى "إنتاج وقود في إطار أنشطة البحث والتطوير".

وتعدّ هذه المسألة حساسة، إذ إنّ اليورانيوم المعدني قد يستخدم في صناعة أسلحة نووية، إلا أن إيران تنفي دوماً رغبتها في إنتاج قنبلة ذرية.