سكاي نيوز
من العراق إلى سوريا مرورا بلبنان وصولا إلى اليمن، صعّدت الميليشيات الموالية لإيران من وتيرة هجماتها أو عادت إلى الهجوم بعد توقف طويل.
وآخر هذه الهجمات ما وقع، ليل الاثنين الثلاثاء، عندما سقطت مجموعة من الصواريخ على مطار مدينة أربيل في إقليم كردستان، الذي يضم قوات أميركية، وأحياء سكنية مجاورة للمطوار
وأسفر الهجوم عن مقتل متعاقد أجنبي، فضلا عن عن إصابة آخرين، بينهم 9 أميركيين، فضلا عن عن إلحاق أضرار مادية بعدد من المنازل والمصالح التجارية.
تفاصيل الهجوم
وبحسب الجيش الأميركي، فقد سقط 14 صاروخا على القاعدة الأميركية في مطار أربيل.
وقالت سلطات كردستان إن مصدر الصواريخ هو منطقة الكوير في محافظة نينوى المجاورة للإقليم.
وذكرت أن الهجوم "نفد بنفس الآلية والأسلوب والسلوك الذي اُستخدم في الهجوم السابق على مطار أربيل الدولي"، في إشارة إلى الهجوم الذي وقع في أكتوبر 2020، وفي حينها وجهت أصابع الاتهام إلى ميليشيات الحشد الشعبي الموالي لإيران.
ورغم نفي الخارجية الإيرانية صلة طهران بالهجوم، إلا أن ميليشيا ما تسمى "سرايا أولياء الدم" الموالية لها هي التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم.
صواريخ إيران تزعزع استقرار المنطقة
وفي السابق تبنت هذه الميليشيا الجديدة التي طفت على السطح في الأشهر الأخيرة ويربطها المراقبون بكتائب حزب الله العراقي، أبرز فصائل ميليشيات الحشد الموالية لإيران.
ويقول الجيش الأميركي إن ميليشيات إيران هي التي تقف وراء الهجمات التي تستهدف المصالح الأميركية في العراق بين الفينة والأخرى، وتراجعت أكثر من مرة هذه الهجمات بعد وجهت الولايات المتحدة ضربات لها.
ميليشيا الحوثي
وفي اليمن، صعّدت ميليشيات الحوثي الإيراني من هجماتها بالمسيرات المفخخة باتجاه الأراضي السعودية، خلال الأيام القليلة الماضية.
واستهدفت هجمات الميليشا الإرهابية أهدافا مدنية في جنوبي السعودية، منها مطار أبها الدولي.
والمعروف أن ميلشيات الحشد والحوثي مجرد أذرع لإيران في المنطقة، وتأتمر بأمرها ولا تتصرف من تلقاء نفسها، وتحركها المتزامن ليس صدفة، وإنما ينطوي على توظيف إيراني.
ومع تغيّر الإدارة الأميركية، وحلول رئيس جديد في البيت الأبيض لا يخفي عزمه العودة إلى الاتفاق النووي، يبدو أن طهران تحرّك هذه الاذرع لتحسين موقعها في أي مفاوضات مستقبلية مع واشنطن.
لكن الجواب الأميركي على هذه الهجمات واضحا: الولاياتُ المتحدة ملتزمة بدعم السيادة السعودية، كما أنها غاضبة لما حصل في مطار أربيل.
وفي سوريا، أعادت الميليشيات الموالية لطهران انتشارها وتموضعها في الريف الشرقي، لمحافظة دير الزور.
ووصلت تعزيزات عسكرية جديدة لميليشيا الحرس الثوري الإيراني، من العراق إلى سوريا، عبر معبر القائم الحدودي، في رسالة إيرانية بأن الوضع الميداني على الأراضي السورية يتم تحريكه من طهران.
في لبنان
أما في لبنان، فهناك مستويين: الأول سياسي، حيث يعرقل الفريق الموالي لإيران مساعي تشكيل الحكومة، مما أدى إلى إجهاض المبادرة الفرنسية للحل.
والمستوى الثاني أمني، مع عودة الاغتيالات السياسية، إذ أدرج اغتيال الناشط السياسي، لقمان سليم في هذه الخانة.
كان لقمان سليم معروفا بمعارضته الجريئة لحزب الله
ووجهت أصابع الاتهام بالدرجة الأولى إلى حزب الله، الذي كان سليم من أشد معارضيه.
وفي الملف النووي، التصعيد الإيراني من دون سقف، فرغم الدعوات الروسية والأوروبية لطهران للتهدئة، رفعت الأخيرة مخزون اليورانيوم المخصّب.
وبدأت بتشغيل أنظمة طرد مركزي جديدة. ومنعت عمليات التفتيش المفاجئ للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ويقول مراقبون إن التحركات في هذه الملفات ليس عبثا، فقد كانت هناك توقعت بأن تحرّك إيران ميليشياتها في المنطقة بحثا عن موقف أفضل في المفاوضات.
ويأتي ذلك خاصة لأن إدارة بايدن تحدثت عن اتفاق جديد يتضمن برنامج إيران الصاروخي وتدخلاتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة عبر الميليشيات.