ارتكبت وكالة الاستخبارات الأميركية، أخطاء عدة خلال 73 سنة من تأسيسها، بعضها خطير وعليه أكثر من دليل، وأهمه في المنطقة العربية تقارير متلاحقة أعدتها في 2002 بشكل خاص، تؤكد امتلاك نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لأسلحة دمار شامل، واستخدمتها الولايات المتحدة كذريعة في 2003 لغزو العراق واحتلاله، ثم اتضح أن معظم محتويات تلك التقارير المستندة فيها لما التقطته أقمار تجسس وأجهزة استراق للسمع والبصر، كانت مليئة بأخطاء فادحة، وكلفت من الدمويات والماديات قتلى بمئات الآلاف وخسائر تريليونية من الدولارات تكبدها العراق والولايات المتحدة نفسها طوال 17 سنة.
بعد احتلاله بالكامل، نشط في العراق أكثر من 1200 خبير طوال 90 يوما، في مهمة مضنية كلفت ما يزيد عن 300 مليون دولار، وخلالها كان المفتشون يدققون بكل صغيرة وكبيرة، إلى أن انتهى بحثهم كما انتهى بحث حنين عن خفيه الشهيرين. ويكفي الاطلاع على الفيديو الذي تعرضه "العربية.نت" أدناه، للتعرف إلى ما يمكن وصفه بأكبر أخطاء CIA بأوائل القرن الواحد والعشرين، حيث نستمع إلى كولن باول، وزير الخارجية الأميركي بعهد الرئيس الأسبق جورج بوش، وهو يخبر العالم خلال جلسة عقدها مجلس الأمن في 5 فبراير 2003 بما علم من تقارير "سي آي إيه" الشهيرة.
ملخص ما علمه، أن العراق يملك أسلحة دمار شامل وينتجها، من بيولوجية وكيميائية، وعزز ما قال بصور عرضها وزعم أنها لمختبرات بيولوجية عراقية رصدتها الأقمار الاصطناعية، لذلك دافع طوال ساعة عن قرار حكومته بشن حرب على العراق، ثم اتضح بعد نشوبها واحتلاله في نكبة تاريخية عليه، أن ما قاله كان خطأ وغير صحيح، وهو ما اعترف به مرارا، خصوصا في مقابلة أجرتها معه شبكة ABC التلفزيونية الأميركية في 8 سبتمبر 2005 ووصف فيها ما ذكره في كلمته أمام مجلس الأمن بأنه "وصمة عار في مسيرته السياسية" واعتبر ما حدث "مؤلما له" في إشارة إلى أنه كان نادما.
الخطأ الأكبر
ومما ارتكبته "سي آي إيه" من أخطاء، نجد تقريرا أصدرته عام 2000 عن توقعاتها عما سيكون عليه العالم عام 2015 وذكرت فيه أن روسيا ستكون "ضعيفة جدا في الداخل (..) ولن يبقى لها إلا استخدام احتياطاتها من الغاز وممارسة حق الفيتو بمجلس الأمن للحفاظ على وضعها" إلا أن روسيا حاليا عكس ما ورد بالتقرير تماما، حيث أصبحت تتمتع بعد 2015 بنفوذ على المسرح العالمي، وأسست شبكة دولية من الحلفاء من فنزويلا إلى سوريا، بل ضمت شبه جزيرة القرم الاستراتيجية إلى أراضيها. كما ورد بالتقرير أن روسيا لن يكون لديها في 2015 أكثر من 2500 رأس نووي، فيما لديها حاليا 8 آلاف.
ومع أن أكثر نجاحات "سي آي إيه" كانت دائما في الكاريبي وأميركا اللاتينية، إلا أن أكثر ما ارتكبته الوكالة من أخطاء كان حين قيامها بعشرين محاولة فاشلة لاغتيال الزعيم الكوبي الراحل فيديل كاسترو، بحسب ما سبق وألمت به "العربية.نت" من الوارد عن كتاب عنوانه "محارب في الظل" ألفه أحد عملاء الوكالة السابقين، وذكر فيه أن كاسترو كان يسخر من تقاريرها ومحاولاتها، إلى درجة تمنى في إحدى المرات العيش طويلا "فقط لأبقى حسكة في حلق الولايات المتحدة" كما قال عن الدولة التي تصدر كل عام كتابا عنوانه The CIA World Error Book تنشر فيه ما ترتكبه من أخطاء.
تقارير الوكالة الاستخباراتية الأشهر والأخطر بالعالم، ليست دائما على حق، ففي 10 سبتمبر 2001 بالتحديد، أكدت إحاطة أمنية، أرسلتها CIA كتقرير موجز إلى ساكن البيت الأبيض جورج بوش في ذلك الوقت، ملخصها عدم وجود أي خطر كبير يحدق بالولايات المتحدة، وما أن طلعت شمس اليوم التالي حتى ابتليت الدولة الأقوى في المعمورة بهجمات في واشنطن ونيويورك، قتلت 3000 على الأقل، وانهار معها مبنى مركز التجارة الدولي ببرجيه، وأسقط الخاطفون على قسم من البنتاغون طائرة ركاب خطفوها، وبدقائق تغيّر العالم وأصبح أقل أمنا بسبب الخطأ الأكبر في الإحاطة الأمنية.
بعد احتلاله بالكامل، نشط في العراق أكثر من 1200 خبير طوال 90 يوما، في مهمة مضنية كلفت ما يزيد عن 300 مليون دولار، وخلالها كان المفتشون يدققون بكل صغيرة وكبيرة، إلى أن انتهى بحثهم كما انتهى بحث حنين عن خفيه الشهيرين. ويكفي الاطلاع على الفيديو الذي تعرضه "العربية.نت" أدناه، للتعرف إلى ما يمكن وصفه بأكبر أخطاء CIA بأوائل القرن الواحد والعشرين، حيث نستمع إلى كولن باول، وزير الخارجية الأميركي بعهد الرئيس الأسبق جورج بوش، وهو يخبر العالم خلال جلسة عقدها مجلس الأمن في 5 فبراير 2003 بما علم من تقارير "سي آي إيه" الشهيرة.
ملخص ما علمه، أن العراق يملك أسلحة دمار شامل وينتجها، من بيولوجية وكيميائية، وعزز ما قال بصور عرضها وزعم أنها لمختبرات بيولوجية عراقية رصدتها الأقمار الاصطناعية، لذلك دافع طوال ساعة عن قرار حكومته بشن حرب على العراق، ثم اتضح بعد نشوبها واحتلاله في نكبة تاريخية عليه، أن ما قاله كان خطأ وغير صحيح، وهو ما اعترف به مرارا، خصوصا في مقابلة أجرتها معه شبكة ABC التلفزيونية الأميركية في 8 سبتمبر 2005 ووصف فيها ما ذكره في كلمته أمام مجلس الأمن بأنه "وصمة عار في مسيرته السياسية" واعتبر ما حدث "مؤلما له" في إشارة إلى أنه كان نادما.
الخطأ الأكبر
ومما ارتكبته "سي آي إيه" من أخطاء، نجد تقريرا أصدرته عام 2000 عن توقعاتها عما سيكون عليه العالم عام 2015 وذكرت فيه أن روسيا ستكون "ضعيفة جدا في الداخل (..) ولن يبقى لها إلا استخدام احتياطاتها من الغاز وممارسة حق الفيتو بمجلس الأمن للحفاظ على وضعها" إلا أن روسيا حاليا عكس ما ورد بالتقرير تماما، حيث أصبحت تتمتع بعد 2015 بنفوذ على المسرح العالمي، وأسست شبكة دولية من الحلفاء من فنزويلا إلى سوريا، بل ضمت شبه جزيرة القرم الاستراتيجية إلى أراضيها. كما ورد بالتقرير أن روسيا لن يكون لديها في 2015 أكثر من 2500 رأس نووي، فيما لديها حاليا 8 آلاف.
ومع أن أكثر نجاحات "سي آي إيه" كانت دائما في الكاريبي وأميركا اللاتينية، إلا أن أكثر ما ارتكبته الوكالة من أخطاء كان حين قيامها بعشرين محاولة فاشلة لاغتيال الزعيم الكوبي الراحل فيديل كاسترو، بحسب ما سبق وألمت به "العربية.نت" من الوارد عن كتاب عنوانه "محارب في الظل" ألفه أحد عملاء الوكالة السابقين، وذكر فيه أن كاسترو كان يسخر من تقاريرها ومحاولاتها، إلى درجة تمنى في إحدى المرات العيش طويلا "فقط لأبقى حسكة في حلق الولايات المتحدة" كما قال عن الدولة التي تصدر كل عام كتابا عنوانه The CIA World Error Book تنشر فيه ما ترتكبه من أخطاء.
تقارير الوكالة الاستخباراتية الأشهر والأخطر بالعالم، ليست دائما على حق، ففي 10 سبتمبر 2001 بالتحديد، أكدت إحاطة أمنية، أرسلتها CIA كتقرير موجز إلى ساكن البيت الأبيض جورج بوش في ذلك الوقت، ملخصها عدم وجود أي خطر كبير يحدق بالولايات المتحدة، وما أن طلعت شمس اليوم التالي حتى ابتليت الدولة الأقوى في المعمورة بهجمات في واشنطن ونيويورك، قتلت 3000 على الأقل، وانهار معها مبنى مركز التجارة الدولي ببرجيه، وأسقط الخاطفون على قسم من البنتاغون طائرة ركاب خطفوها، وبدقائق تغيّر العالم وأصبح أقل أمنا بسبب الخطأ الأكبر في الإحاطة الأمنية.