حذر تقرير لموقع "ديفينس وان" المتخصص في الشؤون العسكرية والدفاعية، من استعداد الجماعات الإسلاموية المتطرفة التابعة لتنظيمي "داعش" و"القاعدة" في جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا، للنمو وتكثيف أنشطتها في عام 2021.
وقال كولين ب. كلارك، مدير السياسات والبحوث في مجموعة "صوفان" للاستشارات الأمنية، وجاكوب زين الباحث في مؤسسة "جيمس تاون"، في مقال مشترك نشره موقع "ديفينس وان" الأميركي، إن منطقة جنوب الصحراء في إفريقيا، التي كانت تعتبر ذات يوم منطقة منعزلة وهادئة للجماعات المتطرفة، أصبحت في واجهة مشهد مكافحة الإرهاب.
ومع تراجع تنظيمي "داعش" و"القاعدة" على خلفية حملات مكافحة الإرهاب الغربية المستمرة، تحول الاهتمام من القواعد الجهادية السابقة في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، على التوالي، إلى منطقة الساحل ونيجيريا والقرن الإفريقي، وفي الآونة الأخيرة الساحل الجنوبي الشرقي للقارة.
وأشار الكاتبان إلى أن عناصر تنظيمي "داعش" و"القاعدة" في جميع أنحاء إفريقيا جنوب الصحراء في وضع جيد لتوسيع نفوذهم، وحشد عناصر جديدة، ونشر الدعاية، وفي بعض الحالات، الاستيلاء على الأراضي.
"تفوق" الجماعات المتطرفة
وأوضح الباحثان، أنه عندما تفسح الدول الضعيفة المجال لظهور أقاليم تتسم بالضعف، يستطيع المتطرفون المسلحون بشكل جيد، التغلب على قوات الأمن الضخمة المزودة بالعتاد من خلال شن عمليات معقدة ومنسقة تشبه بشكل متزايد عمليات تنظيمي "داعش" و"القاعدة".
ووفقاً للباحثين، "استغل عناصر تلك التنظيمات، الحدود التي يسهل اختراقها في جميع أنحاء إفريقيا، واستفادوا، بأسلوب انتهازي، من عمليات الانتقال السياسي المشحونة، وعدم مساءلة قطاع الأمن في بلدان مثل مالي وموزمبيق، من أجل العمل على زيادة زعزعة استقرار الدول الهشة بالفعل".
منطقة الساحل
في منطقة الساحل، أظهرت حملة حرب العصابات التي يشنها تنظيم "داعش في الصحراء الكبرى" براعة في نصب الكمائن وإطلاق قذائف الهاون واستخدام العبوات الناسفة.
ورغم الاشتباكات مع جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" التابعة للقاعدة، وقوات الأمن الفرنسية والإقليمية، تمكن قادة تنظيم "داعش في الصحراء الكبرى" من النجاة، والحفاظ على جهاز القيادة والتحكم التابع للجماعة سليماً إلى حد كبير، كما أثبت عناصره أيضاً مهارتهم في تجنيد أعضاء جدد، بمساعدة دعاية "داعش" الأساسية من جهة واستغلال المظالم العرقية المحلية من جهة أخرى، وفقاً لما ورد في تقرير "ديفينس وان".
وأوضح التقرير أنه، على نحو مماثل، ظل تنظيم "ولاية غرب إفريقيا" التابع لـ"داعش"، التي تم دمجها رسمياً مع تنظيم "داعش في الصحراء الكبرى" في إطار الهيكل التنظيمي لتنظيم "داعش"، نشطاً في جميع أنحاء حوض بحيرة تشاد، بما في ذلك شمال شرق نيجيريا، وجنوب شرق النيجر بشكل متزايد، كما يتجلى في صلاتها القوية مع تنظيم "داعش" الرئيسي في الشرق الأوسط، ونشرها دعاية بمشاهد هجمات على قوات الأمن النيجيرية تحاكي هجمات تنظيم "داعش" ضد الجيش السوري.
وحسبما ورد في التقرير، فإن قوة تنظيم "ولاية غرب إفريقيا"، تجاوزت قوة جماعة "بوكو حرام" في نيجيريا، التي لا تزال تخسر الدعم بسبب معاملتها القاسية للأفراد غير المقاتلين، بما في ذلك المزارعين المحليين غير المرتبطين بالنزاع. ومع ذلك، فقد تواصلت "بوكو حرام" مع عصابات قطاع طرق تتسم بنفس القدر من الوحشية في شمال غرب نيجيريا في محاولة للالتفاف حول "ولاية غرب إفريقيا"، وإنشاء فروعها الخاصة في تلك المنطقة.
وفي شمال مالي، تعزز حركة "نصرة الإسلام والمسلمين" قبضتها على المناطق الريفية وتتوسع في جميع أنحاء مناطق الساحل الحدودية، بحسب التقرير، ما يدل على قدرتها على شن عمليات غير متناظرة ومعقدة بشكل متزايد، رغم الضغط الهائل على الجماعة من جانب القوات العسكرية الفرنسية، والميليشيات المتناحرة وخسارة عدة قادة جزائريين وتونسيين متعاقبين من الجماعة الأم، "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".
القرن الإفريقي
على الجانب الآخر من القارة، شهد كل من القرن الإفريقي والساحل الجنوبي الشرقي السواحلي تصاعداً في النشاط الإرهابي. ففي الصومال، تشن حركة "الشباب" هجمات في المناطق الريفية والعاصمة مقديشو دون عقاب، "ويشمل ذلك نصب الكمائن والاستخدام المتقن للألغام الأرضية وقذائف الهاون والعبوات الناسفة. وخارج حدود الصومال، تشن وحدات الشباب المدججة بالسلاح هجمات منسقة ومتزامنة، لا سيما في كينيا"، حسبما ورد في التقرير.
ويؤكد التقرير أنه في الآونة الأخيرة، بدأت حركة "الشباب" في استخدام طائرات بدون طيار لتصوير الهجمات وقد تستخدمها قريباً كسلاح، كما أظهرت الحركة أيضاً "نزعة متزايدة لكسب القلوب والعقول، وركزت على تقديم الإغاثة من فيروس كورونا للصوماليين، بما في ذلك المشورة حول كيفية الحفاظ على النظافة الصحية المناسبة، فضلاً عن الرعاية الطبية في العيادات المؤقتة".
وأشار الباحثان اللذان كتبا التقرير، إلى عدة عوامل ستعطي زخماً للجماعات المسلحة الإفريقية طوال الفترة المتبقية من عام 2021. فالصراع المستمر بين تنظيم "داعش" وفروع "القاعدة" سيؤدي إلى التنافس على المكانة والمجندين والموارد، ما يؤدي إلى انتشار التهديد ويؤدي إلى عملية تعرف باسم "تنافس المزايدة"، حيث تصعد المنظمات الإرهابية من عملياتها للترويج لأنفسها ككيانات مهيمنة في بلد أو منطقة.
ما بعد كورونا
وتوقع الكاتبان في تقرير "ديفينس وان"، أنه في أجواء ما بعد كورونا، "عندما تخفف القيود أو ترفع، ثمة فرص كبيرة للجماعات الإرهابية لمهاجمة الأهداف غير المحصنة، وثمة احتمال كبير أيضاً لانتشار العنف في المناطق المذكورة بإفريقيا، وكما يظهر في منطقة الساحل، فقد امتد الصراع في مالي إلى كوت ديفوار وبنين وبوركينا فاسو، وربما تكون دول مثل غانا والسنغال التالية".
واختتم الباحثان تقريرهما، بالإشارة إلى أن الوجود العسكري الغربي المستمر لا يزال غير مؤكد. فبينما نشرت فرنسا قواتها في مالي، "ثمة مخاوف متزايدة من أن تورط باريس في غرب إفريقيا قد يتحول إلى مستنقع، فيما يوفر انسحاب القوات الفرنسية، وكذلك القوات الأميركية في إطار التركيز المتجدد على منافسة القوى العظمى مع روسيا والصين، مساحة عملياتية أكبر للجهاديين، مع حرمان الجيوش الإفريقية المحلية في الوقت نفسه من التعاون الأمني الحيوي".
وقال كولين ب. كلارك، مدير السياسات والبحوث في مجموعة "صوفان" للاستشارات الأمنية، وجاكوب زين الباحث في مؤسسة "جيمس تاون"، في مقال مشترك نشره موقع "ديفينس وان" الأميركي، إن منطقة جنوب الصحراء في إفريقيا، التي كانت تعتبر ذات يوم منطقة منعزلة وهادئة للجماعات المتطرفة، أصبحت في واجهة مشهد مكافحة الإرهاب.
ومع تراجع تنظيمي "داعش" و"القاعدة" على خلفية حملات مكافحة الإرهاب الغربية المستمرة، تحول الاهتمام من القواعد الجهادية السابقة في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، على التوالي، إلى منطقة الساحل ونيجيريا والقرن الإفريقي، وفي الآونة الأخيرة الساحل الجنوبي الشرقي للقارة.
وأشار الكاتبان إلى أن عناصر تنظيمي "داعش" و"القاعدة" في جميع أنحاء إفريقيا جنوب الصحراء في وضع جيد لتوسيع نفوذهم، وحشد عناصر جديدة، ونشر الدعاية، وفي بعض الحالات، الاستيلاء على الأراضي.
"تفوق" الجماعات المتطرفة
وأوضح الباحثان، أنه عندما تفسح الدول الضعيفة المجال لظهور أقاليم تتسم بالضعف، يستطيع المتطرفون المسلحون بشكل جيد، التغلب على قوات الأمن الضخمة المزودة بالعتاد من خلال شن عمليات معقدة ومنسقة تشبه بشكل متزايد عمليات تنظيمي "داعش" و"القاعدة".
ووفقاً للباحثين، "استغل عناصر تلك التنظيمات، الحدود التي يسهل اختراقها في جميع أنحاء إفريقيا، واستفادوا، بأسلوب انتهازي، من عمليات الانتقال السياسي المشحونة، وعدم مساءلة قطاع الأمن في بلدان مثل مالي وموزمبيق، من أجل العمل على زيادة زعزعة استقرار الدول الهشة بالفعل".
منطقة الساحل
في منطقة الساحل، أظهرت حملة حرب العصابات التي يشنها تنظيم "داعش في الصحراء الكبرى" براعة في نصب الكمائن وإطلاق قذائف الهاون واستخدام العبوات الناسفة.
ورغم الاشتباكات مع جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" التابعة للقاعدة، وقوات الأمن الفرنسية والإقليمية، تمكن قادة تنظيم "داعش في الصحراء الكبرى" من النجاة، والحفاظ على جهاز القيادة والتحكم التابع للجماعة سليماً إلى حد كبير، كما أثبت عناصره أيضاً مهارتهم في تجنيد أعضاء جدد، بمساعدة دعاية "داعش" الأساسية من جهة واستغلال المظالم العرقية المحلية من جهة أخرى، وفقاً لما ورد في تقرير "ديفينس وان".
وأوضح التقرير أنه، على نحو مماثل، ظل تنظيم "ولاية غرب إفريقيا" التابع لـ"داعش"، التي تم دمجها رسمياً مع تنظيم "داعش في الصحراء الكبرى" في إطار الهيكل التنظيمي لتنظيم "داعش"، نشطاً في جميع أنحاء حوض بحيرة تشاد، بما في ذلك شمال شرق نيجيريا، وجنوب شرق النيجر بشكل متزايد، كما يتجلى في صلاتها القوية مع تنظيم "داعش" الرئيسي في الشرق الأوسط، ونشرها دعاية بمشاهد هجمات على قوات الأمن النيجيرية تحاكي هجمات تنظيم "داعش" ضد الجيش السوري.
وحسبما ورد في التقرير، فإن قوة تنظيم "ولاية غرب إفريقيا"، تجاوزت قوة جماعة "بوكو حرام" في نيجيريا، التي لا تزال تخسر الدعم بسبب معاملتها القاسية للأفراد غير المقاتلين، بما في ذلك المزارعين المحليين غير المرتبطين بالنزاع. ومع ذلك، فقد تواصلت "بوكو حرام" مع عصابات قطاع طرق تتسم بنفس القدر من الوحشية في شمال غرب نيجيريا في محاولة للالتفاف حول "ولاية غرب إفريقيا"، وإنشاء فروعها الخاصة في تلك المنطقة.
وفي شمال مالي، تعزز حركة "نصرة الإسلام والمسلمين" قبضتها على المناطق الريفية وتتوسع في جميع أنحاء مناطق الساحل الحدودية، بحسب التقرير، ما يدل على قدرتها على شن عمليات غير متناظرة ومعقدة بشكل متزايد، رغم الضغط الهائل على الجماعة من جانب القوات العسكرية الفرنسية، والميليشيات المتناحرة وخسارة عدة قادة جزائريين وتونسيين متعاقبين من الجماعة الأم، "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".
القرن الإفريقي
على الجانب الآخر من القارة، شهد كل من القرن الإفريقي والساحل الجنوبي الشرقي السواحلي تصاعداً في النشاط الإرهابي. ففي الصومال، تشن حركة "الشباب" هجمات في المناطق الريفية والعاصمة مقديشو دون عقاب، "ويشمل ذلك نصب الكمائن والاستخدام المتقن للألغام الأرضية وقذائف الهاون والعبوات الناسفة. وخارج حدود الصومال، تشن وحدات الشباب المدججة بالسلاح هجمات منسقة ومتزامنة، لا سيما في كينيا"، حسبما ورد في التقرير.
ويؤكد التقرير أنه في الآونة الأخيرة، بدأت حركة "الشباب" في استخدام طائرات بدون طيار لتصوير الهجمات وقد تستخدمها قريباً كسلاح، كما أظهرت الحركة أيضاً "نزعة متزايدة لكسب القلوب والعقول، وركزت على تقديم الإغاثة من فيروس كورونا للصوماليين، بما في ذلك المشورة حول كيفية الحفاظ على النظافة الصحية المناسبة، فضلاً عن الرعاية الطبية في العيادات المؤقتة".
وأشار الباحثان اللذان كتبا التقرير، إلى عدة عوامل ستعطي زخماً للجماعات المسلحة الإفريقية طوال الفترة المتبقية من عام 2021. فالصراع المستمر بين تنظيم "داعش" وفروع "القاعدة" سيؤدي إلى التنافس على المكانة والمجندين والموارد، ما يؤدي إلى انتشار التهديد ويؤدي إلى عملية تعرف باسم "تنافس المزايدة"، حيث تصعد المنظمات الإرهابية من عملياتها للترويج لأنفسها ككيانات مهيمنة في بلد أو منطقة.
ما بعد كورونا
وتوقع الكاتبان في تقرير "ديفينس وان"، أنه في أجواء ما بعد كورونا، "عندما تخفف القيود أو ترفع، ثمة فرص كبيرة للجماعات الإرهابية لمهاجمة الأهداف غير المحصنة، وثمة احتمال كبير أيضاً لانتشار العنف في المناطق المذكورة بإفريقيا، وكما يظهر في منطقة الساحل، فقد امتد الصراع في مالي إلى كوت ديفوار وبنين وبوركينا فاسو، وربما تكون دول مثل غانا والسنغال التالية".
واختتم الباحثان تقريرهما، بالإشارة إلى أن الوجود العسكري الغربي المستمر لا يزال غير مؤكد. فبينما نشرت فرنسا قواتها في مالي، "ثمة مخاوف متزايدة من أن تورط باريس في غرب إفريقيا قد يتحول إلى مستنقع، فيما يوفر انسحاب القوات الفرنسية، وكذلك القوات الأميركية في إطار التركيز المتجدد على منافسة القوى العظمى مع روسيا والصين، مساحة عملياتية أكبر للجهاديين، مع حرمان الجيوش الإفريقية المحلية في الوقت نفسه من التعاون الأمني الحيوي".