العين الأخبارية
أكد الأمير رضا بهلوي، نجل شاه إيران الراحل محمد رضا بهلوي، أن إصلاح النظام السياسي في طهران لم يعد ممكنا وأن انهياره بات مسألة وقت.
جاء ذلك في مقابلة مع «العين الإخبارية» جرت بالعاصمة الأمريكية واشنطن، بالتزامن مع ذكرى مرور أكثر من ٤٠ عاما على ثورة الخميني التي أطاحت بُحكم والده وقال الأمير رضا بهلوي إن إيران تعيشا أياما مشابهة لتلك التي شهدها الاتحاد السوفيتي قبيل انهياره العام ١٩٩١، داعيا المجتمع الدولي وقادة دول الشرق الأوسط إلى الاستعداد للثورة المقبلة في إيران.
وأشار المعارض الإيراني البارز، الذي يعيش في منفاه بالولايات المتحدة الأمريكية، إلى أنه إذا كان الاتفاق النووي مع إيران صفقة مشكوك في صلاحيتها في ٢٠١٥، فإنه بالقطع صفقة سيئة في ٢٠٢١.
وحذر من خطورة التسامح والتساهل مع النظام الإيراني الذي لم يعد مشكلة إقليمية فحسب للشرق الأوسط بل بات أحد أكبر الأخطار التي تهدد الأمن والسلم الدوليين.
وأكد أن "اتفاقيات إبراهيم" علامة واعدة لمنطقتنا، ودليل آخر على أن النظام الإيراني هو الخطر الأكبر الذي يهدد السلام في منطقة تبحث عن الاستقرار.
واندلعت ثورة الخُميني بإيران في فبراير/شباط ١٩٧٩، لتطيح بالحكم الملكي وتؤسس لنظام «ولاية الفقيه» حيث كان وقتها الأمير رضا بهلوى، ولي العهد الرسمي للبلاد في الولايات المتحدة؛ لاستكمال دراسته الجامعية وقتها كطيار مقاتل في قاعدة "ريس" الجوية بتكساس، ومنذ ذلك الحين تم منعه وأسرته من العودة لإيران بعد أن ضربت الثورة طهران وأطاحت بحكم الشاه محمد رضا بهلوي.
وخلال الاحتجاجات الأخيرة، التي شهدتها إيران في 2017، بزغ نجم الأمير رضا بهلوي وأصبح أحد أبرز رموز المعارضة الإيرانية في الخارج، كما تردد اسمه كثيرا كأحد أبرز الشخصيات المحتملة البديلة للنظام الإيراني في حال انهياره.
وإلى نص الحوار..
ـ في تقديرك، هل نجحت حملة "الضغط الأقصى" لإدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ضد النظام الإيراني؟
في الحقيقة، إن حملة الضغط الأقصى ضد نظام ولاية الفقيه نجحت إلى حد بعيد في إضعافه، لكن خطة الإدارة الأمريكية السابقة كانت غير مكتملة لأنها كانت تهدف إلى تغيير سلوك النظام فحسب، هذا لن يحدث أبدا، لأن النظام لا يسترشد بالمصالح الوطنية الإيرانية، بل يسترشد بمصلحته الذاتية وتلك المصالح تتطلب الولاء المطلق لأيديولوجيته، بمعني أنه كل مرة ينجح النظام في الالتفاف حول العقوبات بحيث لا يتأثر بها بشدة، ولهذا السبب يجب ألا تكرر السياسة الدولية أخطاء الماضي بالتركيز على الضغط على النظام لتغييره.
دعني أوضح لك أن تصميم عقوبات تهدف لإجبار النظام على تغيير سياساته لن يحدث، يجب أن يحتضن المجتمع الدولي الشعب الإيراني لمساعدته في جهوده لإقامة ديمقراطية علمانية، وهذه سياسة يمكن أن تؤثر على التغيير الفعلي والأساسي، إن إيران الحرة ستكون مفيدة ليس فقط لشعبنا ولكن للمنطقة وخارجها.
كيف تتوقع السياسة الأمريكية مع إيران في عهد الإدارة الجديدة؟
يجب أن ننتظر ونرى، لقد تحدث الرئيس جو بايدن ببلاغة عن حقوق الإنسان والديمقراطية، لكننا سنحكم من خلال أفعاله على ما إن كان يتضامن مع قضية شعبنا.
إذا أراد أن ينتهج سياسة ناجحة مع إيران، فيجب أن تعمل الإدارة الأمريكية على دعم حركة الشعب من أجل الديمقراطية وعدم الاستمرار في السياسة الفاشلة لتغيير السلوك، وإذا لم يحدث هذا، فستتدفق المزيد من الأموال إلى مليشيات الحرس الثوري الإيراني وعملياته الخارجية التي تنشر الفوضى والرعب في شعوب الشرق الأوسط.
ما تعقيبك حول إمكانية عودة واشنطن للاتفاق النووي حال التزمت إيران؟
دعني أكن واضحا معك، إن الانصياع لمطالب النظام الإيراني خطأ جسيم، قرار الإدارة بمد يدها للسلام حتى قبل أن تصل إلى السلطة دفع النظام إلى زيادة حجم تهديده بتخصيب أكثر فأكثر للمواد الأولية للقنبلة النووية، وفي الواقع، بدأ هذا التخصيب السريع الخطى بقرار من برلمان نظام الملالي بمجرد التأكد من أن الرئيس الأمريكي القادم ملتزم بالعودة إلى الصفقة البالية، وانتهت المكونات الحاسمة للصفقة وسيظهر المزيد قريباً.
والخلاصة أنه إذا كانت الصفقة النووية مشكوك فيها في عام 2015، فمن المؤكد أنها صفقة سيئة في عام 2021.
يبدو أن النظام الإيراني ماضٍ بتطوير قدرات نووية ما قد يشكل خطراً على المنطقة والعالم.. كيف ترون تداعيات امتلاكه سلاحا نوويا؟
يواصل النظام ممارسته القديمة للابتزاز النووي، ويعتقد أن حيلة إمكانية طلب فدية للعالم من خلال تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تصل إلى مستوى الأسلحة النووية قد تنجح، وأن العالم سيستسلم لمطالبه، وها هو يواصل القيام بذلك لأن الدول الغربية استسلمت باستمرار لأشكال مختلفة من الابتزاز الذي يمارسه النظام منذ عام 1979. كما أن الأخير لديه سجل حافل بالكذب على المجتمع الدولي، لدرجة أنه ليس لدينا أي فكرة عن الحالة الدقيقة لبرنامجه النووي.
وفي الواقع، تسبب التهديد بإنتاج سلاح نووي في حد ذاته بأضرار لا توصف. بينما كان النظام يتفاوض على الاتفاق النووي مع القوى الغربية، كان قادرًا على المساعدة في ذبح ١٠٠ ألف مدني سوري من خلال تمويل وتسليح نظام بشار الأسد، حيث زود الأخير، منذ فترة طويلة، بتكنولوجيا الأسلحة الكيماوية، كما تكرر إرهاب الملالي في لبنان والعراق واليمن بأشكال مختلفة.
البعض يتحدث عن إمكانية إصلاح النظام السياسي الإيراني عبر تغييرات داخلية.. ما تعقيبكم؟
دعني أكن صريحا معك، المعارضة الحقيقية هم ديمقراطيون علمانيون يعارضون ديكتاتورية رجال الدين، لقد ولّت الأيام التي كان يأمل فيها البعض بـ "الإصلاح" من داخل النظام.
منذ الحركة الخضراء عام 2009، وخاصة في السنوات القليلة الماضية، تحول الإيرانيون إلى ضرورة الإطاحة الكاملة بالنظام، وهذا التحول التاريخي للحركة الإصلاحية في إيران لا رجوع فيه بقدر ما هو متوقع، فتاريخيا لا يمكن للدول الشمولية أن تستمر بشكلها القمعي في الحكم للأبد، ومن المحتمل أن يدرك السكان أنه لن يتحقق أي إصلاح إلا عبر الثورة.
الخطوة المنطقية التالية يمكن التنبؤ بها أيضًا، التغييرات المجتمعية والتصدعات داخل النظام التي نشهدها تذكرنا بالسنوات الأخيرة من الاتحاد السوفيتي. استعدوا لتغيير كبير، انتفاضة شعبية في إيران.
إيران ماضية في التصعيد.. هل تتوقع أن يؤدي ذلك لحرب جديدة بالمنطقة؟
ما يمكن أن يؤدي بالفعل إلى الحرب هو استمرار هذا النظام، إن نظام الملالي، بإرهابه الإقليمي واحتلاله للعديد من البلدان في الشرق الأوسط، سيؤدي في النهاية إلى الحرب آجلا أو عاجلا.
كيف تنظر إلى معاهدات السلام الأخيرة بين بلدان عربية وإسرائيل؟
اتفاقيات إبراهيم علامة واعدة لمنطقتنا، إنها دليل آخر على أن دول الشرق الأوسط تميل إلى السلام، وأن النظام الإيراني هو الخطر الأكبر الذي يهدد هذا السلام، لقد التقيت الرئيس المصري الراحل أنور السادات الذي كان صديقا شخصيا لوالدي، وأتذكر حكمته ورؤيته الثاقبة عندما كان يقول إن السلام والتعايش يجعل جميع شعوبنا أفضل حالًا.
دعني أؤكد لك أن شعب بلادي في إيران مثل شعب العراق وسوريا ولبنان وغيرها، محتل بمحور مقاومة يبقي أطفالنا رهينة الفقر والبؤس.
كلي أمل أن إيران الحرة ستنضم إلى اتفاقية إبراهيم يوما ما من أجل مستقبل أفضل للمنطقة والعالم بأسره، وستعود بلادنا مرة أخرى قوة من أجل السلام والاستقرار وليس الفوضى وسفك الدماء.