مرة أخرى يقلبُ فيروس كورونا حياة الفرنسيين رأساً على عقب، على الأقل في باريس و16 مقاطعة فرنسية أخرى يعيش فيها مجتمعةً ما يقارب الـ21 مليون نسمة، وذلك بعدما أعلن رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس مساء الخميس فرض إغلاق عام شامل لمدة شهر كامل اعتباراً من منتصف ليل الجمعة مع تفشي وباء كوفيد-19 الذي تقترب حصيلة وفياته من عتبة الـ100 ألف عبر البلاد.
قرار الحجر الصحي هذه المرة أكثر مرونة من الإغلاقين السابقين، ومع ذلك هرول الفرنسيون لشراء حاجاتهم الضرورية مع العلم أن الحكومة قلصت ساعات حظر التجول الليلي المفروض في جميع أنحاء فرنسا ليبدأ من السابعة مساء بدلاً من السادسة. وبذلك كسب الفرنسيون ساعةً إضافية لشراء حاجاتهم الأساسية وقصد صالونات الحلاقين، خصوصاً بعد إعلان الناطق باسم الحكومة أن للحلاقين الحق في ممارسة مهنتهم، فالإغلاق العام لا يشملهم هذه المرة.
وكما في 17 أبريل الماضي عندما أعلنت السلطات الفرنسية إغلاق البلاد بسبب انتشار وباء كورونا، هجر الكثير من سكان باريس مدينتهم اليوم هرباً من الإغلاق العام، فتوجه هؤلاء إلى محطات القطارات لقصد المناطق الريفية والمناطق غير المشمولة بالعزل الجماعي.
وستبقي المدارس أبوابها مفتوحةً على ألا تزيد سعة الصف والمدرسة الواحدة عن 50% من السعة الإجمالية.
من جهتها، ستظل دور السينما والمسارح مغلقة أمام المواطنين. أما المتاجر التي تبيع "السلع الأساسية" فستبقى مفتوحة أمام المستهلكين، إضافةً إلى المكتبات التي تُعَدُّ كتبها في هذا الإغلاق "سلعة أساسية"، حيث إن "الثقافة والمطالعة من أساسيات المجتمع"، كما صرحت وزيرة الثقافة الفرنسية روزلين باشلو.
وتبقى الكلمة الأخيرة كما الأولى لفيروس كورونا، فإذا انخفضت أعداد الإصابات سينتهي الإغلاق العام، أما إذا ارتفعت أو بقيت على حالها فسوف تضطر السلطات الفرنسية إلى تمديد قرار العزل الجماعي إلى أبعد من الشهر المقرر.