قال القائم بأعمال السفارة الأمريكية لدى أستراليا، الخميس، إن بلاده وأستراليا تجريان محادثات استراتيجية للنظر في ردود مشتركة سريعة في حال نشوب حرب على تايوان، وفق ما أوردته وكالة بلومبرغ.

وأوضح مايكل غولدمان في لقاء بالجامعة الوطنية الأسترالية: "ملتزمون كحلفاء بالعمل معاً، ليس فقط في جعل جيوشنا قابلة للتشغيل البيني، ولكن أيضاً في التخطيط الاستراتيجي"، مضيفاً: "عندما تنظر إلى التخطيط الاستراتيجي، فإنه يغطي مجموعة من الحالات الطارئة التي ذكرتها، والتي من الواضح أن تايوان عنصر مهم فيها".

وتأتي هذه التصريحات بينما تشهد العلاقة بين الولايات المتحدة والصين توترات كبيرة، بسبب الانتقادات المتبادلة، واستمرار إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في اتخاذ المواقف نفسها مع بكين، والتي اتسمت بها إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب.

وتهدد التصريحات الأميركية بإثارة تأجيج العلاقات مع الصين، إذ ترد بكين بشدة على انتقادات الدول الغربية بشأن مزاعم العمل القسري في شينغيانغ، وقمع دعاة الديمقراطية في هونغ كونغ وزيادة ترهيب تايوان، وتنظر حكومة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى تلك القضايا باعتبارها "مسائل داخلية"، وبدأت في انتقاد الشركات التي تتخذ موقفاً بشأنها.

وفيما تُشيد أستراليا بانتظام بتاريخها في التورط في كل صراع أميركي كبير خلال القرن الماضي، إلا أنها لم تلتزم رسمياً بالمشاركة في صراع محتمل على تايوان، كما أن الولايات المتحدة لا تقدم أي ضمانات قوية بأنها "ستدافع عن تايوان إذا نفذت الصين تهديداتها بالغزو، ووافقت فقط على مساعدة الاقتصاد بشكل منفصل".

وكانت أستراليا أعلنت، الأربعاء، البدء في تصنيع صواريخ موجهة بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية، ضمن استثمار ضخم مدته 10 سنوات. ويأتي ذلك في وقت تسعى أستراليا لتعزيز قدراتها الدفاعية، وسط قلق متزايد في منطقة المحيط الهادئ بشأن ازدياد القوة العسكرية للصين.

"تدريبات مكثفة"

وكثفت الصين تدريباتها العسكرية حول تايوان على مدى السنوات القليلة الماضية، حيث عززت الولايات المتحدة العلاقات الدبلوماسية مع مجموعة الجزر التي تقول بكين إنها جزء من أراضيها، فيما تعتبر الحكومة في تايبيه أن تايوان دولة ذات سيادة بحكم الواقع.

من جانبها، ضربت الصين أيضاً أستراليا بعمليات انتقامية تجارية منذ أن دعت حكومة رئيس الوزراء سكوت موريسون إلى السماح لمحققين مستقلين بدخول ووهان للتحقيق في منشأ وباء كورونا قبل عام، إذ قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن هذا الأسبوع إن "بكين على ما يبدو ساعدت في كتابة تقرير منظمة الصحة العالمية، الذي يدرس منشأ الفيروس".

وكان غولدمان أيّد تصريحات كيرت كامبل، منسق شؤون آسيا في مجلس الأمن القومي الأميركي، الذي قال الشهر الماضي إن العلاقات الأميركية مع الصين "لن تتحسن حتى توقف بكين إكراهها الاقتصادي ضد أستراليا"، لافتاً إلى استهداف الصين دولاً أخرى، من بينها اليابان والفلبين وفيتنام، اقتصادياً.

وقال غولدمان: "لا يمكننا أن نتوقع حقاً إجراء تحسينات كبيرة في علاقتنا مع الصين، بينما هي رهينة اقتصادات الدول الشريكة لنا".