العربية.نت

لا تزال المعلومات تتكشف عن الشاب التونسي جمال قُرشان (36 عاما) الذي قتل بطعنتين الشرطية الفرنسية ستيفاني إم (49 عاما) غير المسلحة عند مدخل مركز للشرطة في رامبوييه قرب باريس.

فقد كشفت قريبة له تسكن في مدينة مساكن وسط شرق تونس، أنه "لم يكن شديد التديّن"، لكنه كان يعاني اكتئابا ويتابعه طبيب نفسي في فرنسا.

كما أوضحت الشابة الثلاثينية سماح لوكالة "فرانس برس" أن جمال " كان يُتابع من قبل طبيب نفسي في فرنسا لمعاناته اكتئابا. وأضافت "كان يعتزم العودة نهائيا إلى تونس، وكان منتظرا أن يصل أمس السبت". وتابعت "جميعنا تحت وقع الصدمة، لم نفهم ما الذي حصل!".

ولجمال أخت كبرى وشقيقان، وفق أقاربه، وقد عاد إلى تونس قبل نحو شهر لأول مرة منذ مغادرته البلاد عام 2009.

جديد طاعن الشرطية بباريس.. مكتئب ومنزو يعالجه طبيب نفسي
play icon
d0e1e926-8945-4f0c-a021-748f49f490a0


إلى ذلك، أعربت عن صدمتها لما حدث، مؤكدة أنها عاجزة عن تفسير ما جرى، ومعتبرة أن جمال لا يمكن أن يكون إلاّ "ضحيّة".

كما أضافت "كان فريسة سهلة، استفاد أشخاص من وضعه غير المستقر لدفعه إلى التطرف".

شارد لا يأكل

وأشارت إلى أنه في زيارته الأخيرة إلى تونس "لم يكن في حال جيدة، كان شاردا طوال الوقت ولا يأكل أو يتحدث إلا قليلا. كان يصلي لكنّ الأمر يتوقف عند ذلك الحدّ".

أما قريبه نور الدين فقال "كان شابا هادئا ومتحفظا، لكنني لم ألتقه منذ مدة طويلة"، مضيفا أنه "لم يكن شديد التديّن".

يشار إلى أنه فور إعلام العائلة بخبر الهجوم يوم الجمعة، أُدخلت والدة جمال إلى المستشفى.

جديد طاعن الشرطية بباريس.. مكتئب ومنزو يعالجه طبيب نفسي
play icon
b0c54acc-368d-4da6-a654-f5c7084ec7b3


فيما علا الحزن ملامح شقيقته التي رفضت الحديث عما جرى، مكتفية بالتأكيد أن ليس لديهم ما يقولونه.

يذكر أن جمال ترعرع في كنف عائلة متوسطة الحال في ضواحي مدينة مساكن القريبة من مركز ولاية سوسة السياحية (وسط شرق)، والتي يتحدر منها أيضا محمد لحويج بوهلال الذي نفّذ اعتداء بشاحنة في 14 تموز/يوليو 2016 في مدينة نيس جنوب شرق فرنسا، وقد خلّفت عمليّة الدهس حينها 86 قتيلا. وكان كلاهما مستقرا في فرنسا لأعوام قبل تنفيذ الهجومين.

بعد حصوله على شهادة فنيّ ميكانيكي، غادر قرشان إلى فرنسا عام 2009 . ثم أقام في منطقة باريس لأعوام، لكنه لم يكن معروفا لأجهزة الأمن.

كما حصل مؤخرا على أوراق الإقامة، وكان يعمل سائقا في باريس.

توقيف الوالد

أما والده سالم المتقاعد حاليا لبلوغه 70 عاما، فكان عامل بناء في مدينة نيس الفرنسية، إلا أنه كان يتنقل بين تونس وفرنسا.

إلا أن السلطات الفرنسية أوقفته بعد حادث الطعن، على ذمة التحقيق.

كذلك، اعتقلت مشتبها رابعا أمس السبت فيما يستجوب محققو مكافحة الإرهاب ثلاثة آخرين، سعيا للتعرف على دافع منفذ الهجوم.

يذكر أن الشرطة كان أطلقت النار وقتلت الشاب التونسي يوم الجمعة بعد قيامه بطعن الشرطية.