وكالات
أمرت الولايات المتحدة الطاقم الدبلوماسي غير الأساسي بمغادرة سفارتها في العاصمة الأفغانية على خلفية تهديدات متزايدة.
وقالت الخارجية الأمريكية إنها "أمرت بأن يغادر موظفو الحكومة الذين يستطيعون أداء مهماتهم في مكان آخر، سفارة الولايات المتحدة في كابول".
وذكر روس ويلسون، السفير الأمريكي بالوكالة في العاصمة الأفغانية، أن القرار اتخذ "في ضوء تزايد أعمال العنف والتهديدات في كابول"، مشيرا إلى أن القرار لا يشمل سوى "عدد ضئيل نسبيا" من الموظفين لم يحدده، مشيرا إلى أن السفارة تواصل عملها.
وكتب ويلسون عبر تويتر "سيتم السماح ببقاء الطاقم الضروري بالنسبة إلى المسائل المتصلة بانسحاب القوات الأمريكية والعمل الحيوي الذي نقوم به دعما للشعب الأفغاني".
وتعتزم الحكومة الأمريكية سحب كل قواتها من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر/ أيلول الذي يصادف الذكرى العشرين لاعتداءات 2001 التي دفعت واشنطن إلى إسقاط نظام طالبان.
وبحسب اتفاق سابق مع إدارة دونالد ترامب، تعهد المتمردون بعدم مهاجمة القوات الأمريكية خلال انسحابها، لكنهم كثفوا هجماتهم على السلطات الأفغانية.
ونصحت الخارجية الأمريكية مجددا مواطنيها بعدم التوجه إلى أفغانستان، موضحة أن "مجموعات إرهابية ومتمردين يواصلون التخطيط لهجمات وتنفيذها" في البلاد.
وستبقي إدارة جو بايدن قوات محدودة في كابول بهدف حماية السفارة الأمريكية.
واعتبر بايدن أن القوات الأمريكية حققت أهدافها، لكن الكثير من المحللين يرون أن هذا الانسحاب قد يؤدي إلى إغراق أفغانستان في حرب أهلية جديدة أو السماح بعودة طالبان للسلطة.
وردا على سؤال حول هذا الشأن طرحه الثلاثاء أعضاء في الكونجرس، بدا مهندس الاتفاق الثنائي بين طالبان وإدارة ترامب، زلماي خليل زاد متفائلا وقال للجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ "شخصياً، لا أعتقد أنه سيكون هناك انهيار سريع" للحكومة في كابول.
وأنحى باللائمة على الحكومة الأفغانية وطالبان في عرقلة مفاوضات السلام الأفغانية. وقال "أعتقد أن الخيار الذي يواجه الأفغان هو بين تسوية سياسية تفاوضية وحرب طويلة"، مؤكدا أن الأمر يعود لجميع القادة الأفغان لاتخاذ هذا الخيار "لمصلحة الأجيال الأفغانية المقبلة".
وتابع السفير السابق للولايات المتحدة في كابول، الذي قدم المشورة لعدد من الرؤساء، الديموقراطيين والجمهوريين، بشأن أفغانستان، "التاريخ أظهر أن جهود أحد الطرفين لفرض إرادته على الطرف الآخر لم تسفر عن نتائج".
وأردف "آمل في أن يستخلصوا العبر من الماضي، الفرصة متاحة، دعمُنا موجود، الدعم من بقية المجتمع الدولي موجود إلى حد كبير"، مشيرا إلى أن جميع الدول المجاورة لأفغانستان عبّرت علنا عن رفضها لاستيلاء طالبان على السلطة بالسلاح. وقال "إنهم يخاطرون بأن يصبحوا معزولين وبأن (يواجهوا) معارضة إقليمية وعقوبات ووصمة عار دولية".
وبينما أبدى كثير من أعضاء مجلس الشيوخ قلقهم حيال مصير المرأة الأفغانية في حال استيلاء المتمردين على السلطة، ذكّر خليل زاد بأنّ المساعدات الأمنية والمالية التي وعدت بها الولايات المتحدة لأفغانستان بعد انسحاب القوات الأجنبية مشروطة باحترام حقوق الإنسان.
وأضاف خليل زاد "طالبان تقول إنها لا تريد أن تكون منبوذة. ما قلناه لهم هو أنهم إذا كانوا يريدون المساعدة من الولايات المتحدة، وإذا كانوا يريدون أن يقبلهم المجتمع الدولي، فإن هذه الأشياء تعتمد على طريقة معاملتهم لمواطنيهم، خصوصا نساء أفغانستان والأطفال والأقليات".