كشف المتحدث باسم القوات الأمريكية في أفغانستان العقيد سوني ليغيت، السبت، عن تنفيذ القوات الأميركية ضربات لتدمير صواريخ كانت تستهدف مطار قندهار، وذلك مع استمرار سحب القوات الأميركية من البلاد.

وقال ليغيت في تغريدة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "نفذت القوات الأميركية ضربات دقيقة هذا المساء، ودمرت صواريخ إضافية كانت تستهدف المطار".

ونقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية، عن مسؤول أميركي، أن الضربات كانت من طائرات مقاتلة متمركزة على متن حاملة الطائرات "يو إس إس دوايت دي أيزنهاور" العاملة في شمال بحر العرب، وكانت موجهة ضد نقاط إطلاق الصواريخ المشتبه بها في الحادث الذي استهدف مطار قندهار.

وكان ليغيت أوضح في تغريدة سابقة، أن مطار قندهار تعرض لهجوم غير فعال، لم يخلف أي أضرار في الأرواح أو المعدات.

وحذر الجنرال سكوت ميلر قائد القوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان طالبان من مهاجمة القوات الأميركية.

وقال ميلر: "العودة إلى العنف ستكون أمراً لا معنى له ومأساوياً. لكن كن واثقاً من أن لدينا الوسائل العسكرية للرد بقوة على أي نوع من الهجمات ضد التحالف، والوسائل العسكرية لدعم قوات الأمن في أفغانستان"، مشيراً إلى أنه سيكون من الخطأ التحرك في اتجاه العنف.

وبدأت الولايات المتحدة رسمياً السبت سحب آخر جنودها من أفغانستان.

ويشكل انتهاء هذه العملية التي تقضي بسحب 2500 جندي، خاتمة حرب استمرّت 20 عاماً بالنسبة لواشنطن، ستعقبها على الأرجح فترة انعدام يقين كبير في بلد يرزح تحت السيطرة المتزايدة لحركة طالبان.

ويقول مسؤولون أميركيون في أفغانستان، إن عملية الانسحاب جارية أصلاً، مشيرين إلى أن تاريخ الأول من مايو، رمزيّ قبل كل شيء.

وكان هذا التاريخ يمثّل الموعد النهائي لانسحاب القوات الأميركية الذي حدّدته الإدارة الأميركية السابقة برئاسة دونالد ترمب طبقاً للاتفاق الموقع مع طالبان في فبراير 2020 في الدوحة.

واعتبر رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي، الأربعاء، أنه من المستحيل التنبؤ بمستقبل أفغانستان بعد انسحاب القوات الأجنبية، وأشار إلى مخاطر "سقوط كابول"، مؤكداً أن ذلك "ليس نتيجة محسومة".

وقال ميلي خلال مؤتمر نظمه "معهد ماكين"، إن "هناك مجموعة من النتائج المحتملة، بعضها سيئ للغاية، والبعض الآخر أقل سوءاً".

وأضاف العسكري الأعلى رتبة في الجيش الأميركي في أول حديث عام منذ إعلان الرئيس جو بايدن الانسحاب الكامل لقوات بلاده من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر، أنه "في أسوأ الحالات، ستنهار الحكومة والجيش في أفغانستان، وتقع حرب أهلية وكارثة إنسانية مصاحبة لها، مع عودة محتملة للقاعدة".

وتابع: "من جهة ثانية، يوجد جيش قوي من 350 ألف رجل"، وحكومة أفغانية "تشن عمليات ضد طالبان منذ فترة طويلة"، على حد قوله.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن حركة طالبان باتت تسيطر على الطرق الرئيسية بأفغانستان، حيث انتشرت نقاط التفتيش التابعة للحركة في أجزاء رئيسية من البلاد، ما أدى إلى عزل البلدات والمدن الأفغانية بشكل متزايد، وإعاقة قدرة الحكومة الأفغانية على العمل.

وتنتشر الآن، وبالتزامن مع إعلان الإدارة الأميركية، الانسحاب من أفغانستان، عشرات نقاط التفتيش المؤقتة لطالبان في الطرق السريعة الرئيسية المؤدية إلى العاصمة الأفغانية وخارجها، وفقاً لما نقلته الصحيفة، عن 8 مسؤولين محليين لم تكشف هوياتهم.