الحرة + وكالات
بدأت الولايات المتحدة رسميا، يوم أمس السبت، سحب جنودها من أفغانستان في عملية سيُشكل انتهاؤها خاتمة حرب استمرت عشرين عاما بالنسبة لواشنطن، لكن ستبدأ بعدها فترة انعدام يقين كبير في بلد يرزح تحت السيطرة المتزايدة لحركة طالبان.ويقول مسؤولون أميركيون في أفغانستان إنّ عملية الانسحاب جارية أصلاً، مشيرين إلى أن تاريخ الأول من مايو رمزي قبل كل شيء. وكان هذا التاريخ يمثّل الموعد النهائي لانسحاب القوات الأمريكية الذي حدّدته الإدارة الأميركية السابقة برئاسة دونالد ترامب طبقاً للاتفاق الموقع مع طالبان، فبراير 2020، في الدوحة.وتدخلت الولايات المتحدة، عسكريا في هذا البلد عام 2001 على رأس تحالف دولي لطرد تنظيم القاعدة من معاقله بعد اعتداءات 11 سبتمبر الدامية. وفي ما يلي المحطات الرئيسية لتواجد قواتها على الأراضي الأفغانية:الحرب على الإرهابفي السابع من أكتوبر 2001، بعد أقل من شهر من اعتداءات 11 سبتمبر التي أسفرت عن نحو ثلاثة آلاف قتيل، أطلق الرئيس الأميركي، جورج دبليو بوش، عملية "الحرية الدائمة" في أفغانستان، بعدما رفض نظام طالبان تسليم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.وفي غضون أسابيع، أطاحت قوات دولية بقيادة الولايات المتحدة بحركة طالبان التي كانت تحكم البلد منذ 1996.وفضلا عن شنها غارات جوية، قدمت الولايات المتحدة الدعم كذلك إلى "تحالف الشمال" الأفغاني الذي كان يقاتل حركة طالبان، عبر مساهمة عناصر شبه عسكرية تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) والقوات الخاصة.وتم نشر حوالى ألف جندي أميركي على الأرض في نوفمبر، قبل رفع عديدهم إلى عشرة آلاف في العام التالي.حرب منسيةتحولت الأنظار عن أفغانستان في عام 2003 مع دخول القوات الأميركية العراق الذي أصبح بدوره على رأس أولويات الولايات المتحدة.في هذه الأثناء، أعادت حركة طالبان وغيرها من الجماعات الإسلامية تجميع صفوفها في معاقلها في جنوب وشرق أفغانستان، التي يمكنها أن تنتقل منها بسهولة عبر الحدود من وإلى المناطق القبلية الباكستانية.عام 2008، قرر الرئيس بوش إرسال تعزيزات لتنفيذ استراتيجية فعالة ضد تمرد طالبان.100 ألف جنديأواخر عام 2009، خلال الأشهر الأولى من ولاية الرئيس باراك أوباما الذي تم انتخابه بناء على وعود بإنهاء حربي أفغانستان والعراق، ارتفع عدد الجنود الأميركيين في أفغانستان إلى نحو 68 الفا.وفي ديسمبر، أرسل أوباما 30 ألف جندي إضافي وأكد أن القوات الأميركي ستبدأ بالانسحاب بعد 18 شهراً. والهدف كان وقف تمرد حركة طالبان وتعزيز المؤسسات الأفغانية.في منتصف 2011، بلغ عدد الجنود الأجانب في أفغانستان أكثر من 150 ألفا بينهم مئة ألف أميركي.مقتل بن لادنقُتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، ليلة الأول إلى الثاني من مايو 2011 في عملية للقوات الأميركية الخاصة في باكستان حيث كان مختبئا.انتهاء العمليات القتاليةفي 31 ديسمبر 2014، أنهى حلف شمال الأطلسي مهمته القتالية في أفغانستان. لكن بقي 12 ألفا و500 جندي أجنبي على أراضيها، بينهم 9800 أميركي في البلاد لتدريب القوات الأفغانية والقيام بعمليات مكافحة الإرهاب.لكن الوضع الأمني سجل تدهورا واضحا مع توسع تمرّد طالبان وقد أصبح تنظيم الدولة الإسلامية أيضا ناشطا في البلاد في مطلع العام 2015.تعزيزات أمريكيةفي 21 اغسطس 2017، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، موقفا يناقض تصريحاته السابقة بتأكيده أن القوات الأميركية ستبقى في أفغانستان حتى إشعار آخر. وأرسل تعزيزات من آلاف الجنود.في أبريل 2017، ألقى الجيش الأميركي أكبر قنبلة غير نووية استخدمها على الإطلاق في عملياته القتالية تعرف بـ"أم القنابل"، مستهدفا مواقع لتنظيم "داعش" تضم شبكة من الأنفاق والكهوف في الشرق، ما أسفر عن مقتل 96 متطرفا.في منتصف نوفمبر من العام نفسه، وصل ثلاثة آلاف جندي لدعم القوات المنتشرة في البلاد ليضافون الى 11 ألفا متواجدين في البلاد.إلا أن الهجمات الدامية تضاعفت خصوصاً تلك التي تستهدف القوات الأفغانية. وكثفت الولايات المتحدة من جهتها الضربات الجوية ضد المتمردين.محادثاتفي صيف 2018، بدأت واشنطن وممثلون عن طالبان محادثات سرية مباشرة في الدوحة حيث لدى الحركة مكتب، يرأسها الموفد الأميركي الخاص، زلماي خليل زاد، تركز على خفض الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان.في المقابل، تطلب الولايات المتحدة من طالبان منع استخدام البلد كملاذ آمن للجماعات الجهادية بينها القاعدة.وتوقفت المحادثات مرات عدى جراء هجمات استهدفت قوات أميركية.اتفاق تاريخيفي 29 فبراير 2020 وقعت الولايات المتحدة وحركة طالبان اتفاقا تاريخيا في الدوحة نص على الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية بحلول مايو 2021 لكن مقابل ضمانات أمنية وتعهدات من طالبان باجراء مفاوضات مع حكومة كابل وخفض أعمال العنف.في 12 سبتمبر بدأت في الدوحة أولى محادثات السلام بين المتمردين والحكومة الأفغانية.لكن في الأشهر الماضية، تكثفت عمليات اغتيال صحافيين وقضاة وأطباء وافراد آخرين من المجتمع المدني. وحملت واشنطن وكابول مسؤولية ذلك لحركة طالبان التي نفت ضلوعها.انسحاب القواتفي 14 أبريل 2021، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن انسحاب 2500 جندي أميركي لا يزالون في أفغانستان بحلول 11 سبتمبر في الذكرى العشرين لاعتداءات سبتمبر 2001.في 29 من الشهر نفسه، بدأ حلف الأطلسي انسحاباً "منسقاً" لوحدات مهمة "الدعم الحازم" التي يشارك فيها في المجمل 9600 جندياً و36 دولة.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90