سكاي نيوزأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مجدداً الخميس، من كييف، دعم واشنطن لأوكرانيا التي تشهد حرباً منذ سبع سنوات مع الانفصاليين الموالين لروسيا وبعد توتر في الآونة الأخيرة مع موسكو.
وقال بلينكن خلال أول زيارة إلى أوكرانيا لمسؤول كبير من الإدارة الأميركية الجديدة منذ تسلمها السلطة في يناير الماضي: "أنا موجود هنا لسبب بسيط جداً، وهو التأكيد بقوة باسم الرئيس (الأميركي جو) بايدن على التزامنا في سبيل سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها واستقلالها".
وشدد متوجهاً الى نظيره الأوكراني ديمترو كوليبا، أيضاً على الرغبة الأميركية في المساعدة على "تعزيز ديموقراطيتكم وبناء مؤسسات والدفع قدما بإصلاحاتكم ضد الفساد".
من جهته أكد الوزير الأوكراني أنه "يثمن فعلياً" المساعدة التي تم تلقيها منذ 2014 مع الثورة التي أطاحت بالرئيس الموالي لروسيا من الحكم ما أدى إلى قيام روسيا بضم شبه جزيرة القرم وإلى بدء الحرب في شرق أوكرانيا ضد الانفصاليين.
وكان بلينكن قد وصل قبيل منتصف ليل الأربعاء-الخميس إلى أوكرانيا لتقديم الدعم لكييف في مواجهتها مع موسكو في ظل التوتر المخيم منذ أسابيع عدة، ولمطالبة هذا البلد ببذل جهود على صعيد مكافحة الفساد.
واليوم سيلتقي التقى بلينكن بالرئيس فولوديمير زيلينسكي ومسؤولين كبار آخرين، وكذلك ناشطون ضد الفساد ومن أجل الإصلاح.
وقال مستشاره لشؤون أوروبا فيليب ريكر الجمعة إن زيارة بلينكن تهدف إلى "التأكيد على دعم الولايات المتحدة الثابت لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها في وجه عدوان روسيا".
من جهته، رأى السفير الأوكراني السابق كوستيانتين ياليسييف مؤسس مركز "نيو سولوشنز" للدراسات أن الزيارة "مؤشر دعم قوي جداً لأوكرانيا".
وتأتي الزيارة بعد أقل من أسبوعين على تصعيد جديد في التوتر السائد بين روسيا وأوكرانيا منذ وصول سلطة مؤيدة للغرب إلى الحكم في كييف وضم موسكو القرم في 2014.
ونشرت روسيا على مدى أسابيع في أبريل الماضي عشرات آلاف الجنود على حدود أوكرانيا الشمالية والشرقية وفي القرم، معلنةً رسمياً إجراء "تدريبات عسكرية"، ما أثار مخاوف في كييف والغرب من احتمال اجتياح روسي.
وترافق حشد القوات الروسية مع تصعيد في أعمال العنف في شرق أوكرانيا حيث تواجه كييف منذ 2014 انفصاليين موالين لروسيا مدعومين من موسكو.
وبعد تصعيد كلامي وتهديدات، أعلنت موسكو أخيرا في 23 أبريل سحب قواتها، ما أثار ارتياحاً رغم تأكيد أوكرانيا والولايات المتحدة والحلف شمال الأطلسي الذي تطمح كييف للانضمام إليه، على لزوم "اليقظة".
وأفاد خبراء أوكرانيون أن موسكو تركت معدات دفاعية في المناطق الحدودية، مشبهين الوضع بالأحداث التي سبقت هجوم موسكو على جورجيا عام 2008.
من جهتها، رددت روسيا أنها "لا تهدد أحداً" مؤكدةً حقها في القيام بمناورات على أراضيها كما تشاء.
وفي ظل هذه الظروف، تتوقع السلطات الأوكرانية من واشنطن تأكيد الضوء الأخضر لتسليمها أسلحة فتاكة، بحسب ياليسييف.
ومن المفترض أن تقدم واشنطن لكييف مساعدة بقيمة تفوق 400 مليون دولار هذه السنة، وهي مسألة في غاية الأهمية لأوكرانيا في ظل الحرب التي تخوضها ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في الشرق.
وشدد بايدن مؤخراً الضغط على روسيا مع فرض عقوبات جديدة عليها وطرد دبلوماسيين. وفي المقابل، طرح فكرة عقد قمة مع نظيره فلاديمير بوتين.
وعلى صعيد آخر، سيطالب وزير الخارجية الأميركي كييف بتحقيق تقدم ملموس في مكافحة الفساد وتحقيق الإصلاحات الكفيلة بتحديث الجمهورية السوفيتية السابقة.
وقامت أوكرانيا مؤخراً بخطوة أثارت مخاوف سواء في واشنطن وبروكسل، إذ أقالت في نهاية أبريل رئيس شركة الطاقة الحكومية "نفتوغاز" أندريي كوبولييف المعروف بأنه إصلاحي، وأعضاء في مجلس الإشراف على المجموعة.
ونددت واشنطن بـ"قرار مبيّت" يكشف عن "تجاهل لممارسات الحوكمة النزيهة والشفافة" ويهدد بتقويض "تقدم اقتصادي تحقق بصعوبة" في أوكرانيا.
وكان تحديث مجموعة "نفتوغاز" التي شكلت في الماضي رمزاً للفساد المستشري، لتصبح شركة شفافة تقدم إسهاماً أساسياً في ميزانية الدولة، يعتبر حتى الآن "إحدى الإصلاحات النادرة الناجحة في السنوات الأخيرة" في أوكرانيا، بحسب موقع "إيفروبيسكا برافدا" المتخصص.