وكالات
قبل 31 عاما، تعرض الطفل دومينيك أونجوين لعملية اختطاف ومأساة نفسية على يد "جيش الرب" في أوغندا، مهدت لمسيرة من الإجرام وإدانة دولية.

ولم يقرأ أونجوين المعاناة جيدا، ولم يترجمها بشكل إيجابي، بل سار في درب من انتهكوا براءته طفلا، وقاد عمليات تعذيب وخطف للأطفال مماثلة لما تعرض له بشكل شخصي.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية، الخميس، حكمها بالسجن 25 عاما بحق أونجوين لارتكابه 70 جريمة حرب وضد الإنسانية.

وأونجوين "40 عاما"، القائد السابق بجيش الرب للمقاومة في أوغندا، الذي بدأت محاكمته في ديسمبر/كانون الأول 2016، أدين في جرائم منها الاغتصاب والاستعباد الجنسي وخطف الأطفال والتعذيب والقتل خلال الفترة من 2002 حتى 2004.

وقال برترام شميت رئيس هيئة القضاة إن الهيئة درست معاقبة أونجوين بالسجن مدى الحياة، وهي أشد عقوبة بالمحكمة، لكنها أخذت في الاعتبار المعاناة الشخصية التي واجهها المدعى عليه.

وخلال المحاكمة، نفى أونجوين "باسم الله" كل التهم الموجهة إليه. وقال للمحكمة الجنائية الدولية إن جيش الرب للمقاومة أجبره على أكل فاصولياء مغمسة بدماء أول الأشخاص الذين أجبر على قتلهم في طفولته لتكريس انضمامه إلى الحركة بعد خطفه.

وأضاف خلال محاكمته "أنا أمام هذه المحكمة الدولية لمواجهة كل هذه الاتهامات، ومع ذلك فأنا أول ضحية لخطف أطفال"، مشددا على المعاناة التي عاشها ومقتل والديه على يد المتمردين عند اختطافه.

ونظرت المحكمة في هذه المعاناة ومنحته حكما مخففا عما يستحقه، لكنها قالت في حيثيات الحكم إن "أونجوين أمر بشن هجمات على مخيمات للاجئين في أوائل العقد الأول من القرن الحالي عندما كان أحد قادة جيش الرب للمقاومة الذي خاض حربا وحشية في أوغندا وثلاث دول مجاورة لإقامة دولة تسند إلى الوصايا العشر للكتاب المقدس".

واعترف قضاة المحكمة الجنائية الدولية بأن المتهم نفسه عاش معاناة قاسية طفلا، لكنهم اعتبروا أن جرائمه ارتكبت من قبل "شخص بالغ مسؤول وقائد لجيش الرب للمقاومة".

وتقول الأمم المتحدة إن جيش الرب للمقاومة قتل ذبحا أكثر من 100 ألف شخص وخطف ستين ألف طفل في أعمال عنف امتدت إلى السودان وجمهوريتي الكونغو الديمقراطية وأفريقيا الوسطى.

وفي عام 2015، قام أونجوين بتسليم نفسه طواعية، ليصبح أول قائد لجيش الرب للمقاومة يحاكم أمام المحكمة الجنائية الدولية، فيما لا يزال مؤسس المجموعة جوزف كوني طليقا رغم إصدار المحكمة مذكرة اعتقال بحقه.