وكالات
تصاعد التوتر بين باكو ويريفان، إذ اتهمت الثانية الجيش الأذربيجاني بأسر 6 جنود أرمينيين، كانوا "يجرون أعمالاً هندسية" قرب الحدود، فيما أكدت باكو أن "مجموعة استطلاع وتخريب" دخلت أراضيها.

واستعادت أذربيجان في نوفمبر الماضي، 7 مناطق محيطة بإقليم ناجورنو قره باغ، خضعت لسيطرة يريفان خلال نحو 3 عقود. وأسفر النزاع بين الجانبين عن حوالى 6 آلاف قتيل، وانتهى بهزيمة عسكرية لأرمينيا.

ونصّ اتفاق وقف النار، بوساطة موسكو، على نشر قوات حفظ سلام روسية، لكن التوتر استمرّ في المنطقة، علماً أن انفصاليين أرمناً أعلنوا استقلال ناجورنو قره باغ، وسيطروا على المناطق المحيطة به، خلال حرب مع أذربيجان في تسعينات القرن العشرين، أوقعت عشرات الآلاف من القتلى ودفعت مئات الآلاف للنزوح.

تبادل اتهامات

ووَرَدَ في بيان أصدره الجيش الأرميني الخميس: "فيما كان 6 جنود يجرون أعمالاً هندسية في قطاع غيغاركونيك عند الحدود، حوصروا وأُسروا". وأشار إلى "اتخاذ الإجراءات الضرورية، لإعادة الأسرى من الجنود".

وقطاع غيغاركونيك في شرق أرمينيا، محاذ لإقليم كالباجار الذي استعادته القوات الأذربيجانية في نوفمبر، كما أفادت وكالة "فرانس برس".

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية، أن "مجموعة استطلاع وتخريب تابعة للقوات المسلحة الأرمنية، حاولت التسلّل" إلى أراضي أذربيجان، قبل أسر عناصرها. وأشارت إلى رصد "مجموعة من عدة وحدات من الآليات العسكرية المعادية، بينها دبابات" في المنطقة الخميس.

يأتي هذا الحادث بعد إعلان وزارة الدفاع الأرمينية الثلاثاء، مقتل جندي أرميني في "تبادل إطلاق نار، بعدما فتحت القوات الأذربيجانية النار على نقطة فيرين شورجا الحدودية في منطقة غيغاركونيك"، مضيفة أن "الهدوء" عاد إلى المنطقة.

واتهمت أرمينيا أذربيجان قبل نحو أسبوعين، بخرق الحدود للسيطرة على أراضٍ على ضفاف بحيرة سيفان، التي تتقاسمها الدولتان وتقع على تخوم أراضٍ استعادتها باكو في الخريف الماضي.

"اختراق تخريبي" للحدود

وتحدث رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، خلال اجتماع استثنائي لمجلس الأمن القومي، عن "اختراق تخريبي" للحدود، مضيفاً أن القوات الأذربيجانية تقدّمت 3 كيلومترات داخل الحدود الأرمينية في الجنوب، وتريد "محاصرة" بحيرة سيف. وندّد بـ "التعدي" على أراضي أرمينيا، مشيراً إلى أن جيش بلاده ردّ بـ "تحركات تكتيكية متناسبة"، وفق "فرانس برس".

وأعلن باشينيان أنه اتصل بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من أجل "الحصول على مساعدة عسكرية"، لافتاً إلى أن 600 جندي أذربيجاني ما زالوا في الأراضي الأرمينية، ومشدداً على وجوب تسوية الأمر "من خلال الوسائل الدبلوماسية".

وأعلن الكرملين أن بوتين شدد، خلال الاتصال مع باشينيان، على ضرورة احترام وقف النار بين أرمينيا وأذربيجان.

لكن وزارة الخارجيّة الأذربيجانية وصفت اتهامات باشينيان بأنها "استفزازية"، مشيرة إلى أن "حرس الحدود يتخذون لهم مواقع تابعة لأذربيجان"، في منطقتَي لاشين وكالباجار. وشددت على التزام باكو "تخفيف التوترات في المنطقة"، داعية إلى اتخاذ "خطوات في هذا الاتجاه".

باكو: مستعدون للسلام

وحضّت الولايات المتحدة الجانبين على "ضبط النفس، للتشجيع على تهدئة سلمية للوضع"، فيما شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على "ضرورة الانسحاب الفوري للقوات الأذربيجانية من الأراضي الأرمينية". وأكد خلال اتصال هاتفي مع باشينيان، "تمسك فرنسا بوحدة أراضي أرمينيا".

وأعرب الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف قبل أسبوع، عن استعداد بلاده لإبرام "اتفاق سلام مع أرمينيا". وتابع: "انتهى (نزاع) ناجورنو قره باغ، وحان الوقت للتفكير في المستقبل". ورأى أن على البلدين "خفض الأخطار المستقبلية".

جاء ذلك بعدما أجرت يريفان وباكو محادثات، في محاولة لخفض التوتر، علماً أن باشينيان، الذي اتهمته المعارضة بالخيانة، إثر الهزيمة العسكرية التي مُنيت بها أرمينيا في قره باغ، يسعى إلى إعادة انتخابه، بعدما أُرغم على الدعوة إلى انتخابات نيابية مبكرة، مقررة الشهر المقبل.