فجر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مفاجأة من العيار الثقيل قبل أيام من القمة المرتقبة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن.

فقد أعلن بوتين اليوم عن اكتمال الخط الأول من مشروع أنابيب الغاز نورد ستريم 2 المثير للجدل، لإيصال الغاز الروسي لألمانيا رغم المعارضة الأمريكية.

وتعارض واشنطن والعديد من الدول الأوروبية بشدة بناء خط الأنابيب بحجة أنه سيزيد الاعتماد الأوروبي على روسيا في إمدادات الغاز ويزيد من نفوذ موسكو الجيوسياسي.

بالإضافة إلى أن الخط الروسي نورد ستريم 2 يتجنب أوكرانيا فيحرم كييف حليفة الغرب من رسوم عبور الغاز.

وقال الرئيس الروسي "يسعدني أن أعلن أنه اليوم، قبل ساعتين ونصف ساعة، تم الانتهاء بنجاح من مد الخط الأول لخط أنابيب الغاز نورد ستريم 2".

وأضاف أمام جمهور منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي أن "العمل في الخط الثاني مستمر"، مضيفًا أن بلاده مستعدة لمتابعة مشاريع مماثلة مع أوروبا.

ويأتي هذا الإعلان من جانب بوتين قبل قبل قمة مرتقبة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في 16 يونيو/حزيران الجاري.

ويتوقع أن يضاعف خط الأنابيب الذي تبلغ تكلفته 12 مليار دولار ويمر تحت بحر البلطيق شحنات الغاز الطبيعي الروسي إلى ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا.

كما أعلن بوتين تأييده الكامل لفكرة تسديد أوروبا ثمن الغاز الروسي باليورو وليس الدولار.

وقال بوتين خلال نقاشات عبر دائرة الفيديو مع المستشار النمساوي سيباستيان كورتز في المنتدى، "مستعدون للنظر في إمكانية التسديد بالعملات الوطنية، اليورو مقبول تمامًا بالنسبة لنا لتسديد الغاز، يمكن القيام بذلك وربما ينبغي القيام به".

وفقًا للعديد من المراقبين، سيكون لهذا الإعلان بعد سياسي أكثر منه اقتصادي قبل القمة الروسية الأمريكية.

ويسعى الكرملين منذ سنوات إلى إبعاد الاقتصاد الروسي عن العملة الأمريكية، الأساسية في التجارة العالمية لكنها تجعل روسيا أكثر تأثرا بعقوبات واشنطن.

وعارضت أوكرانيا وبولندا ودول البلطيق المجاورة لروسيا خط الأنابيب بشدة خشية زيادة نفوذ موسكو في السياسات الإقليمية.

وأدى بناء خط الأنابيب إلى توترات بين الولايات المتحدة وألمانيا، لكن علقت إدارة الرئيس جو بايدن عقوبات كانت مفروضة على شركة بناء خط الأنابيب التي تسيطر عليها روسيا.

ونهاية شهر أبريل/نيسان الماضي، أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، أن الولايات المتحدة لن تسمح للنزاع بشأن مشروع "نورد ستريم" لخط أنابيب الغاز بين روسيا وألمانيا المثير للجدل بالإضرار بالعلاقات مع برلين.

وقال "أعربنا عن معارضتنا لهذا الاتفاق والنفوذ الذي سيمنحه في الواقع إلى روسيا، لكننا لن ندع هذه المسألة تقف في طريق العلاقة الرائعة التي تربطنا بألمانيا".

وأضاف "سنواصل العمل مع ألمانيا وبقية الحلفاء في المنطقة لتقوية تحالفاتنا ونستمر في المضي قدما". ولطالما أغضبت ألمانيا حلفاءها بسبب دفاعها عن مشروع "نورد ستريم 2".