العربية
في تصريحات غير مسبوقة، وجهت فائزة هاشمي رفسنجاني انتقادات لاذعة كعادتها للنظام والتيارات السياسية المختلفة في البلاد من إصلاحيين ومتشددين.
فقد وصفت المتشددين الذين يتحكمون بكافة مفاصل الدولة بـ"الخوارج"، كما وصفت الإصلاحيين بـ "حزب الريح".
وتحدثت الناشطة السياسية، في مقابلة مع موقع "إنصاف نيوز" المحلي، اليوم الأحد، عن قضايا مختلفة من الانتخابات والمرشحين الإصلاحيين، إلى تسريب الملف الصوتي لوزير الخارجية محمد جواد ظريف .
"ظريف لم يكذب"
وعن قضية ظريف التي أثارت الجدل لأسابيع في البلاد، قالت "إن تسريب تسجيل ظريف "حرقه"، مشيرة إلى أن ما تحدث به لا يدل على بطولته على الإطلاق.
كما أضافت أنه كان عليه أن يستقيل من منصبه ما دام لا يوافق على سياسات الدولة، مشيرة إلى أن الاتفاق النووي هو العمل الوحيد الذي أنجزه. واعتبرت أن الوزير "لم يكذب في التسريبات الصوتية "بل كشف الوقائع، مؤكدة أن الملف الصوتي أوضح للجميع ما يجب عمله الآن.
خيارات الإصلاحيين
إلى ذلك، رأت أن الإصلاحيين أبعدوا أنفسهم عن الجماهير ونأوا بأنفسهم أيضاً عن الإصلاحات. وقالت "بدلاً من ممارسة الباثولوجيا (لمعرفة الأمراض السياسية)، يرمي الإصلاحيون الكرة في ملعب مجلس صيانة الدستور والمتشددين، ثم يحاولون النيل من الذين يعرفون بأنهم سيحصول على الأصوات".
وأشارت إلى أن الإصلاحيين لا يهتمون بأهلية المرشحين، وأكبر دليل على ذلك ترشيح ظريف سابقا وجهانغيري، اللذين لم يفعلا شيئاً يذكر خلال فترة وجودهما في المنصب في حكومة حسن روحاني.
رئيسي "قول من غير فعل"
أما عن المرشح إبراهيم رئيسي، فأشارت إلى أنه تحدث كثيراً حينما كان رئيساً للسلطة القضائية، لكن لم يحقق شيئاً على المستوى العملي.
كذلك، انتقدت موقف روحاني وحكومته من قرار مجلس صيانة الدستور، مشيرة إلى أنه جاء عندما قاربت ولايتهم على الانتهاء فقط. وتابعت "لو كان روحاني تابع نفس الأسلوب خلال ولايته لكان الوضع أفضل الآن".
مقاطعة الانتخابات
وأكدت رفسنجاني مرة أخرى، عدم المشاركة في الانتخابات، لافتة إلى أن التصويت يضفي الشرعية على السياسات الخاطئة".
كما أضافت "صوتنا كثيراً، ماذا حدث؟ صوتنا لروحاني في الدورة الأولى عام 2013، لقد كنا نتفاوض منذ عدة سنوات بشأن الوضع الداخلي وفي كل مرة تعود الدولة إلى الخانة الأولى".
وختمت حديثها معلقة على السياسة الخارجية والعلاقات مع أميركا، قائلة إن على طهران تطبيع علاقاتها مع الولايات المتحدة.
يشار إلى أنه سبق أن حكم على رفسنجاني البرلمانية السابقة، بالسجن لمدة ستة أشهر (مع وقف التنفيذ) وخمس سنوات من الحرمان من الأنشطة السياسية والثقافية والصحافية، عام 2011، عقب اتهامها بـ "القيام بأنشطة دعائية ضد النظام".
وعلى الرغم من مواقفها المنتقدة للنظام، تتعرض الناشطة لانتقادات واسعة من قبل المعارضين، الذين يتهمونها بــ "تلميع" صورة والدها، الذي نفذت في عهده عدة اغتيالات سياسية، طالت كتاباً ومثقفين في الداخل والخارج، فضلاً عن دوره في الإتيان بعلي خامنئي مرشدا للنظام لمدى الحياة، وتثبيت حكمه كولي للفقيه بصلاحيات مطلقة.