في محاولة للبحث عن موطأ قدم جديد وخطب ود واشنطن، عرضت تركيا القيام بحراسة وتشغيل مطار كابول، بعد الانسحاب الدولي من أفغانستان.
ونقلت رويترز عن مسؤولين أتراك أن أنقرة قدمت العرض في اجتماع لحلف الأطلسي في مايو/أيار عندما اتفقت الولايات المتحدة وشركاؤها على خطة لسحب القوات بحلول 11 سبتمبر/ أيلول، بعد 20 عاما على بدء الحرب.
وقال مسؤول تركي إن مسؤولين أتراكا وأمريكيين بحثوا المتطلبات المحتملة للمهمة، والتي وافقت واشنطن على معالجة بعضها.
وأضاف: "في أعقاب قرار الولايات المتحدة الانسحاب من أفغانستان، عرضت تركيا توفير التأمين لمطار كابول. وتجري محادثات في هذا الإطار مع حلف الأطلسي والولايات المتحدة".
ووفق مراقبين فإن لتركيا هدفين من وراء العرض أولهما كسر العزلة وإنهاء حالة الجمود مع أوروبا وواشنطن بأن تكون بديلا لهما في الدولة المضطربة وكذلك موطأ قدم جديد للنظام الحاكم لإلهاء الشعب عن أزماته الداخلية.
ورغم الترحيب المبئي الأمريكي فهناك مخاوف بشأن إلى أي مدى يمكن الاعتماد على تركيا، نظرا للخلافات الأخرى بين الجانبين، لكنهم قالوا إن واشنطن ستجد سبيلا لإتمام الأمر.
وسيبحث زعماء حلف الأطلسي قضية أفغانستان في اجتماع قمة يوم الإثنين المقبل، حيث سيلتقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالرئيس الأمريكي جو بايدن لأول مرة منذ تولي بايدن الرئاسة.
وهناك خلاف بين البلدين حول شراء تركيا منظومة الدفاع الصاروخي الروسية إس-400، والذي دفع واشنطن لفرض عقوبات على صناعة السلاح التركية في العام الماضي.
والبلدان على خلاف كذلك بشأن الدعم الأمريكي لمقاتلين أكراد سوريين ودعوى قضائية أمريكية على بنك حكومي تركي.
ويأتي الاقتراح التركي وسط تصاعد الاشتباكات في أفغانستان قبل ثلاثة أشهر من الانسحاب المزمع.
وقال مسؤولون بارزون بالحكومة أمس الاثنين إن 150 جنديا أفغانيا على الأقل سقطوا بين قتيل وجريح في هجمات شنها مقاتلو طالبان في الساعات الأربع والعشرين السابقة.
ولدى تركيا أكثر من 500 جندي في أفغانستان ضمن مهمة حلف الأطلسي لتدريب قوات الأمن الأفغانية، وقال المسؤول التركي إن مهمة تأمين المطار ستحتاج قوات إضافية.
وتوقفت المحادثات بين حكومة أفغانستان وحركة طالبان في ظل ترتيبات الانسحاب.
ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من الحكومة الأفغانية أو طالبان. ولم يتضح ما إذا كانت الحركة ستقبل بتوسعة المهمة التركية.