سكاي نيوز عربية
أكد قائد القيادة المركزية الأمريكية، كينيث ماكنزي، في تصريحات له قبل أيام بخصوص الوجود الأميركي في منطقة الشرق الأوسط الإشارة إلى أولويات واشنطن في الإقليم، وكذا استراتيجيتها لمواجهة التحديات والمخاطر المتفاوتة؛ وقد أكد على أن التواجد بالمنطقة إنما هدفه "منع إيران من التمادي في أنشطتها الخبيثة"، بينما لا تزال طهران تشكل تهديدات، سياسية وأمنية، لطالما تصر على عدم تعديل سلوكها الإقليمي.

وفي ظل تصاعد الهجمات التي تجري ضد قوات التحالف الأميركي، مؤخرا، في العراق، لا سيما الهجوم على قاعدة عين الأسد الجوية، الشهر الحالي، عرج ماكينزي على نفوذ الميلشيات المسلحة المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، إذ قال: "نحن نشهد ضغوطا من الجماعات المسلحة التابعة لإيران التي تريد إخراجنا من العراق، وآخر مظاهر ذلك هو استخدام أنظمة جوية صغيرة بدون طيار، أو طائرات بدون طيار، بعضها صغير جدا، وبعضها أكبر قليلا، وكلها يمكن أن تكون مميتة للغاية وهم يلجؤون إلى هذا الأسلوب لأنهم لم يتمكنوا من إجبار حكومة العراق على أن تطلب منا الرحيل" .

ولفت قائد القيادة المركزية الأميركية إلى أن "قوات الأمن العراقية تتحسن، وفي الحقيقة، نحن لا نجري عمليات قتالية في العراق الآن، يقوم العراقيون بتنفيذ تلك العمليات القتالية وقواتنا موجودة إلى حد كبير في دور التدريب والمشورة، وهي بالضبط الطريقة التي نريد أن تتطور حملة مكافحة داعش إليها".

بيد أن الجنرال الأميركي بعث، مجددا، موقف إدارة جو بايدن فيما يتصل بدور الصين وروسيا في المنطقة، واللذين يحتلان قمة أولويات واشنطن؛ إذ تسعى الأخيرة إلى مواجهة أو بالأحرى كبح نفوذهما المتنامي، وقال ماكنزي إن بكين وموسكو "تسعيان إلى نفوذ أكبر وعلاقات أقوى مع دول المنطقة، وتحاول هذه الدول استغلال أي تراجع محسوس في انخراط الولايات المتحدة لإقامة علاقات انتهازية وتعزيزها".

وفيما يتصل بموسكو قال إنها عمدت إلى "إثارة المشاكل أيضا، وانخراطها في المنطقة تقوم غالبا على الانتهازية وتقوم إلى حد كبير على أساس المنفعة، كما تسعى روسيا إلى إيجاد طرق لوضع نفسها كبديل للغرب من خلال عرض التوسط في النزاعات الإقليمية وبيع الأسلحة وتقديم الخبرة العسكرية والمشاركة في المنظمات الإقليمية والمتعددة الأطراف لتعزيز مصالحها".

لكنه، رغم ذلك، أكد على حيوية وأهمية الوجود الأميركي بالإقليم كحليف استراتيجي مهم لأغلب دول المنطقة، لافتا إلى أن "كل دولة في المنطقة تقريبا لا تزال تعتبر الولايات المتحدة الشريك المفضل لها".

إذاً، تصريحات ماكنزي تظهر أن الجيش الأميركي "لديه استراتيجية ثابتة بهدف "ضبط ولجم توسع الصين باتجاه منطقة الشرق الأوسط وخاصة الخليج العربي"، بحسب المحلل السياسي المتخصص في الشأن الإيراني محمد المذحجي، لا سيما وأن بكين تريد وضع يدها على مصادر الطاقة هناك.

ويضيف المذحجي لـ"سكاي نيوز عربية": "الطاقة هي أهم ما ينقص الصين في منافستها المحتدمة مع الولايات المتحدة، وتبحث بكين عن مصادر طاقة مستدامة ومطمئنة"، منوها إلى أن "أميركا لديها ما يكفي من مصادر الطاقة داخليا فضلا على سيطرتها على الشرق الأوسط ومصادر الطاقة هناك".

ومن هذه النقطة، يمكن فهم مدى أهمية إيران ودورها في استراتيجية الصين، وبالتبعية، ضرورة مواجهة التحالف بينهما، وكبح النشاط الإيراني، سياسيا وميدانيا بالمنطقة، حسبما يوضح المحلل السياسي المتخصص في الإيراني، ويردف: "الجيش الأميركي بحاجة لمنع سيطرة الصين على إيران والتقارب بينهما، وهو الأمر الذي نبه إليه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، حين قال إن "بلاده تبذل جهودا مستمرة لمواجهة أنشطة إيران المزعزعة لاستقرار المنطقة".

وإلى ذلك، لم تخل كلمة قائد القيادة المركزية الأميركية التي نشرتها وزارة الخارجية، من إشارات لافتة حول النشاط الإيراني المحموم في اليمن، وقد اعتبر أن الميلشيات الحوثية المدعومة من طهران لا تملك النية لوقف التصعيد العسكري وإنهاء الحرب، أو حتى الالتزام بأي مسار من مسارات السلام والحل السياسي الذي تم طرحه من قبل السعودية والمدعوم أمميا.

وقال ماكنزي "لا يريدون (يقصد الحوثيين) استغلال الفرصة، وأنا مقتنع بأن السعوديين يريدون إنهاء الصراع في اليمن والحرب، السعوديون جاهزون للمناقشة، ولكن الحوثيين ليسوا على قدر من الجاهزية ولا يريدون استغلال اللحظة، وأتمنى أن يأخذوا المسؤولية والمشاركة في العملية السياسية وإنهاء الصراع".

ودان الهجمات المتواصلة من قبل الميلشيات الحوثية على السعودية، حيث يتم استهداف المنشآت المدنية والمناطق بـ"الصواريخ الباليستية والطائرات الصغيرة من دون طيار وصواريخ كروز للهجوم الأرضي"، كما اعتبر أن "هذه الضربات ليست مفيدة، في وقت يعمل فيه الجميع على محاولة إيجاد نهاية للصراع في اليمن، لذا فإننا نعمل بجد مع السعوديين لتمكينهم من الدفاع عن أنفسهم.