وكالات
بينما تتجه الأنظار إلى القمة المقبلة بين الرئيسين الأمريكي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين تظل قضية أوكرانيا مصدرا كبيرا للخلاف بينهما.
ووسط كثير من التوقعات بشأن القضايا التي ستُطرح على طاولة النقاش بين بايدن وبوتين لكن ستشغل قضية أوكرانيا على الأرجح حيزا كبيرا من المناقشات بين الجانبين.
الباحث الأمريكي في قضايا الأمن القومي مارك إبيسكوبوس، أكد في تقرير نشرته مجلة "ناشيونال إنتريست" الأمريكية، أن اجتماع بايدن وبوتين الأسبوع المقبل في جنيف سيأتي في إطار أول زيارة يقوم بها الرئيس الأمريكي إلى الخارج، والتي استهلها بالمشاركة في قمة مجموعة السبع يوم الجمعة، وستشمل أيضا حضوره قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل غدا الإثنين.
وأشار بيان صحفي للبيت الأبيض إلى أن الرئيسين سيناقشان "جدول أعمال مشتركا لضمان الأمن الصحي العالمي، وتحفيز التعافي الاقتصادي العالمي، ومعالجة تغير المناخ، وتعزيز التعاون الرقمي والتجاري، وتعزيز الديمقراطية، ومعالجة المخاوف المتبادلة في السياسة الخارجية".
ويرى إبيسكوبوس أنه يمكن للقمة أن توفر مكانا لمناقشة مثمرة محتملة بشأن مسائل مختارة تتعلق بالاستقرار الاستراتيجي، بالبناء على الاستعداد المسبق لكلا الرئيسين لإيجاد أرضية مشتركة بشأن قضايا السيطرة على الأسلحة النووية.
ومع ذلك، من المتوقع أن يثير بوتين وبايدن مجموعة كبيرة من الخلافات في السياسة الخارجية.
وبالرغم من أن جدول أعمال القمة الكامل غير معروف، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي من قبل أن المناقشات ستشمل التطورات الأخيرة في بيلاروسيا وأوكرانيا.
ولطالما كانت قضية أوكرانيا نقطة خلاف في علاقات الكرملين الصعبة مع الغرب، حيث تعود إلى حركة "يوروميدان" في عام 2014 ( وهي الحركة الاحتجاجية التي تتظاهر في ميدان الاستقلال وتشير إلى رغبتها في إقامة علاقات أقرب مع الاتحاد الأوروبي)، وما أعقب ذلك من ضم روسيا لشبه جزيرة القرم.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أصدر بوتين تحذيرا شديدا لكييف بشأن آفاق عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي.
وقال في التلفزيون الروسي إن "50% على الأقل من الأوكرانيين لا يريدون الانضمام إلى الحلف وهؤلاء أشخاص أذكياء".
وأشار إلى أن انتشار أنظمة الأسلحة الاستراتيجية والتكتيكية لحلف شمال الأطلسي القريبة جدا من الحدود الروسية يشكل مخاطر غير مقبولة وينظر إليه في موسكو على أنه "خط أحمر".
وأضاف بوتين: "إنهم يفهمون، إنهم لا يريدون أن ينتهي بهم الأمر على خط إطلاق النار، ولا يريدون أن يكونوا ورقة مساومة أو عتادا للمدافع".
وهذه من بين أشد تعليقات بوتين صرامة حتى الآن حول قضية أوكرانيا، ما يشير إلى تجدد المخاوف في موسكو بشأن طموحات كييف فيما يتعلق بالناتو. ومازالت آفاق عضوية أوكرانيا في الناتو ضئيلة للغاية ، غير أن بوتين أشار إلى "أن أحدا لا يقول لا... هناك قيود رسمية، ولكن ليس هناك ما يضمن عدم دخول أوكرانيا حلف شمال الأطلسي".
إبيسكوبوس قال إن تصريحات بوتين يمكن قراءتها في ظلال القمة المقبلة، ولكن هناك جزءا آخر من السياق الكامن وراء الاشتعال الأخير في التوترات بين كييف وموسكو، وهو تقديم أوكرانيا في 18 مايو/أيار لمشروع قانون بشأن "الشعوب الأصلية".
وهاجم بوتين مشروع القانون، الذي يعترف بعرقيات تتار القرم وكريمتشاكس وكاريتس، باعتبارها "شعوبا من السكان الأصليين في أوكرانيا".
وقال بوتين خلال مقابلته التلفزيونية إن مشروع القانون يعكس "نظريا وعمليا ألمانيا النازية".
وأضاف: "إنه مؤثر للغاية صفعة للغاية للأمة الروسية بشكل عام ، ونحن بالطبع لا نستطيع أن نكون غير مبالين بهذا " .
ولكن في حين يشعر بوتن وآخرون في موسكو بأن الغرب يهيئ أوكرانيا "كنوع من معاداة روسيا"، تخشى بعض النخب الأوكرانية ضمنا من نتيجة معاكسة، أي أنه قد تتم التضحية بكييف كجزء من صفقة أكبر بين بوتن وبايدن.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه علم من وسائل الإعلام أن واشنطن قررت التنازل عن العقوبات المفروضة على الشركة المشرفة على بناء خط أنابيب "نورد ستريم 2".
ورفض وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن صراحة ما لمح به زيلينسكي في جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء قائلا: "للعلم، لقد تبادلنا مع شركائنا الأوكرانيين نوايانا عندما يتعلق الأمر بخط الأنابيب. وربما تلك المعلومات لم تصل مباشرة إلى الرئيس زيلينسكي. كان يجب أن يحدث ذلك بالتأكيد".
وأعرب زيلينسكي عن استيائه من قرار إدارة بايدن بشأن نورد ستريم 2 في مقابلة مع موقع أكسيوس، مدعيا أنه يمكن أن "يضعف" الثقة الأوكرانية في "الدعم الثابت" من جانب الولايات المتحدة.
وبعد عدة أيام من مقابلة أكسيوس، كشف مستشار الأمن القومي جيك سوليفان أن بايدن وزيلينسكي تحدثا عبر الهاتف.
وقال سوليفان: "لقد تمكن الرئيس بايدن من إبلاغ الرئيس زيلينسكي بأنه سيدافع بحزم عن سيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية وتطلعاتها ونحن نمضي قدما. كما أبلغ الرئيس زيلينسكى أنه يتطلع إلى استقباله في البيت الأبيض هذا الصيف بعد عودته من أوروبا" .
ولم يشر بيان صحفي لاحق للبيت الأبيض إلى أن موضوع قمة بايدن وبوتين قد تم طرحه مباشرة، كما لا يبدو أن بايدن قدم لزيلينسكي أي ضمانات أو وعود أو تنازلات ملموسة تتجاوز التزامات واشنطن العامة وغير الملزمة تجاه البلاد.
واختتم الباحث الأمريكي تحليله بالقول إنه بالرغم من ذلك، ليس من المرجح بدرجة كبيرة أن تتغير أمور كثيرة على المدى القصير إلى المتوسط.
{{ article.visit_count }}
بينما تتجه الأنظار إلى القمة المقبلة بين الرئيسين الأمريكي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين تظل قضية أوكرانيا مصدرا كبيرا للخلاف بينهما.
ووسط كثير من التوقعات بشأن القضايا التي ستُطرح على طاولة النقاش بين بايدن وبوتين لكن ستشغل قضية أوكرانيا على الأرجح حيزا كبيرا من المناقشات بين الجانبين.
الباحث الأمريكي في قضايا الأمن القومي مارك إبيسكوبوس، أكد في تقرير نشرته مجلة "ناشيونال إنتريست" الأمريكية، أن اجتماع بايدن وبوتين الأسبوع المقبل في جنيف سيأتي في إطار أول زيارة يقوم بها الرئيس الأمريكي إلى الخارج، والتي استهلها بالمشاركة في قمة مجموعة السبع يوم الجمعة، وستشمل أيضا حضوره قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل غدا الإثنين.
وأشار بيان صحفي للبيت الأبيض إلى أن الرئيسين سيناقشان "جدول أعمال مشتركا لضمان الأمن الصحي العالمي، وتحفيز التعافي الاقتصادي العالمي، ومعالجة تغير المناخ، وتعزيز التعاون الرقمي والتجاري، وتعزيز الديمقراطية، ومعالجة المخاوف المتبادلة في السياسة الخارجية".
ويرى إبيسكوبوس أنه يمكن للقمة أن توفر مكانا لمناقشة مثمرة محتملة بشأن مسائل مختارة تتعلق بالاستقرار الاستراتيجي، بالبناء على الاستعداد المسبق لكلا الرئيسين لإيجاد أرضية مشتركة بشأن قضايا السيطرة على الأسلحة النووية.
ومع ذلك، من المتوقع أن يثير بوتين وبايدن مجموعة كبيرة من الخلافات في السياسة الخارجية.
وبالرغم من أن جدول أعمال القمة الكامل غير معروف، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي من قبل أن المناقشات ستشمل التطورات الأخيرة في بيلاروسيا وأوكرانيا.
ولطالما كانت قضية أوكرانيا نقطة خلاف في علاقات الكرملين الصعبة مع الغرب، حيث تعود إلى حركة "يوروميدان" في عام 2014 ( وهي الحركة الاحتجاجية التي تتظاهر في ميدان الاستقلال وتشير إلى رغبتها في إقامة علاقات أقرب مع الاتحاد الأوروبي)، وما أعقب ذلك من ضم روسيا لشبه جزيرة القرم.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أصدر بوتين تحذيرا شديدا لكييف بشأن آفاق عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي.
وقال في التلفزيون الروسي إن "50% على الأقل من الأوكرانيين لا يريدون الانضمام إلى الحلف وهؤلاء أشخاص أذكياء".
وأشار إلى أن انتشار أنظمة الأسلحة الاستراتيجية والتكتيكية لحلف شمال الأطلسي القريبة جدا من الحدود الروسية يشكل مخاطر غير مقبولة وينظر إليه في موسكو على أنه "خط أحمر".
وأضاف بوتين: "إنهم يفهمون، إنهم لا يريدون أن ينتهي بهم الأمر على خط إطلاق النار، ولا يريدون أن يكونوا ورقة مساومة أو عتادا للمدافع".
وهذه من بين أشد تعليقات بوتين صرامة حتى الآن حول قضية أوكرانيا، ما يشير إلى تجدد المخاوف في موسكو بشأن طموحات كييف فيما يتعلق بالناتو. ومازالت آفاق عضوية أوكرانيا في الناتو ضئيلة للغاية ، غير أن بوتين أشار إلى "أن أحدا لا يقول لا... هناك قيود رسمية، ولكن ليس هناك ما يضمن عدم دخول أوكرانيا حلف شمال الأطلسي".
إبيسكوبوس قال إن تصريحات بوتين يمكن قراءتها في ظلال القمة المقبلة، ولكن هناك جزءا آخر من السياق الكامن وراء الاشتعال الأخير في التوترات بين كييف وموسكو، وهو تقديم أوكرانيا في 18 مايو/أيار لمشروع قانون بشأن "الشعوب الأصلية".
وهاجم بوتين مشروع القانون، الذي يعترف بعرقيات تتار القرم وكريمتشاكس وكاريتس، باعتبارها "شعوبا من السكان الأصليين في أوكرانيا".
وقال بوتين خلال مقابلته التلفزيونية إن مشروع القانون يعكس "نظريا وعمليا ألمانيا النازية".
وأضاف: "إنه مؤثر للغاية صفعة للغاية للأمة الروسية بشكل عام ، ونحن بالطبع لا نستطيع أن نكون غير مبالين بهذا " .
ولكن في حين يشعر بوتن وآخرون في موسكو بأن الغرب يهيئ أوكرانيا "كنوع من معاداة روسيا"، تخشى بعض النخب الأوكرانية ضمنا من نتيجة معاكسة، أي أنه قد تتم التضحية بكييف كجزء من صفقة أكبر بين بوتن وبايدن.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه علم من وسائل الإعلام أن واشنطن قررت التنازل عن العقوبات المفروضة على الشركة المشرفة على بناء خط أنابيب "نورد ستريم 2".
ورفض وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن صراحة ما لمح به زيلينسكي في جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء قائلا: "للعلم، لقد تبادلنا مع شركائنا الأوكرانيين نوايانا عندما يتعلق الأمر بخط الأنابيب. وربما تلك المعلومات لم تصل مباشرة إلى الرئيس زيلينسكي. كان يجب أن يحدث ذلك بالتأكيد".
وأعرب زيلينسكي عن استيائه من قرار إدارة بايدن بشأن نورد ستريم 2 في مقابلة مع موقع أكسيوس، مدعيا أنه يمكن أن "يضعف" الثقة الأوكرانية في "الدعم الثابت" من جانب الولايات المتحدة.
وبعد عدة أيام من مقابلة أكسيوس، كشف مستشار الأمن القومي جيك سوليفان أن بايدن وزيلينسكي تحدثا عبر الهاتف.
وقال سوليفان: "لقد تمكن الرئيس بايدن من إبلاغ الرئيس زيلينسكي بأنه سيدافع بحزم عن سيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية وتطلعاتها ونحن نمضي قدما. كما أبلغ الرئيس زيلينسكى أنه يتطلع إلى استقباله في البيت الأبيض هذا الصيف بعد عودته من أوروبا" .
ولم يشر بيان صحفي لاحق للبيت الأبيض إلى أن موضوع قمة بايدن وبوتين قد تم طرحه مباشرة، كما لا يبدو أن بايدن قدم لزيلينسكي أي ضمانات أو وعود أو تنازلات ملموسة تتجاوز التزامات واشنطن العامة وغير الملزمة تجاه البلاد.
واختتم الباحث الأمريكي تحليله بالقول إنه بالرغم من ذلك، ليس من المرجح بدرجة كبيرة أن تتغير أمور كثيرة على المدى القصير إلى المتوسط.