منسوب الخوف بدأ يرتفع داخل معسكر المتشددين في إيران، برفض أحد مرشحيهم الانسحاب ضمانا لعدم تشتت الأصوات ومواجهة العزوف المتوقع.
رفض يشي بأن حسابات الربح في "حروب البقاء" التي يخوضها مرشحو التيار الأصولي تهيمن على "المصلحة العليا" لتيار يستهدف سحب منصب الرئاسة من الإصلاحيين، خلال الاقتراع المقرر الجمعة.
ففي الوقت الذي يبدو فيه أن الإصلاحيين حسموا أمرهم بتركيز الأصوات على مرشح واحد، إثر إعلان الإصلاحي محسن مهر علي زاده الانسحاب من السباق، وحصر دعمهم للمرشح المعتدل عبد الناصر همتي، يغرق المتشددون في صراعات تفاقم ارتباكهم.
المرشح الإيراني المتشدد سعيد جليلي، أعلن رفضه الانصياع لدعوات المتشددين للانسحاب من سباق الانتخابات الرئاسية لصالح مرشح النظام رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي الذي يعد جليلي أحد منافسيه في حال عدم انسحابه.
وقال مرتضى فيروز آبادي، المتحدث باسم الحملة الانتخابية لجليلي، في تصريحات تابعتها مراسلة "العين الإخبارية" في طهران: "ليس هناك نية للانسحاب من سباق الانتخابات الرئاسية، وحملتنا الانتخابية تواصل أنشطتها، واستكملنا خططنا بنهاية يوم الأربعاء".
وفي وقت سابق الأربعاء، طالب 210 نائباً من التيار الأصولي المتشدد باستقالة المرشحين المتشددين لصالح رئيسي.
والمرشحون المتشددون هم جليلي، ومحسن رضائي، وعلي رضا زاكاني، وقاضي زاده هاشمي، أما المرشح المعتدل المدعوم من الإصلاحيين فهو عبد الناصر همتي في مواجهة المتشددين.
النواب قالوا في بيانهم: "بالتأكيد، سيكون هذا الانسحاب محاولة لتعظيم حضور الشعب في تشكيل حكومة فعالة وقوية".
وأضاف البيان: "الآن بعد أن أظهر الرأي العام أن الموافقة العامة على المرشح إبراهيم رئيسي قد ازدادت، فإنه سيستخدم كل قوته لتشكيل حكومة قوية واتخاذ الخطوة الأولى الفعالة في هذا الاتجاه، بالإعلان عن دعمه".
وتأتي هذه الدعوة من المتشددين عقب إعلان المرشح الإصلاحي محسن مهر علي زاده، الانسحاب من سباق الانتخابات الرئاسية الإيرانية.
ويتخوف التيار المتشدد من تكرار تجربة عام 2013 حين خسر مرشحوهم سباق الانتخابات نتيجة تعدد المرشحين وتوزع أصواتهم، فيما تمكن الإصلاحيون والمعتدلون من دعم الرئيس حسن روحاني الذي فاز بالولاية الأولى.
وتجري إيران انتخاباتها الرئاسية الجمعة، ويحق لـ 59 مليون الإدلاء بأصواتهم، فيما توقعت مراكز الاستطلاع المحلية والأجنبية عزوفا كبيرا بين الإيرانيين عن التوجه لصناديق الاقتراع.
ومساء الثلاثاء، أعلنت أحزاب إصلاحية دعمها للمرشح المعتدل رئيس البنك المركزي السابق عبد الناصر همتي، مطالبة الإيرانيين بالتصويت له.