من كنف المحاكم الدولية قطع المحامي البريطاني كريم خان، تأشيرة الانطلاق نحو لاهاي، ليصبح المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية.
واليوم الأربعاء، أدى كريم خان، اليمين الدستورية كرئيس ادعاء جديد للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، خلفا للغامبية فاتو بنسودا (51 عاما) التي وسّعت نطاق اختصاص محكمة جرائم الحرب خلال فترة ولايتها التي استمرت تسع سنوات.
وخلال مراسم أداء اليمين في مقر المحكمة، قال خان: "أتعهد رسميا بأن أؤدي واجباتى وأمارس سلطاتى كمدع عام للمحكمة الجنائية الدولية بشرف وأمانة ونزاهة وضمير".
في فبراير/شباط الماضي، تم انتخاب خان، المتخصص في القانون الجنائي الدولي وقانون حقوق الإنسان ، رئيسا للادعاء في المحكمة الجنائية الدولية، من قبل الدول الأعضاء، لولاية تمتد تسع سنوات.
والرجل ليس غريبا على أروقة المحاكم الدولية، فخلال حياته المهنية التي امتدت لعقود من الزمن، جادل في جميع المحاكم الكبرى وأجرى تحقيقات بارزة ، بما في ذلك تحقيق خاص للأمم المتحدة في الجرائم التي ارتكبها تنظيم "داعش" في العراق، والمحكمة الخاصة بلبنان.
كما مثّل نائب الرئيس الكيني ويليام روتو في قضية "جرائم ضد الإنسانية" للمحكمة الجنائية الدولية ، وسيف الإسلام نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، والرئيس الليبيري السابق تشارلز تيلور، وكذلك مذابح رواندا.
المحامي البريطاني تعهد في ملفات سيف الإسلام القذافي، أمام محاكم ليبية أيضا، حتى أعلن الإفراج عنه موكله عام 2016، بعد 5 سنوات قضاها في السجن.
وحينها، أكد خان أن سيف الإسلام "بخير وفي أمان وموجود في ليبيا"، متعهدا بأنه "سيقدم مطلبًا للمحكمة الجنائية الدولية لإسقاط الملاحقات عنه"، استنادًا إلى المبدأ القاضي بأنه "لا يمكن أن يحاكم شخص مرتين بالتهم نفسها".
على المستوى المهني يحمل خان في مسيرته 27 عاما من الممارسة القانونية في المحاكم المحلية والدولية، طرق خلالها جميع صنوف مواقع التقاضي من الدفاع إلى الادعاء، وتمثيل الضحايا.
أما الأكاديمي، فهو حاصل على شهادة البكالوريوس في القانون بمرتبة الشرف من كلية الملك جورج بجامعة لندن.
تُرك خان مع العديد من التحقيقات التي يتعين معالجتها ، من بينها تحقيق في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المشحون سياسيا، وما خلفته الحرب في أفغانستان.
كما سيتعين عليه، كيفية التعامل مع الدول الرئيسية التي رفضت الانضمام للمحكمة الجنائية الدولية، مثل الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل والصين.
وسبق أن فرض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عقوبات على فاتو بنسودة بعد قرارها فحص مزاعم بارتكاب القوات الأمريكية جرائم حرب في أفغانستان، وكذلك "الانتهاكات" الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.
ورغم أن الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، رفع تلك العقوبات، إلا أن واشنطن تقول إنها لا تزال تعارض محاولات المحكمة الجنائية الدولية للمطالبة بالولاية القضائية على العسكريين الأمريكيين أو الإسرائيليين.