لا تأتي المصائب فرادى لطهران، فقد شهدت إيران في ساعات، ثلاثة أحداث متتالية، طبعها الغموض، بين استهداف وحريق، ومحاولة تخريب.

العاصمة طهران وجوارها، كانت مسرحا لأحداث اليوم الغامضة، ولم تكشف إيران هوية الفاعلين المحتملين، الذين استهدفوا مجمعا للأدوية، بطائرة مسيرة، ثم هاجموا مبنى للوكالة الإيرانية للطاقة الذرية، في "محاولة تخريب" ذكرت السلطات أنها أحبطتها.

أضلاع الهجمات الثلاث، اكتملت بنشوب حريق ضخم في أحد المباني السكنية وسط طهران، فيما أعلنت السلطات عن خسائر مادية واسعة.

واستهدفت الطائرة المسيرة مجهولة الهوية مجمعا لإنتاج الأدوية بمدينة "كرج" غرب العاصمة طهران.

وأكدت وكالة أنباء "إيلنا" الإصلاحية على موقعها الرسمي، فشل هجوم المسيرة المعادية على مجمع بركات؛ الذي يحاول إنتاج لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد منذ عدة أشهر.

ولم تحدد الوكالة مصدر الهجوم؛ وسارعت لاحقا إلى حذف الخبر نهائيا من موقعها الرسمي دون توضيح السبب.

إحباط عملية "التخريب"، من بين الحوادث الثلاثة الأكثر حساسية لارتباطها ببرنامج إيران لإنتاج الصواريخ النووية.

وحيال الحادثة قالت وكالة الأنباء والتلفزيون الإيرانية "إيريب نيوز" على موقعها الإلكتروني إن عملية تخريب ضد أحد مباني منظمة الطاقة الذرية ولم تتسبب بأي ضرر مالي أو بشري"، لكنها لم تكشف تفاصيل إضافية.

وذكر التلفزيون الإيراني أن الجهات المعنية تحقق في استهداف المبنى، وكشف هوية الجهة التي تقف وراءه.

أما حريق طهران، فلم ينل نصيبه من التعميم عكس الحادثين السابقين؛ حيث نقلت وكالة أنباء "مهر" الإيرانية عن جلال ملكي، متحدث باسم إدارة الإطفاء في طهران، أنه وقع في مبنى قديم بشارع سعدي وسط طهران.

وأشار المسؤول إلى أن النيران حاصرت 18 شخصاً كانوا في المبنى قبل أن يتم إنقاذهم؛ مبينا أن جزءا من الطابق الأرضي عبارة عن ساحة انتظار السيارات والجزء الآخر كان مساحة 150 مترًا لتخزين المواد الغذائية، كما كانت هناك سيارة وثلاثة محركات في هذا الموقف اشتعلت فيها النيران وانفجرت.

وأشار إلى أن "الحريق امتد إلى السيارات والدراجات النارية وغطى جزءًا من الطابق العلوي، وتم إنقاذ الموظفين العاملين في المكاتب".

وتعودت إلى إيران على عدم مواجهة مثل هذه الأحداث بشفافية؛ وكثيرا ما تبقى طي الكتمان، إلى أن تكشف عنها جهات أخرى، سوءا كانت الحوادث استهدافا من جهات خارجية، أو "نيران صديقة"، داخلية، كما حدث في استهداف موقع نطنز النووي، وإسقاط الطائرة الأوكرانية.

الأحداث الثلاثة تأتي في وقت حساس بالنسبة لطهران، حيث ينتظر انتقال السلطة إلى الرئيس المتشدد إبراهيم رئيسي الذي انتخب يوم الجمعة الماضي، فيما يتزامن مع مفاوضات الفرصة الأخيرة حول الاتفاق النووي الإيراني، في فيينا.