أقام الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب أول حدث علني له أمام أنصاره، منذ مغادرة البيت الأبيض، إذ حضر الآلاف في ولاية أوهايو، حيث ألقى خطاباً وجه خلاله انتقادات لاذعة لإدارة الرئيس الحالي جو بايدن، ومكرراً مزاعم تزوير الانتخابات.

وقال ترمب، السبت، أمام حشد من آلاف الأشخاص في ولاية أوهايو، خلال حملة لدعم المرشح الجمهوري ماكس ميلر لانتخابات التجديد النصفي للكونغرس: "كانت هذه خدعة القرن، كانت هذه جريمة القرن"، في إشارة إلى انتخابات الرئاسة 2020 التي يقول إنها كانت مزورة، مكرراً تأكيده بأنه "سيجعل أميركا عظيمة مجدداً"، من دون الكشف رسمياً عن ترشحه للانتخابات الرئاسية في عام 2024.

وفي خطاب استمر قرابة 90 دقيقة، كرر ترمب ادعاءه أن انتخابات 2020 "سُرقت" منه، وقال: "لقد تم تزوير الانتخابات الرئاسية لعام 2020، لقد فزنا في تلك الانتخابات بغالبية ساحقة"، لتتعالى هتافات الحشد "ترمب فاز".

وتأتي ادعاءات ترمب على الرغم من تأكيد مسؤولي الانتخابات والنائب العام والعديد من القضاة، بما في ذلك الذين عيّنهم ترمب، أن لا دليل على التزوير.

انتقام

وأقيم الحدث الانتخابي لدعم ماكس ميلر، مساعد البيت الأبيض السابق الذي ينافس النائب الجمهوري أنطوني غونزاليس على مقعده في الكونغرس.

وغونزاليس هو أحد أعضاء مجلس النواب الجمهوريين العشرة الذين صوتوا لعزل ترمب خلال محاكمته الثانية بتهمة "التحريض على التمرد" في أحداث اقتحام مبنى الكابيتول يوم 6 يناير.

وكان ترمب تعهد الانتقام من الجمهوريين الذين صوتوا لعزله، عبر دعم المرشحين الذين يتنافسون ضدهم في انتخابات التجديد النصفي.

ولا يزال ترمب يتمتع بشعبية كبيرة من قاعدة الحزب الجمهوري، ما دفع بالمرشحين إلى التوافد على منازله في فلوريدا ونيوجيرسي، سعياً للحصول على دعمه.

وقال ترمب إنه ملتزم مساعدة الجمهوريين لاستعادة السيطرة على الكونغرس في انتخابات التجديد النصفي العام المقبل. لكن جهوده لإزاحة الجمهوريين الذين صوتوا ضده، جعلته على خلاف مع القادة الجمهوريين الآخرين الذين يحاولون توحيد الحزب بعد عام صعب فقدوا فيه السيطرة على البيت الأبيض وفشلوا في السيطرة على الغالبية في أي من مجلسي الكونغرس.

عودة ترامب

وكان الحدث في أوهايو شبيهاً بالتجمعات التي نظمها ترمب خلال حملاته الانتخابية، سواء من خلال الموسيقى أو تصميم المسرح أو العديد من المتطوعين المألوفين. وانتشرت اللافتات المؤيدة لترمب في الشوارع، وجرى بيع أعلام "ترمب 2024"، في إشارة إلى دعمه كمرشح مفترض لانتخابات 2024 الرئاسية.

ووفق وكالة "أسوسييتد برس، فإن الحدث، الذي عُقد بعد 5 أشهر من ترك ترمب منصبه، يشكل بداية مرحلة جديدة أكثر علنية من فترة ما بعد الرئاسة؛ إذ بعدما أمضى شهوراً بعيداً من الأنظار، يخطط ترمب لموجة من الظهور العلني في الأسابيع المقبلة، وسيشارك في تجمع للحزب الجمهوري في فلوريدا يوم 4 يوليو المقبل لمناسبة عيد الاستقلال، وسيسافر إلى حدود تكساس-المكسيك الأسبوع المقبل للاحتجاج على سياسات الهجرة التي يتبعها الرئيس جو بايدن.

وبحسب وكالة "بلومبرغ"، تعتبر الأحداث التي يشارك فيها ترمب، فرصة له لجمع الأموال من أجل الاحتياجات السياسية أو القانونية المستقبلية، وللنهوض بملفه الشخصي إثر حظره عن منصات التواصل الاجتماعي الرئيسية.