رجحت السلطات الألمانية، لأول مرة، الثلاثاء، فرضية العمل الإرهابي في هجوم الطعن الذي وقع قبل أيام في مدينة فورتسبورج جنوبي البلاد.
وفي بيان مشترك، قال مكتبا الشرطة الجنائية في ولاية بافاريا (جنوب) والمدعي العام في ميونيخ إن "الخلفية الإسلامية لهذه الأعمال واضحة".
وأضاف "لهذا السبب تولى المكتب المركزي للتطرف والإرهاب التحقيق" في هذه القضية.
وهذه أول مرة ترجح فيها السلطات الألمانية فرضية العمل الإرهابي بشكل واضح منذ الهجوم الذي نفذه شاب صومالي، الجمعة الماضية، وأسفر عن مقتل 3 أشخاص، وإصابة 7 بجروح خطيرة بينهم 2 كانا يصارعان من أجل البقاء على قيد الحياة.
البيان الذي اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، ذكر أيضا "كما هو معروف بالفعل، طعن المتهم ما مجموعه تسعة أشخاص في منطقة الرأس والرقبة واحدًا تلو الآخر بسكين مطبخ (طول الشفرة حوالي 33 سم)".
وتابع "لقي ثلاثة أشخاص (نساء) مصرعهم في مسرح الجريمة متأثرين بجروحهم، وأصيب ستة آخرون (أربع نساء وطفل ومراهق) بجروح خطيرة، لكن حالتهم الآن باتت خارج الخطر، فيما أصيب شخص آخر (رجل) بجروح طفيفة".
وفي 26 يونيو/ حزيران 2021، أصدرت محكمة مقاطعة فورتسبورغ مذكرة توقيف بحق المتهم بتهمة القتل العمد في ثلاث قضايا ومحاولة القتل والإيذاء الجسدي الخطير في ست قضايا وإيذاء جسدي متعمد.
ووفق البيان "يتولى المكتب المركزي للتطرف، التحقيق في القضية، لأن الجريمة كانت ذات خلفية إسلامية، ويدعم ذلك حاليًا صرخة المتهم "الله أكبر" أثناء تنفيذ الجريمة، والإشارة إلى الجهاد أثناء الاستجواب الأولي".
ولفت البيان إلى أن"التحقيق الأولي مستمر، كما أن المكتب المركزي للتطرف سيكلف الطب النفسي بدراسة مدى مسؤولية المتهم عن جرائمه، ومسألة إيداعه مستشفى للأمراض النفسية من عدمه".
وبحسب شهود عيان، فإن الجاني الذي يعيش في فورتسبورج منذ 2015 بوضعية لاجئ، ويدعى عبد الرحمن ج.، صرخ مرتين خلال تنفيذ الهجوم "الله أكبر".
فيما نقلت صحيفة بيلد الألمانية عن مصادر أمنية قولها إن الشرطة عثرت على مواد دعائية لتنظيم "داعش" في شقة الجاني، لكن الشرطة لم تؤكد ذلك.
كما أن التحقيقات توصلت إلى أنه استهدف النساء بشكل أساسي، وكان يركز على الطعن في منطقة الرقبة.
وعبد الرحمن ج. ، كان تحت ملاحظة السلطات بسبب شجار بالسكين في فترة سابقة، وتلقى مؤخرًا علاجًا نفسيًا.
وقبل اليوم، كانت السلطات الألمانية تتمسك بإكمال التحقيقات قبل التحدث عن دوافع الجريمة بشكل واضح، بل فضلت المستشارية عدم استعمال مصطلحات "الإرهاب" و"العمل الإرهابي" قبل العثور على أدلة قوية، وفق بيلد.
وكانت تحليلات الصحافة ووسائل الإعلام تتأرجح بين العمل الإرهابي، والدوافع النفسية خاصة في ظل معاناة الشاب الصومالي من مشاكل نفسية سابقة، ومراقبته شرطيا بسبب سلوك عدائي في شجار سابق.