تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن، خلال اليومين الماضيين، لا سيما مع الغارات الأميركية الأخيرة التي استهدفت ميليشيات تابعة لإيران على الحدود العراقية السورية، ما قد يهدد مفاوضات فيينا بشأن الاتفاق النووي، التي لم تتوصل بعد 6 جولات سابقة إلى تفاهم.
فقد أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أمس، أن الضربات الجوية التي استهدفت منشآت على جانبي الحدود العراقية السورية مرتبطة بميليشيات لها علاقات بإيران. وأوضحت في حينه أن الضربات كانت انتقاماً لتصعيد هجمات الطائرات المسيرة التي استهدفت أفرادا أميركيين ومصالح لواشنطن في المنطقة.
واستمرت الغارات الأميركية مساء أمس، بعد أن أكد مسؤولون أميركيون أن صواريخ متعددة استهدفت منشأة تضم قوات أميركية بالقرب من حقل العمر النفطي في شمال شرق سوريا، وأن الولايات المتحدة ردت بقصف مدفعي استهدف مواقع أطلقت منها الصواريخ.
يأتي هذا التصعيد في وقت يبدو فيه أن الجهد الدبلوماسي الذي تقوده أوروبا لإعادة كلا البلدين إلى الاتفاق النووي يتعثر.
فقد صرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي أمس، بأنه لا علم لها بموعد الانعقاد المحتمل للجولة الجديدة من المفاوضات التي انطلقت في العاصمة النمساوية، منذ أبريل الماضي. وقالت: "انتهينا للتو من الجولة السادسة، ولكن لا يوجد لدينا حتى الآن جدول بالاجتماعات الجديدة".
كما أضافت: "ليس لدي ما أعلنه بخصوص أي اتصالات أخرى مع إيران".
ولم تسفر ست جولات من المفاوضات حتى الآن عن اتفاق يمكن أن يجعل الولايات المتحدة تخفف العقوبات على طهران مقابل تقليص النظام الإيراني لأنشطته لتخصيب اليورانيوم.
وكان وزير الخارجية أنتوني بلينكن أكد في مقابلة سابقة قبل أيام، أن إدارة بايدن "تقترب" من الانسحاب من محادثات فيننا.
وأضاف في مقابلة صحافية قبل أيام أنه "إذا استمر الإيرانيون في تدوير أجهزة طرد مركزي أكثر تطوراً على مستويات أعلى، فسنصل إلى نقطة سيكون فيها من الصعب للغاية من الناحية العملية استعادة إطار عمل الاتفاق النووي الأصلي"، في إشارة إلى الاتفاق النووي الموقع عام 2015.
كما ألمح بلينكن وقبله مسؤولون في الاتحاد الأوروبي، إلى أن الإطالة في المفاوضات لا تلعب لصالح الوفد الإيراني.
في المقابل، ما زال الموقف الإيراني متشدداً، حيث تريد طهران من إدارة بايدن رفع جميع العقوبات التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترمب، وهو أمر يرفضه البيت الأبيض.
كما بدأت طهران في تقييد وصول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى المنشآت الرئيسية في البلاد.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية أمس الاثنين، إنها لم تتخذ قراراً بعد بشأن ما إذا كانت ستمنح الوكالة حق الوصول إلى كاميرات المراقبة المثبتة في إطار عمليات المراقبة.
ومع تلك التصريحات الحذرة، لا سيما من قبل بلينكن، يضاف إليها توتر "المسيّرات" والضربات على الحدود السورية العراقية، يتخوف العديد من المراقبين أن تؤخر استئناف الجولة السابعة من المفاوضات النووية، التي ألمح سابقا ممثل روسيا في فيينا ميخائيل أوليانوف إلى أنها قد تنطلق مطلع يوليو.