وكالات
أعلنت حركة طالبان الإرهابية بأفغانستان، الإثنين، اعتزامها تقديم مقترح سلام مكتوب إلى الحكومة الشهر المقبل على أقرب تقدير.
ويأتي إعلان طالبان في الوقت الذي تحقق فيه الحركة المسلحة مكاسب كبيرة على الأرض مستغلة الفراغ الناجم عن انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان.
وقال متحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد لوكالة "رويترز" إن الحركة ستقديم المقترح مكتوبا إلى الحكومة الأفغانية، فيما لم يحدد أي ملامح لذلك المقترح.
وأضاف المتحدث باسم طالبان أنه "سيتم التعجيل بمحادثات السلام وعملية السلام في الأيام المقبلة.. ومن المتوقع أن تدخل مرحلة مهمة.. ستتعلق بخطط السلام بطبيعة الحال ".
وأوضح قائلا: "من المحتمل أن يستغرق الأمر شهرا للوصول إلى تلك المرحلة عندما يتبادل الجانبان خطتهما المكتوبة للسلام"، متابعا إن أحدث جولة من المحادثات مرت بمنعطف حاسم.
كما يأتي الإعلان الطالباني في وقت، أصدر فيه الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمن، تعليمات بحشد 20 ألف جندي احتياطي لتعزيز الحدود عقب فرار جنود الجيش الأفغاني.
وترجح كفة ميزان القوى في الحرب المستعرة بين طالبان والحكومة الأفغانية، لصالح الحركة، حيث اضطر مئات الجنود إلى الفرار من جحيمها.
وأجبرت طالبان أكثر من ألف جندي أفغاني على الفرار إلى طاجيكستان المجاورة ليل الأحد/الإثنين بعد معارك طاحنة، مستمرة منذ أعلنت قوات أمريكية وغربية عزمها الرحيل عن البلاد.
وقال بيان صادرعن الخدمة الصحفية للرئاسة: "أصدر رئيس الدولة تعليمات لحشد 20 ألف جندي خلال اجتماع لمجلس الأمن".
وأعلنت لجنة الأمن القومي الأفغانية وأجهزة الأمن في طاجيكستان بشكل منفصل فرار مئات الجنود من القوات الحكومية إلى أراضي طاجيكستان للنجاة بحياتهم بعد مواجهات مسلحة مع طالبان.
وسبق أن عبر مئات الجنود الأفغان الحدود هربا من هجوم طالبان في الأسابيع الأخيرة، وسمحت لهم طاجيكستان على الدوام بالمرور بموجب "مبدأ حسن الجوار واحترام موقف عدم التدخل في شؤون أفغانستان الداخلية".
وعلى صعيد متصل، أعلن مسؤولون اليوم الإثنين، مقتل ما لا يقل عن 16 من أفراد الجيش الأفغاني في إقليم هيرات غربي البلاد، على يد طالبان.
وتسيطر حركة طالبان منذ نهاية يونيو/حزيران، على المركز الحدودي الأكبر مع طاجيكستان، وعلى المعابر الأخرى المؤدية إلى هذا البلد، كما تسيطر على مناطق محيطة بمدينة قندوز التي تبعد حوالي 50 كيلومترا.
ومن المتوقع أن تستكمل القوات الأمريكية المتبقية انسحابها بحلول الموعد النهائي في 11 سبتمبر/أيلول، الذي أعلنه الرئيس جو بايدن لإنهاء أطول حرب أمريكية.
لكن على ضوء النكسات المتتالية للجيش الأفغاني ولا سيما في الولايات الشمالية، أعلن البنتاجون عن احتمال "إبطاء" العمليات، ولم يستبعد القائد الأعلى للقوات الأمريكية في أفغانستان الجنرال سكوت ميلر الثلاثاء شن ضربات جوية ضد طالبان.