سكاي نيوز
في أحدث فصول الأزمات التي تلاحق إيران، توقفت "ساعة القيامة"، التي كانت السطات الإيرانية قد نصبتها وسط الإيرانية طهران، بسبب انقطاع الكهرباء عنها، كما مناطق أخرى في البلاد.
الساعة المذكورة كانت تعمل كـ"عداد زمني" للحظة التي سوف تقوم بها إيران بتدمير إسرائيل بشكل تام، في محاولة لإضفاء مسحة مصداقية على مزاعم إيران.
لكن توقف الساعة عن العمل يظهر عجز النظام الإيراني عن توفير أبسط مقومات الحياة، أي التيار الكهربائي.
وكانت "ساعة القيامة" قد صُممت ونُصبت في أثناء القيام بمسيرة مناهضة لإسرائيل خلال العام 2017، والتي شارك فيها مُعظم قادة البلاد، بما فيهم الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني.
وتم ضبط الساعة الالكترونية بـ8411 يوما، وهي المدة الفاصلة بين لحظة التنصيب وما وعدت به السلطات الإيرانية من يوم لتدمير إسرائيل، الذي قالت بأنه سيكون خلال العام 2044،وهو التاريخ الذي حدده المرشد الإيراني علي خامنئي من قبل.
وهذه ليس المرة الأولى التي تُطلق فيها السلطات الإيرانية مثل تلك الوعود بشأن "تدمير إسرائيل"، إذ قال القادة العسكريون الإيرانيون الكُبار، بما فيهم وزراء الدفاع وقادة الأركان والحرس الثوري، ولأكثر من مرة، بأن مسألة تدمير إسرائيل بالنسبة لإيران تحتاج إلا ساعات.
وكذلك شدد المرشد الإيراني في أكثر من خطبة له بأن تدمير الدولة العبرية مسألة زمنية يقترب أوانها يوماً بعد آخر، وأن بلاده تعد كل شيء في سبيل ذلك.
وانقطاع التيار الكهربائي عن الساعة الإلكترونية ترافق مع انقطاعات كلية في العاصمة طهران ومدينة كرج وأجزاء من محافظة أورمية وزندان ومناطق أخرى من البلاد.
ويأتي هذا الانقطاع نتيجة تراكم أزمات إيران السياسية والاقتصادية بشكل كبير، إذ توسعت العقوبات الدولية ضد إيران، خاصة في مجال الطاقة والمواد التي تُستخدم بغير مجالها، بسبب ملف إيران النووي.
كذلك فإن البلاد تعاني من نقص حاد في السيولة المالية، بسبب البرامج العسكرية الخارجية الضخمة التي تنخرط فيها البلاد.
الناشط والباحث الإيراني، أزمور وفائي، شرح لموقع "سكاي نيوز عربية" أبعاد هذه الحادثة.
وقال: "دون شك، فإن كل مشتغل في مجال العلوم السياسية والاقتصادية سيقول لنفسه (كيف لدولة لا تتمكن من توفير الكهرباء لمواطنيها أن تحدد وقتاً لتدمير دولة أخرى!)، وكيف أن ذلك الشيء هو مؤشر بالغ على عدم مبالاة النظام السياسي وحكام البلاد بأحوال الناس وتفاصيل معاناتهم اليومية في سبيل عيش كريم، مقابل التفرع لمنازعات خطابية وإيديولوجية ليس لها أي أساس، سوى الابتزاز والمزاودة الكلامية على المعترضين على سياسات النظام وتوجهاته".
وكانت الحادثة قد أثارت موجة من التهكم بين المواطنين الإيرانيين على وسائل التواصل الاجتماعي. إذ كتب مهدي خيتاري على صفحته في "تويتر": "يبدو أن السلطة قطعت الكهرباء عن الساعة لأنها تريد أن تأخذ فاصلاً منشطاً بين شوطي مواجهة إسرائيل، مثل مباريات كرة القدم".