رويترز + أ ف ب
أعلن سفير هايتي لدى واشنطن، بوكيت إدموند، الأربعاء، أن من اغتالوا رئيس البلاد جوفينيل مويس "مرتزقة محترفون" تنكروا في زي عملاء بإدارة مكافحة المخدرات الأمريكية، ومن المحتمل أنهم غادروا البلاد.

وقال للصحافيين: "لقد كان هجوماً منظماً جيداً ومنفذوه محترفون"، مضيفاً: "لدينا شريط فيديو ونعتقد أنهم مرتزقة".

وفيما يتعلق بالحالة الصحية لسيدة هايتي الأولى التي أصيبت في الهجوم، قال إدموند إنها "في حالة مستقرة لكن حرجة. تُبذل جهود الآن لنقلها جواً إلى ميامي (بولاية فلوريدا الأميركية) للعلاج".

في غضون، ذكرت مصادر دبلوماسية لوكالة "فرانس برس"، أنّ مجلس الأمن سيعقد الخميس، جلسة طارئة مغلقة بطلب من الولايات المتحدة والمكسيك.

إعلان طوارئ

وفي وقت سابق الأربعاء، قال رئيس وزراء هايتي المؤقت في بيان تلفزيوني، إن الرئيس جوفينيل مويس قتل في هجوم على منزله قبل فجر الأربعاء.

وأضاف جوزيف "اغتيل الرئيس في منزله على أيدي أجانب يتحدثون الإنجليزية والإسبانية"، موضحاً أن الهجوم وقع قرابة الساعة 1:00 صباحاً (05:00)، وأدى أيضاً إلى إصابة مارتين زوجة مويس بجروح نقلت على إثرها إلى المستشفى.

وقال جوزيف، الذي أدان ما أسماه "العمل البغيض وغير الإنساني والهمجي"، إن قوة الشرطة الوطنية والجيش في الدولة الكاريبية سيطرت على الوضع وأعلن حالة الطوارئ.

وبدت العاصمة بور أو برنس هادئة، الأربعاء، ولم يُلاحظ فيها تكثيف للدوريات الأمنية، وفق شهود عيان. وكانت شوارع العاصمة الهايتية مهجورة إلى حد كبير، وأغلق مطار توسان لوفرتور الدولي في أعقاب الاغتيال.

وقالت السفارة الأميركية في بورت أو برنس إنها أغلقت أيضاً، الأربعاء، بما في ذلك الخدمات القنصلية، "بسبب الوضع الأمني المستمر".

وأشارت السفارة أيضاً إلى أنها تحصر موظفيها الأميركيين في مجمعاتها "حتى إشعار آخر"، وحثت الجمهور على تجنب السفر غير الضروري إلى المنطقة.

أمريكيين مزيفين

من جانبها أفادت صحيفة "ميامي هيرالد" الأميركية، أن المهاجمين يزعم أنهم "عملاء لإدارة مكافحة المخدرات الأميركية"، وفقاً لمقاطع فيديو التقطها أشخاص في منطقة منزل الرئيس.

في مقاطع الفيديو، يُسمع شخص يتحدث بلكنة أميركية يصرخ بالإنجليزية عبر مكبر صوت، "عملية لإدارة مكافحة المخدرات. ليبق كل واحد في مكانه.. الجميع أن يتراجع للخلف وليبق كل واحد في مكانه".

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة، أن المهاجمين الذين تحدث أحدهم بالإنجليزية بلكنة أميركية، لم يكونوا من إدارة مكافحة المخدرات.

وقال مسؤول رفيع المستوى في حكومة هايتي: "هؤلاء كانوا مرتزقة". كما نفى مسؤولون في إدارة الرئيس بايدن تورط إدارة مكافحة المخدرات.

وأفاد سكان أنهم سمعوا طلقات نارية، ورأوا رجالاً يرتدون ملابس سوداء يجرون في الأحياء، كما وردت تقارير عن انفجار قنبلة يدوية واستخدام طائرات مسيرة.

إدانات دولية

في ردود الفعل، ندد البيت الأبيض باغتيال رئيس هايتي ووصفه بـ"المروع"، وأبدى استعداد الولايات المتحدة للمساعدة في التحقيق.

ولاحقاً، ندد الرئيس الأميركي، جو بايدن بـ"عمل شنيع"، معرباً عن استعداد الولايات المتحدة مساعدة هذه الدولة المأزومة.

بدورها، نددت باريس بما اعتبرته "اغتيال جبان" للرئيس الهايتي، فيما دان رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، اغتيال مويس ووصفه بـ"العمل الشنيع".

وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بعملية الاغتيال في بيان، قال إن الأمين العام يدين بأشد العبارات اغتيال الرئيس جوفينيل مويس، فيما عبر مجلس الأمن الدولي عن "صدمته العميقة". وحذر الاتحاد الأوروبي من "دوامة عنف" في هايتي.

أزمات سياسية

تولى مويس رئاسة هايتي، أفقر دول الأميركيتين، بموجب مرسوم بعد إرجاء الانتخابات التشريعية التي كانت مقررة في 2018 بسبب خلافات من بينها انتهاء ولايته.

إضافة إلى الأزمة السياسية، تزايدت عمليات الخطف للحصول على فدية في الأشهر القليلة الماضية، ما يعكس النفوذ المتزايد للعصابات المسلحة في الدولة الكاريبية. وهايتي غارقة أيضاً في فقر مزمن وتواجه كوارث طبيعية متكررة.

وواجه الرئيس معارضة شديدة من شرائح واسعة من الناس اعتبرت ولايته غير قانونية. وخلال عهده توالى سبعة رؤساء حكومة في أربع سنوات، آخرهم كان جوزيف الذي كان من المفترض تغييره هذا الأسبوع بعد ثلاثة أشهر في المنصب.

إضافة إلى الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمحلية، كان من المفترض أن تنظم هايتي استفتاء دستورياً في سبتمبر بعد إرجائه مرتين بسبب جائحة كوفيد-19 (كورونا).