تلوح في الأفق أزمة دبلوماسية بين تركيا وقرغيزستان على خلفية عملية استخباراتية لاختطاف التربوي أورهان إيناندي ونقله إلى أنقرة.
ودخلت وزارة الخارجية القرغيزية على خط الأزمة؛ حيث طلبت من حكومة رجب طيب أردوغان سرعة تسليم مواطنها إيناندي، والحفاظ على حياته.
وسارع البرلمان القرغيزي بدوره إلى إدانة الحادث، معتبراً أنه "يمس شرف وسيادة البلاد وأعلن عن بدء تحقيق فيه"، بحسب ما نشرته صحيفة زمان التركية.
وتحدثت تقارير إعلامية عن تعرض أورهان إيناندي وهو تربوي قرغيزي-تركي للتعذيب في مكان احتجازه بعد اختطافه من قرغيزستان بعملية لجهاز المخابرات التركي.
وعلقت شبنام كورور فينجانجي، المتخصصة في الطب الشرعي بتركيا على مقطع فيديو منشور لأورهان إيناندي، قائلة: "إحدى يدي إيناندي تبدو أكبر من الأخرى أي أن هناك فرقًا في الحجم".
وأضافت: “نرى تغير لون اليد التي تبدو أكبر. تقييم حالة يده يشير إلى أنه قد تكون هناك ضربات مباشرة لليد. قد يحدث نزيف داخل الأنسجة وتورم بسبب سحق الأنسجة الرخوة".
وتتولى فينجانجي رئاسة الجمعية الطبية التركية، وهو ما ساعدها في تشخيص الحالة الصحية لـ"إيناندي" من خلال الصور الملتقطة له.
وقالت: "يبدو الأمر كما لو أن اليد الكبيرة فقدت قوتها. تم دعم الذراع باليد الأخرى كما لو كانت هناك صعوبة في رفعها بسبب فقدان القوة".
وتابعت: "من ناحية أخرى، تقع تلك اليد بشكل فضفاض قليلاً. هذا مهم إذا كان هناك فقدان للطاقة.. يقع مثل ذلك عندما يكون هناك تعذيب موضعي، خاصة في التعذيب".
وحذرت من أنه "قد يكون هناك تلف في الأعصاب. هذا قد يؤدي إلى فقدان الطاقة، وبسبب هذه الصدمة، قد يحدث نزيف داخل الأنسجة مع تمزق الأوعية الصغيرة".
وفيما يتعلق بوجهه، أكدت أن لـ"إيناندي" تعبيرات قلقة ظهرت على وجهه، منددة بالتعذيب الذي قد يكون تعرض له باعتباره "جريمة ضد الإنسانية".
وفي رسالة تضامنه معه، غرد الصحفي التركي آدم يافوز أرسلان عبر تويتر، قائلا: “صاحب تلك اليد التي تعرضت للتعذيب يقيم في قيرغيزستان منذ 30 سنة، ولا يفعل شيئا سوى التدريس والتعليم. هذه الصور تحمل الكثير من الرسائل”.
بينما اتهم الصحفي أمر الله أوسلو "رجال رئيس المخابرات التركي هاكان فيدان" بممارسة كل طرق التعذيب بحق إيناندي".
وقال في تغريدة له: "عند مقارنة صوره السابقة يظهر أمامنا مدرس فقد وزنه وإحدى يديه منتفخة وأظافره طويلة. يبدو أن المخابرات التركية تنجح فقط في خطف المدرسين الأبرياء بينما تفشل في تحرير عناصرها المختطفين على يد العمال الكردستاني الإرهابي!”.
وبعد أكثر من شهر على اختفائه ونفي من الرئيس رجب طيب أردوغان لنظيره القرغيزي صدر جابروف معرفته بمكان أورهان إيناندي، اعترف أردوغان هذا الأسبوع بأن جهاز المخابرات جلبه إلى تركيا باعتباره عضوا بارزا في حركة عبدالله غولن.