رويترز

نقلت مجلة "بوليتيكو" عن مصدرين أميركيين، أن الانسحاب العسكري الأميركي من أفغانستان اكتمل، في وقت أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيدلي بعد ظهر الخميس بتصريحات بشأن الانسحاب والمساعدات الأمنية والإنسانية للشعب الأفغاني.

وقال أحد المسؤولين المطلعين بشكل مباشر على الوضع، والذي طلب عدم ذكر اسمه، لـ "بوليتيكو": "تم الانسحاب، في جميع المقاصد والأغراض".

وأضاف أن الولايات المتحدة لديها حالياً ما يقرب من 600 جندي في أفغانستان، معظمهم من قوات مشاة البحرية وأفراد من الجيش، لتوفير الأمن في السفارة الأميركية في كابول.

وقال مسؤول أميركي آخر مطلع على المناقشات، إن بقية الـ600 جندي سيتمركزون في مطار حامد كرزاي الدولي في العاصمة الأفغانية كابول.

وكانت وكالة "أسوشيتد برس" أفادت لأول مرة، الشهر الماضي، بأنه يُتوقع بقاء جميع هؤلاء الجنود بعد اكتمال الانسحاب رسمياً.

وقال المسؤولان لـ "بوليتيكو"، إنه إلى جانب قوات الأمن، فإن الأفراد العسكريين الأميركيين الوحيدين الذين بقوا لينفذوا الانسحاب في 11 سبتمبر، وهو الموعد النهائي الذي حدده الرئيس بايدن في مايو الماضي، هم الجنرال سكوت ميلر، قائد القوات الأميركية في أفغانستان، وعدد قليل من العناصر.

من جانب آخر، نقلت وكالة "رويترز" عن بيان للبيت الأبيض ذكر فيه أن بايدن سيدلي بعد ظهر الخميس بتصريحات بشأن الانسحاب والمساعدات الأمنية والإنسانية للشعب الأفغاني.

وقالت جين ساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض في البيان، إن بايدن سيتلقى قبل ذلك إفادة من فريقه للأمن القومي بشأن "انسحابنا العسكري من أفغانستان".

كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت، الثلاثاء، بحسب "بوليتيكو"، أن الانسحاب اكتمل بنسبة 90%، وأن آخر جنود أميركيين غادروا، الجمعة، القاعدة الجوية في "باغرام"، التي تمثل النقطة المحورية للجهود الحربية الأميركية على مدى الـ20 عاماً الأخيرة.

بالإضافة إلى ذلك، يتعين على الجيش الأميركي أيضاً سحب القوات الأمنية واللوجستية المتبقية، والتي تم إرسالها مؤقتاً هذا الربيع لتمكين الانسحاب، وفقاً لما قاله المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، في بيان لـ "بوليتيكو".

وأضاف كيربي: "في حين أن الانسحاب اكتمل بنسبة تزيد عن 90%، إلا أنه لم ينته بعد". وأوضح أن "القوات التمكينية المؤقتة المتبقية تركز على توفير الأمن من أجل ضمان انسحاب منظم"، مضيفاً أنه "طالما بقيت هذه القوات وبعض الدعم التعاقدي، فإن الانسحاب لا يزال مستمراً".

وأشار كيربي إلى أن "انتقال القيادة المزمع من ميلر إلى الجنرال فرانك ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأميركية، لم يحدث بعد"، وأن "مهمة الدعم الحازم التابعة لمنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) لا تزال مستمرة أيضاً".

وصرح كيربي للصحافيين، الجمعة، أن ميلر يقوم حالياً برحلة رسمية، لكن يُتوقع عودته إلى أفغانستان. وأضاف أن الجنرال سيبقى في البلاد على مدى الأسابيع القليلة المقبلة للمساعدة في تسهيل انتقال المهمة إلى ماكنزي.

وقال مسؤول أميركي آخر لـ "بوليتيكو"، إن السبب الرئيسي لبقاء ميلر هو "رفع الروح المعنوية لقوات الأمن الأفغانية" التي عانت من هجمات متصاعدة من قبل طالبان في جميع أنحاء البلاد على مدى الأشهر القليلة الماضية.

وبحسب "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، التي تابعت الصراع عن كثب، فإن حركة طالبان كثفت من هجماتها في الأسابيع الأخيرة، وتمكنت من السيطرة على 10% من البلاد في الأيام الستة الأخيرة فقط.

وتسيطر طالبان حالياً على 188 ولاية من إجمالي 407، وتصارع من أجل بسط سيطرتها على 135 ولاية أخرى، وفقاً للمؤسسة.

وبعد خروج الولايات المتحدة من "باغرام"، الجمعة، اتهم مسؤولون أفغان الأميركيين بالمغادرة في جنح الليل من دون إخطار قائد القاعدة الأفغاني الجديد، الذي لم يكتشف الأمر إلا بعد ساعتين من مغادرة القوات، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء وانطفاء الأنوار فجأة مع مغادرة الأمركيين.

واعترض كيربي على هذا التوصيف، الثلاثاء، وأكد للصحافيين إنه "تم التنسيق على نحو مناسب مع القادة المدنيين والعسكريين الأفغان وإحاطتهم بهذا التغيير". ورغم ذلك، لم يخبر القادة العسكريين الأميركيين الأفغان بموعد مغادرتهم "لأسباب عملياتية أمنية"، وفقاً لـ "بوليتيكو".

وقال كيربي: "علينا العمل بموجب فرضية أننا قد نختلف بشأن هذا الانسحاب في أي وقت".

وأضاف: "نحن حريصون للغاية بشأن ما نقوله، وكم التفاصيل التي نقدمها.. لكن كان هناك تنسيق".

وقال المتحدث باسم البنتاغون، الرائد روب لودويك، الأربعاء، إنه عندما تم الانتقال النهائي في "باغرام"، باتت خدمات الكهرباء والماء موكولة بالقوات الأفغانية".

وأضاف أن القوات الأميركية قامت بتدريب الأفغان على إدارة وتشغيل أنظمة المرافق في القاعدة "للوصول إلى تلك اللحظة".