الحرةشهدت باريس، السبت، تظاهرة رمزية شارك فيها ممثلون عن المعارضة الإيرانية وأحزاب علمانية بالإضافة لمنظمة مجاهدي خلق، بالتزامن مع افتتاح أعمال المؤتمر السنوي للمعارضة الإيرانية الذي هاجم بشدة الرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي.

وقال مراسل الحرة إن عشرات المتظاهرين رفعوا أعلام المعارضة، ورددوا هتافات منددة بالنظام الإيراني في ساحة "لاريبوبليك" في باريس، وطالبوا بمحاكمة رئيسي الذي اتهموه بارتكاب جرائم والإشراف شخصيا على عمليات إعدام طالت آلاف المعارضين.

وبالتزامن افتتحت منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة للنظام في طهران مؤتمرها السنوي العام بمشاركات شخصية عبر الفيديو في شكل غير مسبوق من حيث الحجم، وقد وجهت انتقادات حادة للرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي بوصفه "تابعا" أظهر انتخابه ضعف النظام.

المؤتمر الذي عقد تحت عنوان "إيران الحرة 2021" ربط عبر الإنترنت آلاف المنتمين لمجاهدي خلق في معسكرهم في ألبانيا مع مؤيديهم حول العالم، وبينهم شخصيات سياسية غربية أبرزها وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو، وترافق مع تنظيم تجمعات احتجاجية في برلين ولندن وبروكسل.

وقالت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي في كلمتها التي ألقتها في معسكر أشرف الثالث في البانيا، إن "نظام الملالي في مأزق (...) والشعب الإيراني يقترب من النصر وسيحرر إيران".

ودانت رجوي الانتخابات الرئاسية الإيرانية "الزائفة" التي جرت في الثالث من يونيو، وحقق فيها المتشدد رئيسي فوزا ساحقا، متوقعة أن يطارد فوزه آية الله علي خامنئي.

واعتبرت أن "لا شيء يفسر تعيين رئيسي لرئاسة السلطة التنفيذية، سوى الخوف من الانتفاضة والاحتضار السياسي لولاية الفقيه".

وأضافت "لكنهم حفروا قبرهم بأنفسهم. إنهم مثل عقرب يلدغ نفسه عندما تحاصره ألسنة اللهب (...) تاريخ انتهاء صلاحية هذه الديكتاتورية الدينية قد أزف".

وقارنت رجوي بين انتخاب رئيسي وإعلان الشاه الراحل محمد رضا بهلوي الأحكام العرفية عام 1978 "التي جاءت نتائجها بعكس التوقعات" وأدت إلى اندلاع الثورة الإسلامية.

ويتهم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومنظمات حقوقية رئيسي الذي يتسلم منصبه بداية أغسطس بلعب دور أساسي في إعدام آلاف من سجناء المعارضة ومعظمهم من المنتمين لمجاهدي خلق.

وهو متهم أيضا بأنه كان جزءا من "لجنة الموت" المؤلفة من أربعة أعضاء، والتي أرسلت المحكوم عليهم بالإعدام إلى الموت بدون مراعاة أدنى الإجراءات القانونية.

وتقول غالبية المنظمات الحقوقية إضافة إلى مؤرخين إن ما بين أربعة وخمسة آلاف شخص قضوا في هذه الإعدامات، لكن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية يقدر الرقم بنحو 30 ألفا.

والعام الماضي أبلغ سبعة مقررين خاصين تابعين للأمم المتحدة الحكومة الإيرانية بأن "الوضع قد يرقى إلى أن يكون جريمة ضد الإنسانية"، ودعوا إلى فتح تحقيق دولي بالقضية في حال لم تظهر طهران محاسبة كاملة للمرتكبين.

ووصفت رجوي خامنئي ورئيسي والرئيس الجديد للسلطة القضائية الشيخ غلام حسين محسني إيجئي بأنهم "قطيع من آكلي لحوم البشر" يجب أن يوجه إليهم الاتهام بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وطالبت بعدم استقبال رئیسي في الدورة المقبلة للجمعية العمومية للأمم المتحدة بسبب أحداث عام 1988.

وقال بومبيو في كلمة عبر الفيديو إن رئيسي سيلعب دور "وريث" خامنئي، مكررا المطالبة بمحاسبته على "مجازر" عام 1988، مضيفا أن "النظام في أضعف نقطة له منذ عقود".

وتابع "سيبقون على العرض مستمرا ما أمكنهم. أنا واثق بأن الشعب الإيراني لن يسمح له بالاستمرار. الجمهور يريد أن يصل هذا العرض الى نهايته".

وحذر بومبيو أوروبا من التفاوض مع رئيسي قائلا "أي تعامل مع رئيسي سيكون بمثابة التعامل مع قاتل جماعي".

ودعمت منظمة مجاهدي خلق آية الله روح الله الخميني في ثورته التي أطاحت بالشاه عام 1979، لكنها سرعان ما اصطدمت مع السلطات الإسلامية الجديدة وانطلقت في حملة للإطاحة بالنظام الإسلامي.

ودعمت المنظمة العراق إبان عهد حكم رئيس النظام السابق صدام حسين خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988).

وعام 2016 تم نقل مقاتليها المتمركزين في العراق إلى أماكن أخرى وخصوصا ألبانيا بموجب اتفاق مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة.