الآلاف من الإيرانيين المحبطين من التوزيع الحكومي الفوضوي للقاحات ويحتاجون بشدة للحماية بعد موجة تلو الأخرى من فيروس كورونا يتدفقون جواً وبراً إلى أرمينيا المجاورة لتلقيحهم ضد كوفيد-19.

وتعاني إيران من موجة خامسة من الوباء، حيث أعلنت طهران و143 مدينة صافرات الإنذار كمناطق "حمراء" شديدة الخطورة مع انتشار الفيروس السريع من سلالة دلتا شديدة العدوى.

وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، ارتفع متوسط عدد الحالات اليومية في إيران بنسبة 63%، إلى ما يقرب من 17000، وفقاً لقاعدة بيانات نيويورك تايمز، والتي اطلعت عليها "العربية.نت".

وتم تطعيم حوالي 2% فقط من سكان إيران البالغ عددهم 84 مليون نسمة، وفقاً لمشروع Our World in Data التابع لجامعة أكسفورد. ويزداد الأمر صعوبة مع حظر لقاحات أميركية وبريطانية الصنع من قبل المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، حيث تنتظر البلاد شحنات اللقاحات المصنوعة من الصين وروسيا.

وعبر الحدود في أرمينيا، البلد الذي يبلغ تعداد سكانه ثلاثة ملايين نسمة، هناك جرعات لقاح أكثر من الأشخاص المستعدين لتناولها، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى انتشار نظريات المؤامرة والمعلومات المضللة. حيث أعلن المسؤولون هناك في مايو أنهم سيقدمون لقاحات مجانية للأجانب دون تسجيل. كما تم إنشاء عيادات متنقلة في الشوارع لتسهيل وصول السياح والزوار إليها. حيث لا يحتاج الإيرانيون إلى تأشيرة للسفر إلى أرمينيا، وتستغرق الرحلة من الحدود إلى العاصمة يريفان حوالي 7 ساعات.

واستناداً إلى مخطط أهلية اللقاح الإيراني، حسبت بارفين تشامانبيرا، 53 عاماً، وزوجها أن الأمر سيستغرق شهوراً قبل أن يتأهلوا، لذلك سافروا من طهران إلى يريفان الأسبوع الماضي وتلقوا جرعاتهم من سيارة إسعاف متوقفة على جانب الطريق.

واستغرق الأمر حوالي خمس دقائق، ولم يتطلب سوى فحص ضغط الدم وعدم وجود أوراق. وسيعودون في غضون أسابيع قليلة للحصول على جرعاتهم الثانية وفقاً لأ تشامانبيرا، والتي قالت: "هذا ليس خياراً مثالياً لإرغام الإيرانيين على السفر وإنفاق الكثير من المال والتوتر من أجل الحصول على لقاح". "لن نفعل ذلك إذا لم نضطر إلى له".

فيما لم يذكر المسؤولون الأرمن عدد الأجانب الذين تلقوا التطعيمات، لكن تم زيادة عدد الرحلات الجوية بين طهران ويريفان لتلبية الطلب. وقال وكلاء السفر إن التذاكر بيعت حتى أواخر أغسطس. كما يتم حجز جولات الحافلات التي تتمحور حول التطعيمات.

وفي مجموعة على وسائل التواصل الاجتماعي مكرسة للتخطيط لرحلات التطعيم إلى أرمينيا، نشر الإيرانيون على الحدود مقاطع فيديو يوم الجمعة تظهر صفوفاً من السيارات والأشخاص يمتدون لأميال، قائلين إن الانتظار كان 13 ساعة على الأقل.

وبين الإيرانيين والعاملين في المجال الطبي الذين يواجهون زيادة في عدد الحالات، يتصاعد الغضب من الحكومة حيث دعا بعض الأطباء البارزين إلى محاكمة وزير الصحة بسبب سوء تعامله مع الوباء وتوزيع اللقاح.