طالب سيناتور جمهوري وكالة الأمن القومي الأميركية بإجراء تحقيق في مزاعم المذيع في قناة "فوكس نيوز" تاكر كارلسون، بأن الوكالة تتجسس عليه، وذلك بحسب صحيفة "ذا هيل"، في مساعٍ لإلغاء برنامجه التلفزيوني.
وقال السيناتور راند بول، إن وكالة الأمن القومي، لم تطّلع فقط على رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بكارلسون والمتعلقة بمحاولته مقابلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن أيضاً كشفت هويته وسرَّبت رسائل البريد إلى الصحافة.
وكان موقع "أكسيوس"، ذكر الأسبوع الماضي في تقرير، نقلاً عن مصادر مُطلعة، أن مذيع قناة "فوكس نيوز" كان يتواصل مع وسطاء الكرملين في الولايات المتحدة بشأن تحديد موعد مقابلة مع الرئيس الروسي.
بدوره، اعتبر كارلسون، بعد أن أكد صحة ما نُشر، أن "إدارة بايدن تحاول كسب نفوذ لتهديد الصحافيين المعارضين". مضيفاً "لماذا يفعلون ذلك؟ بالطبع يُريدون تصويري كأميركي غير مخلص، أو كعميل روسي".
ويقدم المذيع الأميركي حالياً البرنامج الإخباري الشهير "تاكر كارلسون الليلة". وأشارت الصحيفة إلى أن التعديل الأول لدستور الولايات المتحدة يضمن حرية حماية الصحافة والعاملين فيها.
الوكالة تنفي الاتهامات
بدورها، نفت وكالة الأمن القومي الأميركية تلك المزاعم، وأكدت في بيان أواخر الشهر الماضي أن تاكر كارلسون لم يكن هدفاً استخباراتياً للوكالة، مشددة على عدم وجود أي خطط لمحاولة إلغاء برنامجه على الهواء".
وأوضحت أن مهماتها تستهدف القوى الأجنبية التي تسعى للنيل من الولايات المتحدة، وتابعت في بيانها "لا يجوز لوكالة الأمن القومي استهداف مواطن أميركي دون أمر من المحكمة يصرح بشكل واضح بذلك وبدعوى التورط في استهداف البلاد".
بول يطلب أدلة مقنعة
ورد السيناتور راند بول بأن الوكالة ربما تكون على حق، لكن عليها تقديم أدلة مقنعة تُبعد عنها تهمة مراقبة الاتصالات الخاصة بكارلسون، وأضاف مستدركاً "عندما تُظهر سلسلة طويلة من الانتهاكات التي قامت بها وكالة الأمن القومي تصميماً ثابتاً للتهرب من القانون، وانتهاك الحريات المحمية دستورياً، يجب عليها أن تفعل أكثر من مجرد إصدار بيان إنكار تمت صياغته بعناية".
وتابع السيناتور الجمهوري، موجهاً الحديث إلى بول ناكاسوني، رئيس وكالة الأمن القومي الأميركية، "بصفتك على رأس الوكالة يمكنك المساعدة في استعادة مصداقيتها من خلال التحلي بالأمانة أمام الشعب الأميركي، والشرح بالتفصيل ما إذا جرت مراقبة كارلسون".
وبعد نفي وكالة الأمن القومي، أصر مذيع "فوكس نيوز" على مزاعمه بشأن تعرض حريته للانتهاك، لافتاً إلى أنه طرح السؤال مباشرة على الوكالة لكنها رفضت أن تجيب، وقال كارلسون "كانت رسالة الوكالة واضحة: يمكننا أن نفعل ما نريد".